رحيل الصحفي أحمد المهنا يشغل المثقفين العراقيين عن أحداث بغداد الموجعة”رحل أحمد المهنا” هذه العبارات تصدرت صفحات، صحفيين وإعلاميين وادباء عراقيين، واخذتهم بعيدا عن احداث كبيرة حدثت الخميس الذي ابتدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكاد ينتهي بخبر تفجيرين هزّا وسط بغداد، إلا أن خبر رحيل المهنا كان موجعا على طلابه ومريديه وحتى المختلفين معه في الرأي.
رحل كأستاذ وإعلامي مقتدر، فالمهنا لم يشأ أن يباغت اصدقائه برحيل مفاجيء، بل مهد لذلك الموت منذ عام تقريبا، حيث وقع طريح الفراش إثر مرض لم يستطع المهنا الذي عرف عنه طول الصبر أن يتغلب عليه.
جاءت كلمات الرثاء المستعجلة من اصدقائه وهي تنضح دمعا على صفحات التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فما بين متوجع وباك ومعترف بالفضل الكبير للمهنا كمعلم للكثيرين من الإعلاميين البارزين.
الشاعر والإعلامي حميد قاسم، كتب على صفحته في فيسبوك، “ظهراً افزعني الفنان رسول الصغير العائد من زيارة احمد المهنا توا، انه على فراش الموت، كرهت الخبر، الان غادرنا حبيبنا اخي وصديقي ابو زيد”، مضيفا “وا أسفاه احمد المهنا”.
في حين، عمار السواد الصحفي والكاتب العراقي، نشر على صفحته نعي المهنا “لن انسى انك المعلم، لن انسى انك الانسان درسك في روح كل منّا نحن تلاميذك”، منهيا هذه الكلمات بالخبر المفجع “مات احمد المهنا”.
وعلى صفحته، كتب سرمد الطائي الصفحي والكاتب راثيا استاذه ومذيعا فضله، “الان وقد رحلت، يا ذا النفس الطيبة. فانني مدين ثانية للاعتراف بانني تعلمت منك الاعتدال في الثقافة والسياسة، ومعنى ان تكون الطائفية ماسخة لالتذاذنا بالعالم الكبير، روحك طيبة احمد المهنا، ايها الراحل؛ وانا مدين مدين”.
فيما نعاه محمد غازي الاخرس قائلا “مات أحمد المهنا، مات المعلم، الليلة سأتعلم البكاء لوحدي”.
علي وجيه الشاعر والصحفي، كتب على صفحته، “روحي محطمة الآن، والله لقد سلبني السرطان أعز ما عندي، وأبعدني عن مَن أحب، أخذ المهنا، وقبله أستاذي محمد حسين الأعرجي، وقبلهما خالي ستار وجدّي، يا لهذه الحياة السخيفة، ما أضعفنا حين يتعلق الأمر بمن نحب، غفر الله لكم، تركتم ثقوباً بالروح لا يملؤها شيء سواكم”.
والكاتب الصحفي أحمد المهنا الذي تمتد تجربته الصحفية لأكثر من ثلاثة عقود. تخرج في قسم اللغة العربية، الجامعة المستنصرية ببغداد عام 1978. غادر العراق عام 1979 لأسباب سياسية.
عمل في عدد من وسائل الإعلام العربية في أثناء إقامته بالمنفى. عاد إلى العراق ثانية عام 2004 وعمل في عدد الصحف العراقية وكان له عمود يومي معروف بعنوان “أحاديث شفوية” في صحيفة “المدى”.
أصدر المهنا كتابين وهما “الإنسان والفكرة” و”الأمر رقم واحد”. ووافته المنية في لندن الخميس 25 تموز 2014 بعد صراع مع المرض.