خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
أعلن الدكتور “علي لاريجاني”؛ المستشار الأعلى للمرشد الإيراني، بشكلٍ غير مباشر، إمكانية تغيّير الموقف أو النظرية النووية الإيرانية، وقال في مقابلة تليفزيونية: “حال قصف المراكز النووية الإيرانية، وتحت وطأة مطلب الإيراني، قد تُضطر إيران إلى تغيّير عقيدتها النووية، والتقدم صوب إنتاج سلاح نووي”. بحسّب ما استهل “عطاء الله مهاجراني”؛ تقريره المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
وقد كان من المتوقع أن يُثيّر هذا الموضوع وهذا الموقف؛ عاصفة من ردود الأفعال لا سيّما في الفضاء المجازي.
ومن حسَّن حظ الدكتور “لاريجاني”؛ أنه عبّر عن هذا الموضوع بفطنة وحكمة وتأمل في الكلمات. وأنا أيضًا كتبت على حسابي الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي؛ (إكس)، أن عدم منح “لاريجاني” صلاحية الترشح للرئاسة، لا تزال وستظل دائمًا نقطة سوداء في صحيفة “مجلس صيانة الدستور”، وكذلك رفض صلاحية المرحوم؛ آية الله “هاشمي رفسنجاني”.
وحول تغيّير النظرية النووية الإيرانية، يمكن الإشارة إلى عدد من النقاط والملاحظات على النحو التالي:
الماضي الأميركي الأسود..
01 – الإدارة الأميركية التي تمتلك أحدث الأسلحة النووية في العالم، وتضخ سنويًا الاستثمارات في تطوير هذه السلاح من حيث الكم والجودة.
أضف إلى ذلك، أن الدولة الوحيدة التي كانت قد استخدمت السلاح النووي ضد الشعب الياباني، لا تستطيع حمل لواء مكافحة السلاح النووي، ومنع الدول الأخرى من امتلاكه.
فـ”الولايات المتحدة” لا تستطيع الامتناع عن شيء هي بالأساس غارقة فيه. وكنت قد زرت “متحف السلام”؛ بمدينة “هيروشيما”، في ذكرى القصف النووي. وكل أميركي تراه في هذا المتحف، لا لوم عليه إذا مات خجلًا.
الإمبريالية الأميركية..
02 – الإمبريالية الأميركية والغربية المتعطشة للسيّطرة على العالم في منطقة “غرب آسيا”؛ أعنى حكومة “إسرائيل” الصهيونية، أصبحت نووية بمساعدة “فرنسا” في فترة الستينيات.
وترفض أي رقابة وهدّدت بقصف “إيران” غير مرة.
إسرائيل تشتري النفط الإيراني مقابل النووي !
03 – قبيل الثورة الإيرانية؛ وخلال زيارة “إسحاق رابين”، رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك، و”شيمون بيريز”؛ وزير الحرب الصهيوني في الفترة ذاتها، إلى “إيران” قاما بخداع؛ “محمد رضا بهلوي”، وحصلا منه على نفط بمبلغ يُعادل حاليًا مليار ومائتي مليون دولار مقابل بيعه خمس رؤوس نووية !! وقد ورد هذا الموضوع في مذكرات مسؤولين إسرائيليين، بما في ذلك “بيريز” نفسه لكن دون تفاصيل.
لا يمكن ردع السلاح النووي..
04 – لا يمكن عدم الحديث عن إمكانية ردع السلاح النووي. فلو لم تتسلح “باكستان” بهزيمة وعلم المرحوم؛ “عبدالقدير خان”، بالسلاح النووي، لما كان من المعلوم ماذا كان يحدث أو سيحدث للأمن القومي الباكستاني، بالنظر إلى صعود المتطرفين وحكومة؛ “ناريندا مودي”، المعروفة بعلاقاتها القوية مع الصهاينة، إلى السلطة في “الهند”.
تاريخية حاجة إيران للسلاح النووي..
05 – على أي حال، لو أن طموح؛ “محمد رضا شاه”، الأحمق قد تم في إطار خطة محكمة، وتمكنت “إيران” بالاعتماد على معرفتها النظرية والتقنية والعلمية – المعرفة التي تمتلكها الآن – من الوصول إلى السلاح النووي، لما تجرأ؛ “صدام حسين”، وحلفاؤه الأميركيون والروس والأوروبيون والعرب على مهاجمة “إيران”.
لا يمكن التسامح في قوة الثورة الإيرانية..
06 – دولة “إيران”، و”الثورة الإسلامية”، ونظام “الجمهورية الإيرانية” ليست أمور يمكن التسامح أو التساهل حيال قوتها وبقاءها.
وحتى الآن تستّفيد دول العالم، بخلاف “الولايات المتحدة”؛ التي كانت قد استخدمت السلاح النووي، من هذه الإمكانية باعتبارها وسيلة وسلاح ردع.
تغيير العقيدة النووية الإيرانية..
07 – يمكن سرد الأدلة من النواحي الفقهية والدينية والسياسية على تغيّير النظرية النووية الإيراني؛ لا سيّما من حيث الأحكام الثانوية التي تتعلق بزمان وأوضاع ومقتضيات خاصة.
وفي رأيي قد يكون تفسيّر موضوع تغييّر النظرية النووية الإيرانية، بالأمر المنطقي والمبرر والذي يخدم المصالح والمكاسب الوطنية والثورية؛ لا سيما مع تكرار؛ “دونالد ترمب”، التهديد بقصف “إيران”، ومواقف؛ “بنيامين نتانياهو”.