1 ديسمبر، 2024 3:44 م
Search
Close this search box.

“اعتماد” الإيرانية تكشف أسباب خريف العلاقة بين الحكومة والبرلمان .. “ظريف” ذريعة !

“اعتماد” الإيرانية تكشف أسباب خريف العلاقة بين الحكومة والبرلمان .. “ظريف” ذريعة !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

اكتسبت العلاقة بين الحكومة والبرلمان؛ في “إيران”، خلال الأيام الماضية، أبعادًا جديدة ومختلفة، وإذا كان متوقعًا ألا يهدأ المتشددّون في البرلمان؛ والذين يتشكلون بالأساس من جبهة (پايداري) وأنصار “سعيد جليلي”، في انتخابات رئاسة الجمهورية السابقة، وطرح مخططات للمواجهة مع الحكومة، لكن لم يتصور أحد أن تفعل (پايداري) خط النار بهذه السرعة؛ لا سيّما وأن مشروع الوفاق الوطني في بيانات وأداء الرئيس؛ “مسعود بزشكيان”، وموافقة البرلمان على تشكيل الحكومة، بعثت على الأمل في أيام هادئة على الأقل خلال الأشهر الأولى من عمل الحكومة، لكن الأحداث الأخيرة تعكس أن هذا كان الربيع وقد اقترب الخريف سريعًا. بحسّب تقرير “محمد ذاكري”؛ المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيراني.

“ظريف” أساس الخلاف..

أضف إلى ذلك، تشكيل الحكومة والمحافظين أيضًا؛ حيث حصل بعض أصحاب النفوذ في البرلمان على حصص من الحكومة، ويبنون حاليًا على التناقضات وعرقلة أداء الحكومة؛ وإن كان في ملفات مثل “الحجاب وحجب الإنترنت”، والتي كانت من الشعارات الأساسية للرئيس “بزشكيان”، والمجتمع ينتظر تحقيق هذه الشعارات وتقييم قدرة الرئيس على الوفاء بوعوده، لكن بيت القصيد للخلاف يتلخص في اسم: “محمد جواد ظريف”، حيث استغل المعارضون للحكومة عضويتهم في البرلمان وبعض المؤسسات المؤثرة في إعداد خطة لتركيع الحكومة الرابعة عشر، واستخدموا من جهة كل قدراتهم في الحيلولة دون حل قضايا مثل “الحجاب وحجب الإنترنت” ووعود “بزشكيان” لحل هذه المشكلة على نحوٍ يلبي طموحات عموم المواطنين مع الأخذ في الاعتبار لحساسية المجتمع تجاه مثل هذه القضايا، وإثبات عجز الحكومة عن الوفاء بوعودها المهمة، والتأسيس لحالة من اليأس، وفصل كتلة “بزشكيان” الصوتية عنه، وبالطبع فإن إثارة يأس نسبة: الـ (50%) التي لم تشارك في الانتخابات، في إمكانية إصلاح النظام.

والاستفادة من جهة أخرى، من مختلف أدواتهم، لا سيما التشريع في تقييد أيدي الحكومة في إدارة الدولة والشأن العادي للحياة مثل قصة البنزين أو استهلاك المازوت.

ثم العمل على الضلع الثالث من المخطط؛ وهو فصل الشخصيات السياسية المؤثرة بالدولة والمؤيدة للرئيس؛ “بزشكيان” عنه.

أسباب الحقد على “ظريف”..

وحقد (بايداري) وأنصار “جليلي” على “ظريف”؛ أوضح من الشمس في كبد السماء، لأن مساعيه وجهوده المتواصلة تحول دون تحقيق تطلعاتهم بشأن السيطرة على قصر الرئاسة، كما يعتبرونه سبب فوز “بزشكيان” بالرئاسة.

لذلك يضعون نصب أعينهم الانتقام من شخص “ظريف” كمرحلة أولى، ثم “بزشكيان” وكل من صوت لصالحه كمرحلة ثانية.

وكل هذا العناد بخصوص تعيين “ظريف” في منصب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية، يتزامن من جهة مع ما تُعاني البلاد من أوضاع شديدة التعقيد في الداخل والخارج؛ حيث تواجه تحديات متعددة في الداخل، وأزمات هامة على الصعيد الدولي.

والظروف الإقليمية غير المستقرة، والخلافات مع “أوروبا” و”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، وعودة “دونالد ترمب” إلى “البيت الأبيض”، بخلاف المشكلات الاقتصادية الكبيرة، ونقص المصادر، وعجز الميزانية، والفوارق الكبيرة في الطاقة، والإقليم، والقوى البشرية والكثير من الأشياء الأخرى، تُزيد من تعقيد الأوضاع، ومن دون مبالغة، إذا اجتمعت جميع قدرات اتخاذ القرار والقدرات التنفيذية في البلاد بوحدة كاملة سواءً في اللغة أو في العمل، فليس معلومًا إذا كانت ستتمكن من القضاء على هذه التحديات وإيصال الدولة إلى بر الأمان.

ومن جهة أخرى، فإن موقع “ظريف” في الحكومة، ليس غريبًا أو عجيبًا إذ أن مسؤولية المستشارية الاستراتيجية ليست أكثر من غرفة تفكير لتقلي ونقل أفكار واستراتيجيات إدارة الدولة للبلاد.

وإصرار بعض التيارات الخاصة في البرلمان على عزل “ظريف” في ضوء هذه الظروف، وتنفيذ قانون مليء بالإشكاليات والغموض بخصوص التصدي للمناصب الحساسة، نابع بالأساس عن رغبة في إظهار المخالب والأسنان أو بالمعنى الشعبي: “تقزيم الحكومة”، لا عن خوف على القانون والدولة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة