خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
قصفت “إسرائيل”؛ الخميس الماضي، “بيروت” وتحديدًا الضاحية الجنوبية و”مطار بيروت”، ونقل (أكسيوس) عن مصادر إسرائيلية؛ قولها: “تم استهداف مركز قيادة (حزب الله)؛ مساء الأربعاء، بوقت بيروت”.
وادعت المصادر أن الهدف هو اغتيال؛ السيد “هاشم صفي الدين”، رئيس اللجنة التنفيذية بـ (حزب الله)، وسط تضارب الأنباء بشأن مصّيره. بحسب ما استهل “إحسان پناه بر”؛ تحليله المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
الأهداف “الصهيوأميركية” بالمنطقة..
ولم يُعلق الحزب حتى الآن على هذه الادعاءات. مع هذا يُقال إن “بيروت” أمضت ليلة صعبة جدًا، ووفق تقرير فضائية (الجزيرة) القطرية؛ هزت تفجيرات قوية العاصمة اللبنانية؛ الخميس الماضي، أسفرت بحسّب “وزارة الصحة” البنانية عن مقتل: (37) شخصًا؛ وإصابة: (151) آخرين.
وادعت مجموعة من المحللين والمراقبين، أن الهدف الإسرائيلي الأساس من رفع مستويات التوتر في المنطقة، هو بناء نُظم جديدة وهو حُلم راود منذ سنوات الإدارات الصهيونية والأميركية، بغرض تغيير توازن القوة وكذلك احتلال أجزاء بالمنطقة، وفي هذا الإطار يمكن تقيّيم الوجود العسكري الأميركي بالمنطقة.
وكان “غيديون راخمان”؛ محلل الشؤون الإقليمية، قد كتب بصحيفة (فانينشال تايمز) تعليقًا على اغتيال أمين عام (حزب الله) اللبناني: “يتحدث؛ بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، عن استغلال هذه الفرصة في تغيير توازن القوة بالمنطقة مدة سنوات”.
ووفق ادعاءاته في حال تمكنت “تل أبيب” من الحاق الضرر بـ (محور المقاومة)، فسوف يلقى هذا الإنجاز: “حفاوة هادئة”؛ في “السعودية والإمارات”، اللتان تتخوفان من النفوذ الإيراني، وتقاتلان ضد (أنصار الله).
بين الأحلام السعودية والأهداف الإسرائيلية..
وما تزال “الرياض” تُصّر؛ بعكس “تل أبيب”، على إيجاد “دولة فلسطينية” مستقلة، للوصول للسلام الدائم في الشرق الأوسط.
وتمتلك “السعودية” أسبابًا جيدة للخوف من احتدام العداء في المنطقة، بشكلٍ يُهدد خطط هذا البلد التنموية الطموحة. لكن بالنسبة للكيان الإسرائيلي، يشمل تغيّير توازن القوى، تغييّر رواية الهزيمة الداخلية وتخبط الكيان في أعقاب السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م؛ حيث تسبب هجوم (حماس) في إهانة جهاز الجاسوسية الإسرائيلي؛ إذ لا تقوم استراتيجية ردع هذا الكيان الأساسية على السلاح، وإنما على جهاز الجاسوسية.
وبعد فشل هذا الردع، فإن توسيع نطاق التوتر بالمنطقة قد يُساعد “إسرائيل” على تغيير توازن القوى عبر عقيدة “الضاحية” والحالات المشابهة.
أميركا وهدف تغيير نظم المنطقة..
ونشر “أرين بانكو” و”نهال طوسي”؛ تقريرًا في (بوليتيكو)، تطرق للحديث عن التطورات الأخيرة وخاصة هجوم “إسرائيل”، الخميس الماضي، على “لبنان”، وادعيا منح الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، الضوء الأخضر للهجوم البري على “لبنان”، وهو ما يعكس رغبة “الولايات المتحدة” في خلق نُظم جديدة بالمنطقة وتتعاون مع “إسرائيل” في تحقيق هذا الهدف.
ووفق التقرير تُحفز شخصيات رفيعة المستوى في الإدارة الأميركية؛ مثل “آموس هوخشتاين”؛ مبعوث الرئيس الأميركي الخاص، و”بريت ماكغورك”، منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “مجلس الأمن القومي” الأميركي، المسؤولين في “إسرائيل” على تنفيذ هجمات ضد “لبنان” بهدف إبعاد (حزب الله) عن الحدود.
ورغم معارضة (البنتاغون)، و”الخارجية الأميركية”، والمجتمع الاستخباراتي الأميركي، بدأت “إسرائيل” الحرب على (حزب الله) بدعم مباشر من؛ “جو بايدن”، وسوف تتوسع مستقبلًا؛ حيث يبحث الرئيس الأميركي عن إنجاز في الشرق الأوسط مع اقتراب نهاية فترته الرئاسية، وهذا الإنجاز قد يتحقق بالتعاون مع “إسرائيل” عبر حذف بعض فصائل المقاومة بالمنطقة.
وخلص التقرير إلى أن ضعف استراتيجية إدارة “بايدن”؛ منذ البداية تجاه “إيران” والمنطقة، تسبب في غرق الشرق الأوسط بالتوترات.
والقصف الإسرائيلي المستمر على “غزة”، وكذلك العمليات الأخيرة ضد “لبنان”، أثار الكثير من النقاشات حول مفهوم “إسرائيل الكبرى”، حيث ادعى “أكاترينا مائوي”؛ المحلل الاستراتيجي في مركز البحوث السياسية والاقتصادية للشرق الأوسط، أن لصق خريطة “إسرائيل الكبرى” على الزي العسكري أثار غضب الدول العربية، ويُحذر المراقبون من أن هدف “إسرائيل” العام هو تغير جيوسياسية المنطقة.
ولا توجد بحسّب “مائو”؛ أي مؤشرات واضحة على تغاضي “إسرائيل” عن هذا الهدف.