خاص : ترجمة – د. محمد بناية:
بالتوازي مع استمرار المواجهات في “أوكرانيا”؛ وجهود “كييف” للحصول على المزيد من المساعدات العسكرية الغربية، توجه الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، إلى الشرق الأوسط للقاء قادة الدول العربية للتفاوض حول خفض الصادرات النفطية.
وبحسّب (الكرملين)، فالعلاقات الثنائية، والنفط، والشأن الدولي، من جملة الموضوعات الرئيسة على جدول أعمال “بوتين”؛ خلال المباحثات مع قيادات “الرياض” و”أبوظبي”. بحسّب تقرير “إحسان لطيفي”، المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
زيارة غير مرتقبة !
وصفت صحيفة (نيويورك تايمز)؛ زيارة “بوتين” إلى الشرق الأوسط، باللقاء الدبلوماسي. ومن المقرر أن يستضيف الرئيس الروسي؛ يوم الخميس، نظيره الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”.
ومنذ بداية العمليات ضد “أوكرانيا”؛ في شباط/فبراير 2022م، لم يُغادر “بوتين”؛ “موسكو”، إلا إلى “الصين”، و”إيران”، وبعض دول “الاتحاد السوفياتي” السابق. وبينما جرى الإعلان بشكلٍ غير متوقع عن هذه الزيارة تسّعى “أوكرانيا” للحصول على المزيد من مساعدات الحلفاء للصمود أمام “روسيا” بعد ازدياد المؤشرات على تراجع الدعم الغربي.
هدفين بسّهمٍ واحد..
من جهة أخرى؛ تزامنت زيارة “بوتين” مع الحرب الإسرائيلية على “غزة”، تلك الحرب التي سّاهمت في تحريف التركيز الغربي عن الحرب الأوكرانية. وبالنظر إلى شعبية الطموحات الفلسطينية في المجتمع العالمي، فقد حل “بوتين” على فرصة تحسّين صورته العالمية بإعلان دعم الفلسطينيين.
ورُغم أنه كان قد وصف عمليات السابع من تشرين أول/أكتوبر بالإرهابية؛ لكنه شّبه حربه ضد “أوكرانيا”؛ بـ”المقاومة الفلسطينية”، وادعى أن كلا الحربين مؤشر على النضال ضد السلطوية الغربية.
يقول “ديمتري بيسكوف”؛ المتحدث باسم الرئيس الروسي: “يهدف (بوتين) بزيارة الشرق الأوسط إلى الحديث عن الحرب بين إسرائيل و(حماس)، وكذلك تنسّيق الجهود المشتركة لخفض الإنتاج النفطي العالمي وتثبّيت الأسعار”.
بدوره وصف “يوري أوشاكوف”؛ مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، هذه الزيارة: بـ”الرماية المركزة”، وقال: “يجب على شركائنا الاستماع إلى تقييّم (بوتين) للوضع”.
تمهيد للسلام..
سّعت “السعودية” للقيام بدور الوسّاطة في الحرب الأوكرانية، وكانت قد وجهت الدعوة إلى نحو: (40) دولة للمشاركة في مؤتمر السلام، والذي أفضى إلى نجاح مبادرة مبادلة السجناء خلال العام الماضي، والتي شملت مواطنين من “أميركا وبريطانيا”.
ويقول بعض المراقبين، ثمة احتمال باتجاه “موسكو”؛ (لا سيما في ظل تراجع الدعم الغربي واعتراف الجانب الأوكراني بالفشل في العملية العسكرية)، إلى إنهاء الصراع وتمهيد أجواء مباحثات السلام. وكانت صحيفة (إيزوستيا) الموالية لـ (الكرملين) قد نقلت عن مصدر روسي رفيع المستوى، قوله: “لن تُعارض موسكو إجراء مباحثات مع أوكرانيا في دولة أوروبية مثل المجر”.
وكان “غريغور ياولينسكي”؛ السياسي الروسي المخضرم، كان قد اقترح بعد لقاء “بوتين”، تشرين أول/أكتوبر الماضي، التوسّط في إجراء هكذا مفاوضات. لكن “فولدمير زينليسكي”، والذي كان قد وعد بالاستمرار في الحرب حتى تحرير كامل الأراضي الأوكرانية، أكد في حوار إلى وكالة أنباء (آسوشيتد برس)، أنه لا يشعر حتى الآن بضغوط من جانب الحلفاء للتفاوض مع “روسيا”.
ورفض “ميخايلو بودولياك”؛ مستشار الرئيس الأوكراني، المقترحات حول ميل الجانب الروسي للتفاوض، ووصف هذه الدعاية برغبة الجانب الروسي: “بوقف العمليات العسكرية مؤقتًا” استعدادًا: “للمرحلة التالية من الهجوم”.
تعدد الأصوات في “أوبك بلس”..
كشفت قناة روسية على تطبيق (تلغرام)؛ عن نية “بوتين” السفر للشرق الأوسط، قبل يومين من الزيارة وكتبت: “سوف يتوجه الرئيس في البداية إلى الإمارات؛ ثم سيلتقي “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي. واعترف “أوشاكوف” بأن الكرملين يعتبر المباحثات مع “ابن سلمان” بالغة الأهمية”.
وعلى مدى سنوات سّاهمت الجهود المشتركة لإنتاج “النفط” عبر التنسّيق بين مجموعة الدول المنتجة للنفط في منظمة (أبك بلس)، في تطوير العلاقات القوية بين “روسيا” و”السعودية”. مع هذا فقد شهدنا خلال العام الجاري اندلاع احتكاكات بين البلدين، فقد تمكنت “السعودية”؛ التي سّعت إلى الحد من إنتاج “النفط” وزيادة الأسعار، من إقناع (أوبك بلس)، وسّعت كذلك لإقناع “موسكو” بالمزيد من إجراءات خفض الإنتاج، لكن في الوقت الذي خفضّت “السعودية” إنتاجها بنحو: مليون برميل يوميًا، اكتفت “روسيا” بخفض بسّيط في الصادرات دون الإنتاج.
وفي حوار مع (بلومبيرغ)؛ قال “عبدالعزيز بن سلمان”، وزير الطاقة السعودي: “بذلنا جهدنا”. لكنه أكد وجود قدر كبير من الثقة بين البلدين فيما يخص موضوع إنتاج وتصدير “النفط”، وأضاف: “أعتقد بصدق أن الروس لا يقومون بخطوة إلا وفق القواعد”.