خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
زار الرئيس الإيراني؛ “مسعود بزشكيان”، على رأس وفدٍ رفيع المستوى، “سلطنة عُمان”، في زيارة هامة من منظور المراقبين الذين يرون أنها تتجاوز اللقاء الرسمي بين الجانبين؛ لا سيّما في ظل التطورات الجديدة على مسّار المفاوضات “الإيرانية-الأميركية” غير المباشرة.
وللحديث عن أهداف الزيارة بالتوازي مع المباحثات غير المباشرة بين “طهران” و”واشنطن”، أجرت صحيفة (اعتماد) الإيرانية الحوار التالي مع؛ “عبدالرضا فرجي راد”، أستاذ الجيوسياسية، و”علي بيگدلي” محلل الشؤون الدولية، على النحو التالي..
تفاصيل مقترح مسقط للمفاوضات “الإيرانية-الأميركية” من المحاور الأساسية للزيارة..
قال “فرجي راد” تعليقًا على مغزى تزامن زيارة الرئيس الإيراني إلى “مسقط”، مع المفاوضات بين “طهران” و”واشنطن”: “في البداية لا بُدّ من القول، أن هذه الزيارة تم الإعداد لها مسبّقًا، ولا علاقة بها مباشرة أو ذا مغزى بالبرنامج النووي أو المفاوضات (الإيرانية-الأميركية)”.
مضيفًا: “لا أعتقد أن الزيارة كانت ردًا على مأزق الجولة الخامسة من المفاوضات النووية، وإنما تنطوي على طبيعة ثنائية. بمعنى أن الزيارة شهدت بالتأكيد نقاشًا مطولًا حول المفاوضات غير المباشرة. وتتم متابعة هذا الموضوع ضمن مجموعة تنسيّقية داخل إيران؛ حيث يتحمل وزير الخارجية المسؤولية المباشرة عن المفاوضات، ويبقى رئيس الجمهورية بطبيعة الحال على اطلاع بمجريات الأمور”.
متابعًا: “والحقيقة أن العلاقات بين إيران وعُمان قريبة جدًا لدرجة أنه لا يمكن القول: إن هذه الزيارة تهدف فقط للتشاور بشأن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، لكن من الطبيعي أن تُثار هذه القضية، بجانب مناقشة العديد من القضايا المتنوعة الأخرى”.
الجولة الخامسة من المفاوضات أدخلت الدبلوماسية بين البلدين مرحلة جديدة..
قال “فرجي راد”؛ تعليقًا على أسباب زيارة الرئيس الإيراني إلى “مسقط”، بالتوازي مع المفاوضات بين “طهران” و”واشنطن” بوسّاطة عُمانية: “في البداية أحب القول إن الجولة الخامسة كانت مرحلة مصيرية أوردت المفاوضات بين إيران وأميركا مرحلة جديدة؛ حيث التركيز على الإشكالية الرئيسة، وهو هل للجمهورية الإيرانية الحق في تخصيّب (اليورانيوم) أم لا ؟.. لذلك برأيي فقد اختلفت هذه الجولة من المفاوضات عن الجولات السابقة بشكلٍ أساس، وكانت مصيرية في المسّار الكلي للمفاوضات”.
وأضاف: “بالنظر إلى الخلاف الجاد حول موضوع تخصّيب (اليورانيوم) بين الجانبين، تحدث السيد عراقجي؛ عن مبادرة نظيره العُماني؛ بدر البورسعيدي، لدفع المفاوضات. لكن لا يبدو أن الأمر بهذه البساطة؛ حيث غادر الطرفان طاولة المفاوضات دون تخفيف الخلافات، وانتقلت المشاورات إلى العواصم ليقرر المسؤولون رفيعو المستوى بشأن المسار المستقبلي”.
مفاوضات “السير على حبل مشدود”..
وعبر “بيگدلي” عن قناعته بضرورة استمرار المفاوضات؛ حيث لا توجد بدائل حقيقة للطرفين.
يعتقد البعض أن على “إيران” وقف التخصيّب حتى إلغاء العقوبات الأميركية، لكن السؤال: “ماذا سيحدث بعد ذلك ؟.. في اعتقادي، تبقى القضية دون حل ولن يقبل الأميركيون بإلغاء جميع العقوبات. لقد مرّرنا بهذه المشكلة من قبل، أي في السنوات التي سبقت 2015م”.
وختم بقوله: “بناءً عليه؛ لم يتحدّد مكان وتوقيت الجولة الجديدة من المفاوضات، وإنما كانت تجري عبر قنوات سرية ودبلوماسية؛ حيث كانت عُمان أحد هذه القنوات. ودون شك، كان المحور الأهم في رحلة رئيس الجمهورية الإيراني إلى عُمان هو المفاوضات الجارية التي أصبحت علنية الآن. آمل أن ينقل رئيس جمهوريتنا خلال هذه الزيارة رسالة تنقل مواقف للوسيط العُماني موقف إيران. مع هذا، يبقى من الصعب تحليل الرسائل الدقيقة لتلك الزيارة، لكنها بالتأكيد ذات أهمية بالغة، ويجب أن ننتظر ونرى ما ستؤول إليه من تطورات ونتائج في المستقبل”.