خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
خلال الأسابيع الماضية؛ انضمت ولاية “مين” الأميركية إلى ولاية “كولورادو”، وأعلنت عدم قانونية مشاركة “دونالد ترامب”؛ الرئيس الأميركي السابق، في الانتخابات المقبلة.
في السياق ذاته؛ أعلنت “المحكمة الأميركية العُليا”؛ الأسبوع الجاري، أنها سوف تبحث مدى إمكانية ترشح “ترامب” وقد تعوق هذه الأزمة حال استمرارها ترشح الرئيس السابق في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. بحسب تقرير “رامين فخاري”، المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
ومن البديهي أن يكون المشّرع الأميركية على علم بالمخاطر الدولية والتوترات الداخلية التي قد يتسبب فيها “ترامب”؛ وهذه المشكلة تؤثر على القرارات الأميركية.
وفي هذا المقال نعتزم مناقشة التداعيات والمخاطر الدولية على المنطقة و”آسيا”؛ حال فوز “ترامب”، في الانتخابات المقبلة.
01 – إضعاف “الاتحاد الأوروبي” والـ”ناتو”..
كان “ترامب” قد أعرب مرارًا عن قلقه إزاء تكفل “الولايات المتحدة” بدفع الجزء الأكبر من ميزانية حلف الـ (ناتو). كذلك كان قد طلب إبان فترته الرئاسية دعم؛ “بوريس جانسون”، رئيس الوزراء البريطاني، للانسحاب من “الاتحاد الأوروبي”؛ إذ يتبّني عمليًا موقفًا من الـ (ناتو) و”الاتحاد الأوروبي”.
وبالتالي فسوف يسّعى حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة إلى إضعاف الـ (ناتو) و”الاتحاد الأوروبي”، وهذه المسألة إذا اقترنت بالانسحاب الأميركي من الـ (ناتو) قد تقوض جزءًا كبيرًا من إمكانيات الـ (ناتو)، وتزيد من ضعف دول “الاتحاد الأوروبي” بشكلٍ عملي في مواجهة “روسيا”.
02 – استمرار الحرب الأوكرانية..
إذا فاز “ترامب” بسبب عضويته في الحزب (الجمهوري)، فسوف يُقدم المزيد من المساعدات إلى “أوكرانيا”؛ عكس الرئيس الحالي؛ “جو بايدن”، حيث أن تقدم الإدارة الأميركية الحالية المساعدات للرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، بسبب الضغوط السياسية الداخلية، والتي تهدف إلى احتواء القدرات الروسية، لكنها أعلنت عدم تقديم المزيد من المساعدات إلى “أوكرانيا”؛ لكن من غير المسّتبعد حال فوز “ترامب” واتباعه سياسات الجمهوريين، فسوف يدعم “زيلينسكي” بكل قوة؛ وهذه المسألة سوف تُزيد عمليًا من وتيرة التوترات في منطقة “غرب أوروبا” وتقوض آفاق مباحثات السلام بين “روسيا” و”أكرانيا”، وقد تُفضي إلى حرب مباشرة بين “روسيا” و”الولايات المتحدة”.
03 – زيادة وتيرة التوترات في “بحر الصين الجنوبي”..
جدّد الرئيس الصيني؛ “شي جين بينغ”، التأكيد على سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن “بكين” لم تتخذ أي خطوات للتدخل العسكري في “تايوان”، لكنه مع ذلك أعدها جزءًا من الأراضي الصينية، ومن البديهي حال فوز “ترامب” أن يسّعى إلى احتواء “بكين” في “بحر الصين الجنوبي” و”المحيط الهندي”، ومن ثم سوف تزداد وتيرة المنافسات الجيوسياسية في “المحيط الهندي”، وهذا المسألة قد تُفضي إلى تحويل “الصين” مجددًا إلى طرف فاعل في المعادلات الأمنية.
04 – استمرار الحرب في الأراضي المحتلة..
يحظى “الكيان الإسرائيلي” بدعم الإدارات الأميركية سواءً الجمهورية أو الديمقراطية؛ حيث يحظى “اللوبي اليهودي” بقوة كبيرة في “أميركا”، ومع هذا لطالما كان معدل تقارب الحزب (الجمهوري) الأميركي مع “الكيان الإسرائيلي” أكبر وأقوى من الديمقراطيين، ومن البديهي أن يزداد دعم إدارة “ترامب” لحكومة “بنيامين نتانياهو” على غرار ما فعل في فترة الرئاسية السابقة من منح “بيت المقدس” و”هضبة الجولان” إلى “إسرائيل”، وهذه المسألة تمنح رئيس وزراء “الكيان الإسرائيلي” فرصة البقاء على مشهد القوة الإسرائيلي، ورفع معدل العنف في الأراضي المحتلة.
05 – ارتفاع معدل المواجهة بين “إيران” و”الولايات المتحدة”..
من البديهي حال فوز “ترامب”؛ أن تزداد التحديات بين “إيران” و”الولايات المتحدة” بشكلٍ ملفت للانتباه، وتراجع آفاق الوصول إلى أتفاق، وعلى فرض التوصل إلى اتفاق بين حكومتي “رئيسي” و”ترامب”؛ فقد يتسّم بالقوة لكن الموضوع الرئيس أن آفاق الاتفاق خافتة للغاية وستكون “إيران” في معرض التوتر مع “الولايات المتحدة”، بل سوف تزداد آفاق احتمالات المواجهة بين “إيران” و”أميركا” بالنظر إلى سلوكيات “ترامب” السابقة من مثل اغتيال الجنرال “قاسم سليماني”.
كذلك ومع الأخذ في الاعتبار لقيام “ترامب” بتمزيق “الاتفاق النووي”، فسيكون من المسّتبعد أن يؤدي فوز “ترامب” إلى إحياء الآمال في نجاح المفاوضات النووية وإلغاء العقوبات.
النتيجة..
تشهد منطقة “الشرق الأوسط” و”أوراسيا الوسطى” حاليًا الكثير من الأحداث المتعددة. وفوز “ترامب” فسوف يؤثر سلبًا بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على المعادلات الأمنية في “الشرق الأوسط” و”أوراسيا الوسطى”.
وسوف يسّعى للاستفادة من بعض الأطراف في خلق تهديدات جيوسياسية ضد “روسيا وإيران والصين”.