“اعتماد” الإيرانية ترصد .. إيران والسعودية .. مستقبل مشرق

“اعتماد” الإيرانية ترصد .. إيران والسعودية .. مستقبل مشرق

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

في ضوء التطورات الجيوسياسية بالشرق الأوسط؛ لا يُمثل تطوير العلاقات بين “إيران” و”السعودية” (ضرورية استراتيجية) للمصالح الوطنية الإيرانية فقط، وإنما قد يُعيّد تعريف وتقوية الدور الطبيعي والتاريخي لـ”الجمهورية الإيرانية” في المنطقة والعالم. بحسّب ما استهل “بهمن أكبري”؛ الباحث في العلاقات الثقافية بالمنطقة، في تحليله المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

من هذا المنطلق؛ لا يجب النظر إلى العلاقات مع “السعودية” من خلال أطر التعاون الثنائي و”التكنيكي”؛ ولكن باعتبارها منصة للقيام بدور مؤثر في الهياكل السياسية، والأمنية، والاقتصادية الإقليمية والعالمية.

أهمية تنمية العلاقات “الإيرانية-السعودية”..

ذلك أن “إيران” و”السعودية”؛ باعتبارهما قوتين إقليميتين كبيريتين، تمتلكان من الإمكانيات الحصّرية ما يؤهلهما للتحول إلى “نموذج للتعاون الإقليمي”. وتعاونهما قد يُفضي إلى: “تناغم العالم الإسلامي” و”مواجهة التحديات المشتركة” كالإرهاب، وخلق مصالح مشتركة في المجالات الاقتصادية، والثقافية، والأمنية.

في غضون ذلك؛ يُعتبر “تشكيل مؤسسات أمنية مشتركة” و”الاتفاقيات الاقتصادية الاستراتيجية” و”التبادل الثقافي”؛ وغيرها من الأدوات المؤثرة في تحقيق هذا الهدف.

ما يجب على إيران احترامه..

من جهة أخرى؛ يتعيّن على “إيران” الالتفات إلى أهمية مراعاة الخطوط الحمراء في المحافظة على “استمرار العلاقات مع السعودية”. فالتدخل المباشر؛ أو حتى غير المباشر، في كيفية تنظيم علاقات “السعودية” مع القوى الأخرى؛ مثل “الولايات المتحدة الأميركية” أو غيرها من الدول الأوروبية، قد يضر بالجهود الدبلوماسية الإيرانية الرامية إلى “تقوية الثقة الثنائية”.

فـ”السعودية” تتبّنى في علاقاتها الدولية نظرة مركبة ومتنوعة، وتُصنّف علاقاتها مع “إيران” ضمن سائر العلاقات الاستراتيجية، وليست بديلًا عنها.

وعليه يجب أن يمر مسّار توسيّع دائرة العلاقات مع “السعودية”، عبر طريق خلق مصالح ومكاسب مشتركة، والتعاون الهادف في مجالات من مثل: “تجارة السلع العالمية” و”الطاقة” و”التعليم والابتكار العلمي”، وهي مجالات تمتلك فيها “إيران” بالفعل قُدرات تنافسية وأفضلية.

هكذا توجه، لن يسَّهم فقط في رفع مكانة “إيران” بالمنطقة، ولكن قد تُزيد كذلك من قدرتها على المسّاواة والتفاوض في التعامل مع القوى العالمية.

وفي الختام؛ يمكن القول، إن “خلق نموذج نجاح للتعاون بين إيران والسعودية” قد يكون ملهمًا للدول الإسلامية؛ وهو نموذج يقوم على “الاحترام المتبادل” و”الحوار” و”التعامل البناء” و”الواقعية السياسية”، فإذا تم تنفيذ هذا النموذج بعقلانية وتماسك، فإن ثمرته ستكون أكبر من مجرد تحسّين العلاقات الثنائية؛ بل هو طريق نحو “التقارب العالم الإسلامي” و”إحلال السلام والاستقرار والتنمية المستدامة” في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة