23 ديسمبر، 2024 9:22 ص

“اعتماد” الإيرانية تحذر .. تسونامي المسّنين في طريقه لـ”إيران” !

“اعتماد” الإيرانية تحذر .. تسونامي المسّنين في طريقه لـ”إيران” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

الزمن بالنسّبة له بعد أن تجاوز السبعين يمر ببطء، كان يُحب قضاء الوقت إلى جانب أبناءه وأحفاده، وليس ساعات من البقاء في هذه الغرفة التي تفوح منها رائحة الأدوية. وبعد السكتة القلبية الثانية التي أصابته؛ قبل عدة أشهر، وتسّببت في تعطل نصف بدنه، لم يكفه معاشه الضئيل في تلبية احتياجاته من الأدوية والتردد على المستشفيات، وإنما تمكن والداه من تلبية احتياجاته عبر الاقتراض.

والآن على والديه العمل كثيرًا بعد أن ازدادت صعوبة حياتهما. هذه الصعوبات التي تسبب بها لولديه تجعله دائم التفكير. متعب ولا يملك القوة للخروج من المنزل وشراء احتياجاته، بل لا يملك مالًا بالأساس. وكل يوم يشتري له ابن الجيران الخبز وبعض الاحتياجات البسيطة من السوبر ماركت، وتسجيل ثمن هذه البضاعة على حساب والديه.

هذه نبذة قصيرة عن حياة أحد المسّنين؛ هذه الحياة التي تزداد بكثرة هذه الأيام؛ بحسب ما استهل “محمد معصوميان”، تقريره المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

تلك الأزمة التي سوف يُسمع صداها خلال 08 سنوات؛ وسوف تؤثر تداعياتها على المجتمع ككل.

وحين نتحدث عن أزمة المسّنين، فعن أي شيء نتحدث بدقة ؟.. وهل استطاعت الدولة أو تستطيع في هذه الفترة القصيرة من تهيئة البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمة ؟.. ما هي التداعيات هذه الأزمة على مجتمع المسّنين ؟

إيران “دولة مسّنة” 2041..

يقول “حسام الدين علامة”؛ الباحث في حوزة المسّنين: “عدد المسّنين في الدولة حاليًا بلغ: 11% من المجتمع؛ وهو ما يُعادل: 09 مليون و400 ألف مسّن. وسوف تبدأ أزمة المسّنين في إيران في العام 2030م. وحين تكون كثافة المسّنين في أي دولة أقل من: 7% توصف هذه الدولة بالشباب. وفي العام 2041م؛ سوف يتجاوز عدد المسّنين في إيران نسّبة: 20%، وسوف يبلغ العدد في الفترة: (2056 -2066م) حوالي ثُلث الكثافة السكانية”.

وهو يعتقد أن أزمة المسّنين في “إيران” سوف تبرز في العام 2031م؛ لثلاثة أسباب رئيسة؛ حيث ستتجاوز النسّبة: 14%؛ وسوف تُصنف “إيران” كدولة مسّنة. ثانيًا مواليد الأعوام الأولى من مرحلة الإفراط السكاني بمتوسط عمر: (52 عامًا) سوف تدخل بالتدريج في مرحلة التقاعد.

وسيضيفون عبء على صناديق التقاعد ويتسّببون في زيادة في أعداد المتقاعدين؛ وبالتالي إفلاس صناديق التقاعد التي تُعاني من الإفلاس حاليًا، وإضافة المزيد من الأزمات أمام تلبية رواتب المتقاعدين.

ثالثًا: وهو السبب الرئيس في أزمة المسّنين بـ”إيران”، أن وصول أوائل مواليد عقد السبعينيات من جيل الألفينيات إلى سّن الستين. والمسّنين في هذا العقد سوف يتسّببون بالمقارنة بمواليد هذا العقد في زيادة الأضرار الاجتماعية كالطلاق، والعزوبية، والتأخر في الزواج، والحمل، وقلة عدد الأبناء، وسوف يترتب على ذلك تداعيات هامة وأعني زيادة أعداد المسّنين الوحيدون.

أسباب الأزمة..

ولعل أول تداعيات هذه الأزمة يبرز في تأمين معيشة المسّنين. وحين نفكر أن عدد المسّنين في “إيران” حاليًا يُناهز: 10 ملايين شخص، وتجد الدولة صعوبة في تلبية احتياجاتهم، فكيف سيكون الوضع مستقبلًا ؟

يضيف “علامة”: “نسبة الدعم لكل متقاعد في منظومة التأمين الاجتماعي: (4/0.51). وفي منظومة التأمين الاجتماعي تبلغ نسّبة القوات المسلحة: 0.83% موظف يدفع الاستقطاعات. بمعنى أنه لقاء كل متقاعد في صندوق التأمينات الاجتماعية هناك: 04 و0.51 عامل، لكن في صندوق التقاعد هناك لقاء كل متقاعد: 0.56 عامل وفي القوات المسلحة: 0.83 عامل يدفع الاستقطاعات. وهو ما أجبر الحكومة بسبب عجز الصندوق المالي المتعلق بالمتقاعدين عن دفع معاشات تتناسب والتضخم، لتخصيص: 15% من مصادر الميزانية العامة للعام الجاري لدعم صناديق التقاعد وتأمين مستحقاتهم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة