“اعتماد” الإيرانية تكشف .. طرح سيارات كهربائية رُغم انعدام البُنية التحتية وخدمات ما بعد البيع !

“اعتماد” الإيرانية تكشف .. طرح سيارات كهربائية رُغم انعدام البُنية التحتية وخدمات ما بعد البيع !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بينما كشف “مهدي ضيغمي”؛ رئيس منظمة التنمية التجارية، عن دخول السيارات الكهربائية السوق الإيرانية؛ بتاريخ الأحد 05 آيار/مايو 2024م، أعلن “مهدي تقدسي”؛ مدير منظومة تكامل السيارات، في حوار مع إحدى الوسائل الإعلامية؛ إن توريد السيارات المسّتوردة هو للمسُّجلين مسُّبقًا، وأنه لا توجد أي معلومات واضحة في هذا الصدد، لأن موقع المنظومة بصّدد التحديث. بحسّب تقرير “ندا جعفري”، المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

لماذا استيراد سيارات كهربائية ؟ 

في الوقت الذي تتجه فيه الكثير من الدول حول العالم؛ إلى الاستثمار بسرعة في البُنى التحتية للسيارات الكهربائية للحد من تلوث الهواء، ومشكلة الازدحام المروري، إلا أن بناء شبكة من محطات الشحن، واستراحات بين الطرق، ومناطق للتنزه، وحتى محطات تموين البنزين، وغيرها من مثل تطوير شبكة الكهرباء لتلبية الاستهلاك المتزايد في الكهرباء، وكذلك تطوير البُنى التحتية لإنتاج البطاريات، وخدمات ما بعد البيع باهظة  التكلفة، والحاجة للاستثمار في قطاع الدعم الحكومي، سوف يُزيد على المدى الطويل ومع بناء البُنية التحتية اللازمة من نسّب الإقبال على هذه السيارات.

الاستفادة من النقل العام أفضل أم السيارات الكهربائية ؟

تعليقًا على خبر استيراد السيارات الكهربائية؛ يقول “محمود نجفي سهي”، الخبير في مجال السيارات: “ليس فقط أن البُنية التحية للاستفادة من السيارات الكهربائية غير مهيأة، بل إن استيراد مثل هذا النوع من السيارات غير متوفر. ويبدو أن البلدية كانت قد عقدت اتفاق لاستيراد سيارات كهربائية، الأمر الذي أثار الكثير من الأسئلة، وقد عارض بعض نواب البرلمان هذا الموضوع”.

وأضاف مؤكدًا وجود حلول أسهل للتخلص من أزمة المرور: “كلما ازدادت كمية وسائل النقل العامة؛ فإن لها مبرور اقتصادي حتى وإن كانت مجانية، كما تؤثر في الحد من تلوث الهواء”.

هل تنحسّر أزمة المرور باستخدام السيارات الكهربائية ؟

رُغم العدد الكبير لصناعة السيارات في “إيران”، لماذا يجب استيراد هذه السيارات الكهربائية ؟.. وإذا كان الحد من التلوث هو السبب المُّعلن لاستيراد السيارات الكهربائية، إلا أن أزمة المرور لن تتقلص.

وأردف: “مع أن توفير محطات شحن لذلك الموديل من السيارات ليس بهذه الصعوبة، فإن المشكلة الأساسية في توفير الكهرباء وعجز الطاقة، واستيراد هذه السيارات ليس اقتصاديًا للغاية، ولطالما قلت: إذا كان من المقرر التخلص من مشكلة ما فلا يجب أن نتسّبب في إيجاد ثلاثين مشكلة أخرى”.

كيف تكون خدمات ما بعد البيع ؟

تطرق “حسين رحيمي نجاد”؛ الخبير في مجال السيارات، للحديث عن انعدام البُنية التحتية للاستفادة من السيارات الكهربائية، وقال: “استيراد السيارات الكهربائية يواجه مشكلة في محطات الشحن، ورُغم تركيب عدد محدود من هذه المحطات على مستوى المدينة، إلا أن هذا العدد غير كافٍ ولا يُلبي الاحتياجات، أضف إلى ذلك أن شحن السيارة بالكهرباء يسّتغرق فترة طويلة، وقد تحتاج البطارية إلى نحو ساعة”.

وأضاف: “لا توجد إمكانية لتركيب مثل هذه المحطات في المنازل، وإنما يجب القيام بذلك عادة في محطات تموين البنزين، التي تفتقر إلى البُنية التحتية اللازمة والمتعلقة بتركيب محطات شحن بالكهرباء. وهناك مسألة أخرى هامة تتعلق بخدمات ما بعد البيع والصيانة، وهي غير متوفرة حتى الآن”.

هل استخدام السيارات الكهربائية اقتصادي للغاية ؟

طالما لا تزداد أعداد السيارات الكهربائية في المدينة، ولا يكون هناك مبرر اقتصادي، فليس من العقلانية توفير محطات، لا سيما وأن المنظمات والمؤسسات لا تميل لتلك المسألة بسبب محدودية أعداد هذا النوع من السيارات في “إيران”.

وبالنسبة للمسّتهلك لا ينطوي استخدام السيارات الكهربائية على جوانب اقتصادية، والفوائد الاقتصادية بالنسبة للدولة محدودة بسبب أن أسعار الكهرباء رخيصة نسّبيًا وتشُّبه إلى حد ما أسعار “البنزين” الذي يصل للمسّتهك بشكلٍ مجاني بسبب الدعم الحكومي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة