خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
“كان قد تعهد برقبته على الوفاء بوعوده”؛ هذا محتوى تغريدة “علي أصغر شفيعيان”، عضو فريق المساعدين الإعلاميين للرئيس، تعقيبًا على خبر تعيين أول محافظ سُّني بمحافظة “كُردستان” الإيرانية. بحسّب ما استهل “مهدي بيكـ أوغلي”؛ تقريره المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
بدوره علق؛ “مازيار بالايي”، عضو حزب (الثقة الوطنية)، على هذا الخبر وكتب: “تعيين محافظ من أهل السُّنة هو دليل آخر على تبني اتجاه توافقي بدلًا من التقابلي، وسيكون له تداعيات طيبة على البلاد. وبهذا التوجه يمكن الوصول إلى تلك المجموعة من المطالب التي إما لم تُنفذ أو لم تُحل. إنه التوجه الذي لطالما أكد عليه (بزشكيان) مرارًا في المنافسات الانتخابية”.
مفاجآت المحافظين لم تنتهي..
وللعلم فقد كان تعيّين محافظ سُّني، مسألة محظورة غير مكتوبة تجذرت في الفضاء السياسي الإيراني عبر عقود طويلة.
لكن أثبت “بزشكيان” التزامه بكل وعد قطعه للشعب، وسعيه إلى تحقيق هذه الوعود. لكن استقصاءات صحيفة (اعتماد) تثبت أن مفاجآت الحكومة بخصوص المحافظين سوف تستمر، ومن المحتمل تعيين عدة نساء في منصب محافظي، بالإضافة إلى اختيار محافظ عربي لمحافظة “خوزستان”، وإصدار قرار لأحد المدراء “البلوش” وغيرها.
وفي الحقيقة حين يتم اختيار محافظ من إحدى العِرقيات الموجودة بالمحافظات فسوف يحاولون الاهتمام بمطالب جميع العرقيات بالمحافظة.
وفي هذا الصّدد أجرت صحيفة (اعتماد)؛ حوارًا مع اثنين من المحافظين السابقين بحكومتي؛ “محمد خاتمي”، و”حسن روحاني”، للحبث في تداعيات هكذا قرارات على خلق حالة من التناغم والانسجام الاجتماعي والتنموي.
يجب تعيين المحافظ اللائق بغض النظر عن العِرقية والمذهب..
كان “أحمد تركـ نجاد”؛ محافظ “كرمان”، في عهد حكومة الإصلاح، من الشخصيات التي رحبت بقرار تعيين سُّني محافظًا لـ”كُردستان”، وشدد على أهمية هذا القرار في تحسين مؤشرات الأمن العام بالدولة، وقال: “ما من شك في ضرورة الاستفادة من كل الإمكانيات (ومن بينها المحافظات) لإدارة الدولة، لكن يجدر بالوقت نفسه الالتفات إلى أسس الجدارة، والتخصص، والقدرة. والمحافظ باعتباره مندوب للحكومة بالمنطقة يجب أن يكون مدركًا قبل أي شيء للمكاسب الوطنية، وأن يتمتع كذلك بالقدرة على تفعيل السياسات الوطنية في منطقته، والقدرة على التفاعل الوثيق والبناء مع المجتمع. يجب أن يمتلك المهارات والعلم اللازم، والفهم العميق للتنمية في الدولة. وقد يكون شابًا، وصاحب خبرات، وسيدة، وسيد، وعربي، وسُّني، وبلوشي وغيرها. فإذا روعي ما سبق، فلا مانع من هذه التعيينات. لابد من مراعاة الشروط الأساسية ثم الأخذ في الاعتبار للميزات الشكلية”.
وأضاف ردًا على سؤال بشأن إمكانية اختبار هذا التوجه تجاه محافظات “سيستان وبلوشستان” وسائر مناطق البلاد: “المحافظ السُّني مُّلم أكثر بمتطلبات المناطق السُّنية أكثر من محافظ غير سُّني أو من منطقة أخرى. وبالتالي فإذا توفرت الشروط السابقة، فإن محافظ بلوشي في منطقة سيستان وبلوشستان سيكون أكثر توفيقًا. ومحافظ كُردي سُّني في منطقة كُردستان سيكون أكثر توفيقًا. ومحافظ من أبناء عرقية بختيار أو عربي في منطقة خوزستان سيكون أكثر توفيقًا. وموقفي يتجاوز الشكل وأعتقد أنه إذا توفرت الشروط سابقة الذكر، فإن اختيار محافظ من أبناء المحافظة، عربي أو قشقائي أو بلوش أو غيره سيكون ذا تأثير تآزري على زيادة نسب مشاركة العرقيات والقوميات والمذاهب”.
تنمية في مجال التناغم الاجتماعي..
من جانبه؛ أكد: “حق هادي شناس”، محافظ “جلستان” في عهد حكومة الاعتدال، أن تعيين الشباب، وأهل السُّنة، والنساء إنما يُسرع من وتيرة ملف التنمية بالدولة، وقال: “من الأمور المهمة بالدول النامية، ومن التوجهات المعقولة التي تراعيها هذه المجتمعات في تعيين العمال. على سبيل المثال، عند اختيار العمال والقادة والمسؤولين للمناطق المختلفة تُبذل جهود مضنية بحيث يكون المختار للمنصب قادرًا على القيام بدور بارز في بلورة حالة من التناغم الاجتماعي والمشاركة العامة. ومن حسن الحظ أن الحكومة الرابعة عشر في إطار التحرك في مسار الوفاء بوعودها، اختارت محافظ سُّني لمحافظة كُردستان. وبهذا الاختيار توجه رسالة للفئات المختلفة من السُّنة، والشباب، والنساء، وعموم المواطنيين، بالتزام رئيس الجمهورية بالوفاء بوعوده”.
وأضاف: “عند اختيار رمز من الحكومة للمحافظات المختلفة، يجب أن يستند اختيار هذا الشخص أولًا إلى مكونات الجدارة، ومن الطبيعي في ظروف مشابهة، ترجيح محافظ من أبناء المنطقة إذا وجد، لأنه يدرك على نحو أعمق مشكلات هذه المحافظة والمنطقة.