18 نوفمبر، 2024 8:59 ص
Search
Close this search box.

“اعتماد” الإيرانية تحاول الإجابة .. هل من أمل ؟

“اعتماد” الإيرانية تحاول الإجابة .. هل من أمل ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

ما هي دلالات تّدني المشاركة الشعبية في الدروات الانتخابية الثلاث الأخيرة ؟.. لقد أكد الكثيرون أن الانتخابات في “إيران”؛ بمعناها القديم، قد انتهت، وأن الشعب قد نأى بشكلٍ عام عن هذا الفعل السياسي الذي تحول إلى ما يُشبه المناسّك، ولذلك لابد من البحث عن أفكار وأساليب أخرى. بحسّب تقرير “عباس عبدي”؛ المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

في المقابل تصور آخرون أن نهاية الانتخابات؛ إنما تعني نهاية أي نوع من الإصلاحات المحتملة، وبالتالي ضرورة فتح هذا الطريق والمحافظة عليه بكل السُبل الممكنة، وإلا سندخل ورطة سياسية خطيرة.

العزوف الشعبي عن الانتخابات..

لكن رأيي كان مختلفًا، ولطالما أكدت على هذا الرأي. فالعزوف الشعبي لم يعني نهاية الانتخابات، بل على العكس كان مرادف لعُّمق الانتخابات ومعناها.

فالعزوف لم يكن بدافع الغضب من هذا النهج؛ وإنما كان بسبب شكلية الانتخابات وتفريغها من مضمونها.

واقتنع المواطن أن عليه القيام بأحد أمرين، الأول: ألا يُشارك في مناسّك خالية من المضمون. الثاني: أراد بشكلٍ ضمني استعادة مضمون الانتخابات للمشاركة مجددًا.

وعليه إذا نُشارك في (المناسّك الانتخابية) من باب المحافظة على هذا الطريق، فإننا في الواقع قد ساعدنا في إحكام إغلاق هذا الطريق بدلًا من فتحه، إذ منحناها شكل أصيل وثقل كبديل عن المضمون.

وانتخابات العام 2013م؛ أفضل مثال على تأييد هذا الادعاء. وهي التي أعقبت انتخابات العام 2009م؛ تلك الانتخابات التي كانت مصحوبة بكم من الاحتجاجات، حتى تصّورت الغالبية أنها أسّدلت الستار على آلية الانتخابات، لكن حين بلغنا العام 2013م اتضح ببسّاطة أن هذا التصور كان خاطئًا.

إذا كان الشعب لايزال يرى أن هذا الأسلوب السياسي هو الأكثر تأثيرًا وأقل كلفة شريطة فتح الطريق لتحقيق أهداف هذا الأسلوب.

هل يعود الصندوق للشعب ؟

لكن ثمة اختلاف هام عن العام 2013م، فرُغم أنها تلت موجة من الاحتجاجات، لكننا حاليًا طوينا ثلاث دورات انتخابية بلا معنى على الإطلاق. والسؤال: هل من احتمال بالعودة إلى الصناديق ؟.. برأيي أن العودة إلى الصندوق مصطلح غير صحيح، والسؤال الأصح: هل يعود الصندوق بحيث يتوافد الشعب عليه ؟!.. التعبيران مختلفان تمامًا.

إن ما شاهدته في الدورات الانتخابية الثلاث الأخيرة، كان شبيهًا بالصندوق الذي يُريده الشعب. وأعتقد أن الشعب لا يزال بانتظار زيارة الصندوق من جديد، وإجراء لقاء جديد مع الصندوق. هذا شعوري عن الفضاء العام.

أعتقد أن مستوى الأمل الشعبي للقاء الصندوق بلغ أكثر من: (50-55%)، ولابد من إجراء استطلاعات للرأي موثوقة وإعلان نتائجها بحيث نصل إلى فهم دقيق، ولكن هذا بداية الطريق. وأتوقع من خلال التجربة والتحليل أن هذه النسّبة قد ترتفع إلى: (60-65%).

كذلك يمكن أن تعود إلى ما دون: (40%). وكانت نسّبة المشاركة في انتخابات العام 2013م؛ قد بلغت: (73%) لأن الشعب استشعر في وجود فضاء انتخابي، ولذلك تجاهلوا تمامًا أحداث العام 2009م.

شبح أحداث 2013..

والبعض تصور أن أحداث العام 2013م؛ لم تكن مطلب وإرادة رسّمية، وإنما كانت خطأ في الحسابات نتيجة رفض صلاحية السيد “هاشمي رفسنجاني”، وأن هذا الخطأ لن يتكرر.

وأنا أوافق على الجزء الأول من هذا التصور، لكن فيما يخص الجزء الثاني فآمل أن النظام لم يُخطيء وإنما فتح الطريق بوعي والتزم بالتبعات، لأن هذا أكبر استثمار في خير المجتمع الإيراني ورفاهيته وأمنه القومي.

وفي رأيي ووفقًا للشواهد فالشعب على استعداد للعودة مجددًا إلى صناديق الاقتراع، شريطة أن تُهييء انتخابات ذات معنى.

والتجربة السلبية للسنوات الثلاث الماضية؛ جلعت المواطن على استعداد لإثبات إراداته. ورُغم أن التحليل المبدئي الذي كتبته كان ينصب على الإرادة الرسّمية لإجراء انتخابات شكلية، لكن وكما أشرت في ذات التحليل فستُشكل الانتخابات المطلوبة طفرة للأمام، وعدم العودة للخلف، وستكون تعويضية نسّبيًا، مع مشاركة واسعة حتى: (70%) وإلقاء الكرة في ملعب الحكومة.

علمًا أن مشاركة الشعب من عدمها لا تنبع عن إتباع للدعاية الخارجية ومؤامرات الأعداء وهذا النوع من الأسباب، وإنما جودة وثقة الصندوق الي سيوضع أمامهم. ولا يجب اليأس، وسيتضح كل شيء الأسبوع المقبل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة