9 أبريل، 2024 6:23 م
Search
Close this search box.

“اعتماد” الإيرانية ترصد .. التوحد السياسي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

في البداية سأسّعى إلى تعريف مرض “التوحد”؛ وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تتضح في شكل مشكلات تواصل وتعامل اجتماعي. والمصابون بـ”التوحد” يُظهرون في الغالب أعراض أو أنماط سلوكية محددة، ومتكررة. بحسب ما استهل “عباس عبدي”؛ تقريره التحليلي المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

“العمى العقلي”..

و”التوحد” في كبار السّن يرتبط بالنرجسية. وأحد الصفات المشتركة بين المصابون بالنرجسية و”التوحد”، عدم القدرة على فهم حقيقة أن للآخرين عقول وأفكار مختلفة. وهذا يعني الإصابة نوعًا ما: بـ”العمى العقلي” أو “العمى العاطفي”.

والمصابون بالتوحد في الغالب لا يقدرون على رؤية الأشياء إلا من منظورهم فقط، لا يستطيعون تصور كيف يمكن لشيء أن يترك تأثيرًا مختلفًا على شخص آخر؛ ولذلك يعتبرون أنفسهم محوريين.

وبسبب “العمى العقلي” يُصابون بمشكلة حين يختلفون مع الآخرين. يصعب عليهم التصديق بوجود جوانب أخرى. هم يعتقدون أن رؤيتهم هو الوحيدة “الصحيحة” على الدوام.

هم يعتبرون أن “الاختلاف” يُمثل نوعًا مشكلة في الشخص المختلف، ويشعرون أن قبول الاختلافات قد يقوض قدرتهم على تحقيق مطالبهم؛ (هذا النص مقتبس بتصرف عن الموقع الإلكتروني مدرسة الأسرة).

التوحد السياسي..

ويبدو أن هذا النمط السلوكي ينطبق على من وصفهم القرآن الكريم بالقول: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا}.

من هذا المنطلق حين يكون أمثال هؤلاء في أي مكان أو أي عمل، لا يجب اعتبارهم نموذج على السياسي المرن أو صانع السياسات الحقيقي، إذ أن السياسة تدور حول الفعل الجماعي، وتتعارض مع الأنانية وتجاهل الآخرين، وإنما يمكن القول إننا نعيش في مجتمع لا يمكن تصنيف الكثير من تصرفاته السياسية إلا في قالب نهج التوحد الفاشل؛ حيث يتجاهل صانع السياسات المجتمع تمامًا وردود الأفعال على سلوكياته. على افتراض أنه يتصرف بطريقة جيدة، ويظن أن هذا العمل جيد وأن الآخرون يُعانون مشكلة إذا لم يكن بمقدورهم قبول أو تأييد هذا العمل.

وقد تابعنا على مدار الأيام والأسابيع والأشهر الأخيرة؛ الكثير من السلوكيات التي يمكن فهم مغزاها في إطار هذا النهج.

بعبارة أخرى؛ يستحيل فهم منطق أصحاب هذه السلوكيات والسياسات عبر الأطر العقلية التقليدية والمتعارفة في المجتمع وبين الشعب. ومناقشة جميع هذه السلوكيات يحتاج إلى الكثير من الصفحات، ولكن سأعرض بعضها من باب التمثيل وتقديم نماذج.

زي المرأة..

ظهور مقدمة برامج للمرة الأولى على شاشة التليفزيون بزي مختلف، أثار بخلاف أنه يحمل علامة (الحرس الثوري)، دهشة الجميع؛ حيث يبدو افتقار هذه الوسيلة الإعلامية للفهم الدقيق والصحيح ببيئة وتصور المتلقي، ولا يعرفون أن سبب عزوف المواطنين عن المشاهدة لا يرتبط أساسًا بزي مقدمات البرامج ونشرات الأخبار.

رُغم أن قيود الزي خلال السنوات الأخيرة، والتأكيد غبر المبرر على التشادر، كان أحد نقاط ضعف هذه القناة؛ لكنها بالإضافة إلى نقاط الضعف الأخرى نتاج تجاهل حقيقة التي تعتمد النهج الروائي وغلبة الرؤية الدعائية.

والمشكلة الأساسية في الحقيقة أكبر، ولكن مسألة زي المرأة أحد مؤشراتها. والطريف هو القيام بخطوة تغير الزي بينما تبلغ القيود الأخرى على المجتمع ذروتها. ولذلك يفتقرون القائمون على هذه الوسيلة الإعلامية للفهم الصحيح للتداعيات المترتبة على هذه الخطوة.

لأنها قبل أن تؤثر بشكلٍ إيجابي على المتابعين، فإنها سوف تؤثر سلبًا على صاحبات الحجاب والتشادر. وبالطبع ما كانت لتكون مشكلة لو أن منظمة التليفزيون تتقبل هذا الزي أو أزياء أخرى أكثر انفتاحًا في الأجواء العادية، لأن هذا الزي أيضًا منتشر في المجتمع، بل تسّعد به المحجبات، لأن ذلك يعني التشادر هو خيارهن وليس إجباريًا.

لكن الآن وبعد موجهة الاحتجاجات والانخفاض الشديد في أعداد المشاهدين، فإن خروج مقدمة البرامج بهذا الزي ينطوي على مغزى آخر وقد تسبب في نتائج عكسية سواء بين المحجبات أو غير المحجبات. وهذا السلوك إنما يعني انقطاع صلة صانع السياسات عن الواقع المجتمعي.

أمثلة متعددة..

من النماذج الأخرى يمكن الإشارة إلى: رفض صلاحية ترشح؛ “حسن روحاني”، لـ”مجلس خبراء القيادة”، وخطاب وزير الخارجية باللغة الإنكليزية في “الأمم المتحدة”، قصف “بلوشستان” الباكستانية، والإصرار المتكرر على حركة قطار التقدم بسرعة، وخفض التضخم وغيرها الكثير.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب