خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
من المسّتبعد؛ (استنادًا إلى المعلومات التي تمكنت صحيفة “اعتماد” من الحصول عليها)، توقف قطار التطهير عند هذه النقطة، وإنما من المقرر أن يشمل جميع المجالات.
وفي المرحلة التالية سوف تطال الطلبة. وعن هذه التصفية الكبرى؛ يقول “مصطفى فقيهي”، الناشط السياسي والإعلامي: “جبهة (پايداري) بعد التصفية الكبرى للأساتذة، بصدد تغييّر الصلاحيات (السياسية-العقائدية) بالتوازي مع بدء موسم عودة الطلبة إلى الجامعات”.
وسوف يجري تنفيذ هذه السياسة مع العام الدراسي الجديد من خلال المجالس التأديبية باعتبارها أهم أدوات هذه العملية، تمهيدًا لتطبيق حصص متفاوتة لقبول الطلاب عبر نقل منظومة القياس إلى “المجلس الأعلى للثورة الثقافية”.
وينطوي نظام الاختبارات للجامعية الإيرانية على حصص مختلفة مثل حصة المقاتلين، والفدائيين، ومصابي الحروب. والملفت فيما يخص إمكانيات الجامعات حاليًا هو أن زيادة هذه الحصص يقوض عمليًا إمكانية المنافسة في اختبارات “الكنكور”؛ (اختبارات مؤهلة للالتحاق بالجامعات الإيرانية)، والدراسة الجامعية في “إيران” ثم ملف التعييّنات.
ويعتقد بعض المحللين، أن نقل منظومة القياس والتقويم إلى “المجلس الأعلى للثورة الثقافية”؛ إنما يأتي في إطار تفعيل هذه السياسيات.
ووفق تقرير (اعتماد)؛ فقد جرى فصل أكثر من: 65 أستاذ جامعي منذ بداية عمل الحكومة الثالثة عشر. وكلهم من المعروفين في المجال الجامعي، لكن تعرضوا للفصل لأنهم رفضوا التضحية باستقلالهم في آتون المؤامرات السياسية والفئوية للهيكل غير المختلط؛ (الحكومة).
وحاليًا علينا انتظار مشهد النهاية؛ حيث يعتقد الكثير من الأساتذة والمحللين أن الهيكل غير المختلط خلال الأشهر العشرة الماضية، وبخاصة بعد وفاة “مهسا أميني”، قد اتخذ قرارات تستهدف بشكلٍ مباشر حياة الطبقة المتوسطة. واستمرار هذا المسّار قد يُفضي عن احتمالات مثيرة للقلق بالنسبة للدولة.
لا تنتقموا من الجامعات..
قبل انتقاد “محمد رضا عارف”؛ أكاديمي وسياسي إصلاحي، ملف فصل أساتذة الجامعات، تعّددت ردود فعل سائر الشخصيات السياسية والأكاديمية في الدولة على هذه الخسارة.
وعلقت “معصومة ابتكار”؛ النائب الأول للرئيس الإيراني سابقًا، على هذه القضية بالقول: “لا تنتقموا من الجامعات بسبب فشلك وعدم نجاحكم”. وأضافت الرئيس السابق لمنظمة (الحفاظ على البيئة): “تداول قائمة بأسماء عدد: 58 أستاذ جامعي؛ قيل إن الحكومة الثالثة عشر قد فصلتهم أو علقت عملهم !.. بالله عليكم لا تنتقموا من الجامعات بسبب فشلكم وعدم نجاحكم !.. نحن بحاجة إلى جامعة ذات تصنيف عالمي لرفعة إيران !.. هذا النوع من التعامل مع الجامعيين غير مسّبوق تاريخيًا !”.
للجميع أم استهداف النقاد ؟
كتب “آذر جهرمي”؛ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق: “هل الأسباب الإدارية التي تدعون تقتصّر على قطع التعاون مع الأساتذة النقاد للحكومة في الجامعات، أم تشمل الجامعيين ككل ؟.. آمل ألا يدخل رئيس الجمهورية المحترم في هذه القضايا الأخيرة المتعلقة بأساتذة الجماعات، والحيلولة دون الحد المحتمل للخطاب النقدي بالجامعات والذي يعوق نمو وتقدم الدولة”.
الحقيقة فداء السياسة..
“شریفي زارچي”؛ عضو الهيئة العلمية بقسم العلوم الحيوية والذكاء الاصطناعي، كلية هندسة حاسبات جامعة “شريف” الصناعية: “الجامعة في الفصل تسّتند إلى عدم تمديد العقود، وذلك رغم المراسّلات الموثقة في العام 2022م. راجعوا تواريخ التسّجيل وطلبات الترقية وتغيّير الحالة، حتى تفهموا حقيقة الفداء السياسية. وسوف أكتب إلى زملاء في جامعة شريف المزيد من التفاصيل”.
افهموا ضرورة التغييّر..
مُنع “محمد فاضلي”؛ الأستاذ بجامعة العلوم الطبية، من التدريس بجامعة “الشهيد بهشتي”، مع بداية عمل الحكومة الثالثة عشر وكتب: “هناك تعاون في مسّارات متعدد بغرض القضاء على الجامعة؛ وبخاصة العلوم الإنسانية، بداية من فصل الأساتذة النقاد، وحتى هجرة النخبة وأزمة البحث عن بديل للأساتذة الأكفاء، وسيكون صوت هذا الكارثة مؤلم”.