خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
يمكن تقيّيم مرشح الرئاسة من عدة جوانب مختلفة؛ إذ أن إدارة الدولة تشتمل على وجوه متنوعة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية. بحسّب “مريم باقي”؛ المقال التحليلي المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
وفي هذا المقال؛ سوف نناقش موقف الدكتور “مسعود پزشكيان”؛ من المرأة، وهو ما يترتبط نوعًا بباقي المجالات.
وبالنظر إلى الفترة القصيرة التي تلت تأهل “پزشكيان”؛ وبداية الدعاية الرسّمية، وعدم إجراء مناظرات حتى اللحظة، فسوف أنظر إليه من منظور ما قاله في تلك الفترة. والمتوقع أن يكون لديه موقف وبرنامج حيال القضايا الهامة من مثل المشاركة السياسية للمرأة، ومشاركتها في الحكومة، وحتى قضية عمل المرأة.
بالوقت نفسه توجد مؤشرات بشأنه مثيرة للتفاؤل:
حقوق المرأة جزء من مكونات الخطاب..
01 – في لقائه مع الإعلاميين، تحدث الدكتور “پزشكيان” عن حقوق المرأة، ورُغم أن الحديث كان مقتّضب؛ لكنه أشار إلى ضرورة العناية بالمرأة، وأكد على خطاب الحق والعدل.
وينطوي هذا الخطاب على الكثير من المفاهيم المخبوءة، وتشُّكل حقوق المرأة والعدالة الجنسية جزءً من مكونات هذا الخطاب.
ما بعد “مهسا أميني”..
02 – في أحداث ما بعد “مهسا أميني”؛ انتقد الدكتور “پزشكيان” في وسائل الإعلام المعروفة باسم الوطنية، طريقة التعامل مع سيئات الحجاب، وقد تداولت الشبكات الاجتماعية تصريحاته بهذا الصّدد؛ والتي اتسّمت بالإيجابية.
دعوات لتكثيف وجود المرأة بالحملة..
03 – اختار الدكتور “پزشكيان”؛ الدكتوره “راكعي”، لتكون مسؤول المرأة في حملته الانتخابية. وبغض النظر عن أداء الدكتوره “راكعي” والانتقادات المأخوذة عليها من مثل أنها كبيرة السّن ولا تمتلك الخبرة الكفاية، لكن لا ننسّى أنها تعتنق خطابًا فكريًا يقوم على المسّاواة الجنسية.
ولعلها لم تكن الخيار الأمثل بزعم البعض، لكن هذا الخيار يثُبت قناعة الدكتور “پزشكيان” بخطاب هذه الناشطة النسّوية. وهي أمين عام جمعية (نوانديش) للنساء المسلمات، وعضو التحالف الحزبي الرباعي؛ (صدف)، المكّون من أحزاب نسّوية إصلاحية.
ويسعى هذا التحالف إلى تنسّيق التحركات، والسيدة “راكعي” عضو أساس في هذا التحالف. مع هذا لا توجد مشاركة واضحة للمرأة في باقي أقسام حملة الدكتور “پزشكيان”؛ وهناك دعوات لتكثيف وجود المرأة. وهناك أقوال أن الدكتور “پزشكيان”؛ طلب إلى السيدة “مولاوردي”، أن تكون المتحدث باسم الحملة، لكنها رفضت لأسباب شخصية.
تصريحات تبعث الأمل..
04 – كتب الدكتور “پزشكيان” في واحدة من تغريداته: “علينا أن نعمل لأجل إيران”، مقرونة بصورة امرأة ترتدي معطف وبنطال وتحمل بيدها علم “إيران” وتتقدم للأمام.
واختيار هذه الصورة يحمل هدفًا بالتأكيد ويُفهم منه أنه يؤمن بالمرأة، وفي اليوم التالي للتغريدة عقد بداخل مقر حملته مؤتمرًا نسائيًا للحديث معهم عن كثب والتعرف على آرائهم. وهذا أهم إجراءات الدكتور “پزشكيان” الانتخابية بخصوص المرأة؛ حيث استمع باهتمام إلى الكلمات والمطالب الصريحة بداية من الحجاب ودوريات الإرشاد، وحتى حقوق المرأة ودعم المحبوسات وغيرها من الموضوعات.
وبعدها اعتلى بصحبة ابنته المنصة، وقال كلامه بخصوص دعم المرأة والذي سيُسمع بالتأكيد عبر وسائل الإعلام.
حيث أكد الدفاع بلا شك عن حقوق النساء، وانتقد بوضوح المشروع الجديد للحجاب الإجباري. ولا نقول إنه يُثير ضجة بخصوص كل شيء، بما في ذلك النساء، وهو نفسه نفى هذا الادعاء، لكن تصريحاته تبعث على الأمل.
احترام النساء في أسرته..
05 – يمكن العثور على أحد مؤشرات احترامه للمرأة في طباعه الشخصية ومحيطه الأسري، فقد خسّر الدكتور “پزشكيان”؛ زوجته قبل ثلاثين عامًا، لكنه فضل عدم الزواج والتفرغ لتربية أبنائه. وكلما تجد رجلًا يقضي ثلاثين عامًا من عمره بلا زوجة، بل لا يزال يبكي بعد مرور كل هذه السنوات كلما ذكرها.
لذلك ومع أنه طبيب وسياسي، لكنه تمكن من مليء فراغ الأم، فضلًا عن دوره الأبوي. كانت زوجته المرحومة طبيبة نساء، وخسرها مع أحد أبنائه في حادث سيارة، وبقى لديه ولدان وبنت، ويصطحب ابنته فقط في عدد من الأماكن، مثلًا اصطحبها معه أثناء تسجيل اسمه للترشح.
وأنا أعتقد أن من يحترم النساء في أسرته باعتبارها مجتمع صغير، فسوف يتبع نفس النهج في المجتمعات الأخرى.