خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
ما إن أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عن مقتل زعيم تنظيم الدولة، “أبوبكر البغدادي”، حتى تصدر الخبر جميع وسائل الإعلام حول العالم، لأنه يعد نقطة تحول في المساعي الدولية لمحاربة الإرهاب.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة: هل اغتيال “البغدادي” سيؤدي إلى زوال “تنظيم الدولة” إلى الأبد ؟..
وردًا على ذلك يرى كثير من المحللين الإسرائيليين أن التنظيم لن ينتهي من الوجود، بل سيبقى يمثل تهديدًا لامن المنطقة، ولكن في شكل مجموعات تخوض حرب عصابات؛ بعدما فقد المناطق التي كان يسيطر في كل من “سوريا” و”العراق”.
إنتهى “البغدادي” وسيبقى التنظيم..
يقول المحلل الإسرائيلي، “يوني بن مناحم”، إن اغتيال زعيم تنظيم (داعش)، “البغدادي”، يُعد نقطة تحول في الحرب على الإرهاب، ولكن من الواضح للجميع أن التنظيم والأفكار التي يقوم عليها لن ينتهيا من الوجود بإطلاق الصواريخ الأميركية التي دمرت المبنى الذي كان يتحصن فيه “البغدادي”.
ففي السابع من شهر آب/أغسطس الماضي؛ أفادت وكالة (أعماق)، الذراع الإعلامية لـ”تنظيم الدولة”، أنه تم تعيين التُركماني الأصل، “عبدالله قرداش”، من قضاء “تلعفر”، غرب “الموصل”، خليفة لـ”البغدادي”.
وتم التعيين بعد عدة محاولات أميركية وغربية لاغتيال زعيم التنظيم. وها قد تم الاغتيال بالفعل وأصبح، “قرداش”، هو الزعيم الحالي، وعلى الجميع أن ينتظر كي يعرف ما هي التحولات التي ستطرأ على الأداء العملياتي التنظيم.
وأضاف “بن مناحم”؛ أن البعض يرى أن تولي “قرداش” زعامة التنظيم يطرح احتمالات خطيرة لعودة العمليات الإرهابية التي تستهدف إثارة الفتن الطائفية في “العراق” و”سوريا” والتمهيد للسيطرة على مناطق شاسعة كما حدث في الفترات السابقة.
إنقاذ للرئيس الأميركي !
وهناك محلل إسرائيلي آخر؛ وهو “أورن نهري”، يقول إن نجاح القوات الأميركية في اغتيال زعيم تنظيم (داعش) يمثل خطوة هامة تفسح الطريق أمام “ترامب” للفوز بفترة ولاية ثانية كرئيس لـ”الولايات المتحدة الأميركية”. فهذا الإنجاز العسكري الكبير قد تحقق قبل عام واحد من إجراء الانتخابات للرئاسة الأميركية، وفي وقت يتعرض فيه “ترامب” لأزمات سياسية وتحديات خطيرة تكاد تطيح به من منصبه.
يُضيف “نهري”؛ أنه إذا سُئل الرئيس، “ترامب”، شخصيًا أو أحد من أعضاء حملته الانتخابية عن أفضل شيء يمكن أن يحدث للرئيس الأميركي في هذا التوقيت تحديدًا، لكان الجواب هو اغتيال قائد تنظيم الدولة، “البغدادي”، عبر عملية عسكرية نظيفة، بلا خسائر أو إصابات في القوات الأميركية.
وهذا الحدث بالفعل هو أفضل من إجراء اجتماع قمة مع الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، وأفضل كذلك من توقيع اتفاقية تجارية مع “الصين”، فهو يكاد يكون مثل إعلان “كوريا الشمالية” عن استعدادها للتجرد من أسلحتها النووية. إنه حدث عظيم سينقذ الرئيس الأميركي من أزماته.
اغتيال “البغدادي” يُعزز مكانة “ترامب”..
بحسب “نهري”؛ فإن هذا الإنجاز العسكري الكبير يأتي في توقيت مثالي بالنسبة للرئيس “ترامب”. إذ يبدو الرئيس الآن في نظر مؤيديه – وحتى في نظر الناخبين المترددين – وكأنه يدافع عن أمن “الولايات المتحدة”، في حين يبدو الديمقراطيون منشغلون بمحاولة الإطاحة به.
وصحيح أن مؤتمره الصحافي الأخير لن يُنسي الأميركيين حقيقة أنه تهرب من خدمة وطنه؛ عندما لم يشارك في “حرب فيتنام”، إلا أن عملية اغتيال “البغدادي”، وهو في السلطة، ستعزز مكانته إلى حد كبير.
الخطوة القادمة.. الإستيلاء على النفط السوري !
قال الرئيس الأميركي، “ترامب”، بعد اغتيال “البغدادي”، إنه يود إبرام صفقة مع شركة “ExxonMobil” أو مع أية شركة أخرى من أجل السيطرة على احتياطي “النفط” السوري.
ووصف “ترامب”، النفط السوري، بأنه يأتي ضمن أولويات الأمن القومي لـ”الولايات المتحدة”. وكان وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، قد أعلن، هذا الأسبوع، أن بلاده سترسل قوات عسكرية لحماية حقول “النفط” السورية من مقاتلي تنظيم (داعش).