“اعتماد” الإيرانية تكشف .. كواليس صراع النفوذ بين أنقرة وأبوظبي في “القرن الإفريقي”

“اعتماد” الإيرانية تكشف .. كواليس صراع النفوذ بين أنقرة وأبوظبي في “القرن الإفريقي”

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تسّعى “تركيا”؛ بعد النجاح في حل الخلافات الدبلوماسية بين “إثيوبيا” و”الصومال”، للقيام بدور الوسّاطة في الحرب الأهلية بـ”السودان”، الذي يُعاني منذ قرابة العامين من حرب قوة بين جنرالين متنافسين؛ تسببت في هجرة أكثر من أحد عشر مليون شخص منازلهم ومقتل عشرات الآلاف. بحسّب ما استهلت “نوستموت جبادا موسى”؛ محللة الشؤون الإفريقية، بتحليلها المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

وفي بداية كانون ثان/يناير الماضي؛ رحب اللواء “عبدالفتاح البرهان”، القائد العسكري السوداني، بالمقترح التركي للوسّاطة بين “السودان” و”الإمارات”. وكان “البرهان”؛ قد اتهم “أبوظبي”، مرارًا بدعم ميليشيا (الدعم السريع)؛ بقيادة “محمد حمدان دقلو”، الشهير: بـ”حميدتي”.

ووفق تقرير “الأمم المتحدة” وعدة تقارير إعلامية، تضطلع “الإمارات” بدعم قوات (الدعم السريع) بالمال والسلاح؛ حتى أن “واشنطن” فرضت عقوبات على “حميدتي” وعدد سبع شركات إماراتية.

في غضون ذلك، ينص المقترح التركي على اقناع “الإمارات” بالتوقف عن دعم المتمردين، مقابل سّحب “السودان” شكواه ضد “الإمارات”.

استفادة “أنقرة” من الفراغ بالقارة السمراء..

زار “برهان الدين دوران”؛ مساعد وزير الخارجية التركي، إلى “السودان”؛ بتاريخ 04 كانون ثان/يناير الماضي، حاملًا مجموعة طموحة من المشاريع تضم افتتاح مصرف ووكالة إغاثة في “ميناء السودان”.

ووفق “علي يوسف”؛ وزير الخارجية السوداني، فقد انطلقت بالتوازي مع الزيارة ثلاث سفن تحمل ثمانية آلاف طن من المساعدات الإنسانية باتجاه “الخرطوم”، وقال: “نحن بحاجة إلى الأشقاء والأصدقاء مثل تركيا. وهذه المبادرة قد تُفضي إلى مساعي واقعية للوصول للسلام في السودان”.

وتسعى “تركيا” إلى مليء فراغ “الولايات المتحدة الأميركية” في “القرن الإفريقي والساحل”.

يُذكر أن “أنقرة” كانت قد باعت طائرات بدون طيار إلى دول: “تشاد، وبوركينا فاسو، ومالي، والنيجر”. وهذه العلاقات قد تُتيح للنظام التركي إمكانية لاحتياطيات “النيجر” من (اليورانيوم) الذي تحتاج إليه في توفير الوقود الأساس لمحطتها النووية التي من المَّقرر افتتاحها نهاية العام الجاري.

وكان موقع (آفريقا بريف)؛ قد تحدث للمرة الأولى عن مساعي “تركيا” للنفوذ في “إفريقيا”، قبل ثلاث سنوات. ومذاك وقّعت “أنقرة” اتفاقيات عسكرية مع دول “نيجيريا، ورواندا، وإثيوبيا”، وأخيرًا “الصومال”.

وقد بدأت في تشرين أول/أكتوبر الماضي؛ التنقيب عن النفط والغاز في السواحل الصومالية. وازداد حجم التجارة التركية بعد فوز؛ “رجب طيب إدروغان”، بالرئاسة، وقفز إلى (35) مليار دولار خلال العام 2023م، تضمنت بناء مسجد في “مالي”، ومستشفى في “النيجر”، وقاعدة عسكرية في “الصومال”.

استعادة للتاريخ العثماني داخل القارة الإفريقية..

وكان “مولود جاويش أغلو”؛ وزير الخارجية التركي عام 2014م، قد كتب: “في تلك الفترة، استفادت الدول الإفريقية من العثمانيين في النضال ضد الاستعمار. مع هذا فإن جزءًا من هذا التاريخ قابلٌ للمراجعة، وقد ساعدت وسائل الإعلام التركية الحكومية على تعزيزه. فلقد كانت تركيا حاكمًا استعماريًا في السودان، ومهدت عبر استعباد الأفارقة في منطقة البحيرات الكبرى وإفريقيا الوسطى في عصر الإمبراطورية العثمانية، أجواء تشكيل مجتمعي خفي من الأتراك الأفارقة في العصر الحديث”.

بدوره؛ قال “فلكان ايبك”، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة (يدي تبيه)، بإسطنبول: “تسعى تركيا إلى تكرار السياسة الخارجية العثمانية الجديدة الأخوية بالسودان”.

وهو يعتقد في رغبة “تركيا” بالتحرر مما يجري حاليًا بـ”السودان” ويؤثر سلبًا على استثمارات “تركيا” ومساعيها التوسعية.

وقد ازداد نفوذ “تركيا” في “الصومال وإثيوبيا والسودان”، نتيجةً للغياب شبه التام لـ”الاتحاد الإفريقي” في مساعي الوساطة لحل النزاعات عبر القارة.

بالوقت نفسه، يبدو أن “الإمارات” مستَّعدة للمداخلات التركية، ففي نهاية كانون أول/ديسمبر الماضي، نشرت “الخارجية الإماراتية” بيانًا يُرحب بالجهود الدبلوماسية التركية لحل الأزمة السودانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة