9 أبريل، 2024 8:37 م
Search
Close this search box.

اعلاميون عن إغلاق البغدادية‎ : السلطلة عصابة‎ تخنق لحريات

Facebook
Twitter
LinkedIn

رفض إعلاميون عراقيون حملة الحكومة العراقية المتواصلة لتكميم الأفواه الإعلامية التي تجتهد ‏لكشف الحقائق في البلاد وتسعى لأجل فضح الفاسدين الكبار في الدولة، وذلك إثر قيام وزارة الداخلية ‏العراقية أول من أمس بتطويق مكتب قناة «البغدادية» الفضائية ووكالة «البغدادية نيوز»، ومنع ‏العاملين فيها من مواصلة عملهم، وإجبارهم على مغادرة المكان، دون بيان الأسباب الموجبة لذلك، في ‏تصرف وصفه الإعلاميون بأنه «خرق جديد لحرية الإعلام في العراق». ‏

وطالبت قناة «البغدادية» في بيان صدر عنها لاحقا، توضيحا رسميا من السلطات العراقية لبيان ‏مبررات قرار المنع، بعد أن اختلطت الأسباب، فهناك من يقول إن البرامج السياسية التي تعدها ‏وتقدمها القناة سببت إحراجا كبيرا للحكومة كونها فضحت تورط أسماء معروفة في صفقات فساد ‏وفضائح سياسية ومالية، وآراء تحدثت عن كون القناة مغلقة أصلا وتعمل خارج القانون، ولم تلتزم ‏بدفع مستحقاتها المالية. ‏
وقال محمد حنون الحمداني مدير قناة «البغدادية نيوز»: «فوجئ العاملون في المحطة الجمعة بقدوم ‏قوة عسكرية كبيرة مؤلفة من أربعين سيارة مدججة بالأسلحة والعناصر الأمنية تطوق مبنى القناة في ‏بغداد وتأمرهم بإغلاقها، وقالوا إن لديهم أوامر عليا بذلك، وبعد الاستفسار منهم بوجود كتاب صادر من ‏هيئة الإعلام والاتصالات يأمر بإغلاق القناة، والمفارقة أنه ذلك الكتاب صادر في مارس (آذار) من ‏هذا العام وتذكرته القوات الأمنية اليوم فقط لتطبقه، وجاء في أسباب المنع أن القناة لم تدفع مستحقاتها ‏المالية للهيئة، ولم توقع على الميثاق المهني المعد في الهيئة، وهذه المبررات شكلت مفاجأة للجميع، ‏لأننا أول قناة فضائية وقعت على ميثاق الشرف، كما أن مصدر أموالنا معروف بالتفاصيل الدقيقة لدى ‏الهيئة». وأضاف: «السبب الحقيقي من وجهة نظرنا هو ممارسة الضغط على القناة لتغيير سياستها ‏الرامية لكشف التزوير والفساد». ‏
بدوره، قال مصطفى الربيعي، أحد مراسلي القناة: «عملنا في القناة كان يتم بصعوبة كبيرة، وكنا ‏نتعرض لمضايقات كثيرة عند تغطيتنا للنشاطات الرسمية والشعبية، إذ تصادر كاميراتنا ونتعرض ‏للاعتقال ساعات حتى يتم إطلاق سراحنا». وأضاف: «ما يحصل هو انتهاك جديد لحرية الإعلام ‏والصحافة الحرة، وتقييد للإعلامي بهدف الضغط عليه كي يكون مساندا ومؤيدا للسلطات، وغض ‏النظر عن حالات البؤس والشقاء لشرائح كبيرة من العراقيين وسط غياب دور الحكومة لمعالجة ذلك». ‏
من جهته، قال عضو الهيئة التحضيرية للنقابة الوطنية للصحافيين العراقيين قيس عجرش: «مثل كل ‏مرة تتحرك الأجهزة الحكومية بعقلية عصابة، كان من المفروض أن يجري كل شيء تحت الشمس ‏ولو كان إجراء الإغلاق قانونيا كنا على الأقل رأينا الأسباب والأوامر القضائية، لكن الذي يحصل ‏وسيحصل أن الأمر ينفذ أولا ثم تعد في الغرف المغلقة تبريرات لا يعقلها أحد تصور الفعل على أنه ‏قانوني». وأضاف عجرش: «حرية التعبير باتت في خطر حقيقي إن لم أقل إنها تخسر يوميا بسبب ‏استهتار السياسيين وهدرهم للحريات التي أفرد لها الدستور المعطل بابا هو الباب الثاني». ‏
ويعد هذا القرار هو الثاني الذي يصدر من هيئة الاتصالات والإعلام ضد قناة «البغدادية الفضائية»، ‏حيث قررت، مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، إغلاق مكاتب القناة في كافة أنحاء العراق، بسبب ‏ما وصفته بإخلال القناة بقواعد ونظم البث الإعلامي وخرق النظام العام وتهديده. وفي 18 أغسطس ‏‏(آب) 2011، أعادت الهيئة النظر في قرارها وأعلنت أن قناة البغدادية الفضائية أبدت استعدادها ‏للالتزام بالخط المهني، وأكدت أنها استأنفت عملها في العراق، مشيرة إلى عدم اعتراض رئيس ‏الوزراء نوري المالكي على ذلك. ‏
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية في بيان أمس أنه «استجابة لأوامر قضائية صادرة من هيئة الإعلام ‏والاتصالات وباعتبار الوزارة الجهة التنفيذية الواجب عليها تنفيذ أوامر السلطة القضائية فقد نفذت ‏أمرا بغلق مكاتب قناة (البغدادية)». وبحسب البيان، فإن القرار صدر «على خلفية مخالفة قناة ‏‏(البغدادية الفضائية) ضوابط البث والإرسال وعدم توقيعها لائحة السلوك الإعلامي وعدم دفعها تكاليف ‏ورسوم البث والإرسال الخارجي». ‏
وطالبت وزارة الداخلية القناة «بتسوية أمور عملها الفني والقانوني والمالي مع هيئة الإعلام ‏والاتصالات التي هي الجهة المسؤولة الوحيدة في العراق عن عمل الفضائيات لمعاودة ممارسة ‏نشاطها الإعلامي».‏

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب