خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
سلسة تفجيرات (البيجرز) وأنظمة الراديو، وأخيرًا اغتيال الشهيد “إبراهيم عقيل”، وبعض قيادات وحدة (الرضوان)، تسبب في ازدياد التكهنات بين المحللين بشأن الوضع الأمني على الجبهة الشمالية، وبداية حرب شاملة بين (حزب الله) و”الكيان الصهيوني”. بحسّب ما استهل “محمد بيات”؛ خبير شؤون الشرق الأوسط، في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
ويعتقد آخرون؛ مثل “باراك رافيد”، مراسل موقع (أكسيوس) الأميركي، أن الهدف من العمليات الإسرائيلية قد يكون عزل “المقاومة اللبنانية” عن التطورات في “غزة”، ومن ثم الوصول إلى نوعٍ من وقف إطلاق النار.
وبغض النظر عن وجهتي النظر؛ ثمة متغيرات تُنذر بفتح جبهة جديدة على الحدود “الفلسطينية-اللبنانية”، من مثل مصالح؛ “بنامين نتانياهو”، الشخصية، ومحاولة القضاء على القيادات البارزة للمقاومة، والقصف الصاروخي غير المسّبوق من “المقاومة اللبنانية”، وشرط سكرتير عام المقاومة بخصوص إنهاء الحرب على “غزة”، وأخيرًا الإشارات من الدول الإقليمية وفوق الإقليمية بخصوص خروج مواطنيها من جنوب “لبنان”.
تجاوز الخطوط الحمراء..
وقد أسّفرت عملية (الموساد) الإرهابية، والوحدة (8200) بالجيش الإسرائيلي، خلال يومي (17-18) أيلول/سبتمبر 2024م، عن مصرع وإصابة عدد: (04) آلاف من عناصر المقاومة وعدد من المواطنين اللبنانيين.
ووفق تصريحات سيد المقاومة، فقد تجاوز الصهاينة بالهجوم الأخير كل الخطوط الحمراء ووجه ضربة قوية لـ (حزب الله). وأكد أمين عام الحزب أن بمقدور “إسرائيل” القيام بأي عملٍ آخر، لكن (حزب الله) لن يتراجع إرادته القائمة على شرط إنهاء الحرب على “غزة”.
وبعد مرور (48) ساعة على عملية الاغتيال؛ التي نفذها “الكيان الصهيوني” عبر استهداف بدروم اثنين من المباني السكنية المكون من (07) بواسطة (04) صواريخ، حتى تم الإعلان عن استشهاد؛ “إبراهيم عقيل”، وعدد: (11) آخرين على الأقل من القيادات رفيعة المستوى بوحدة (الرضوان).
وادعى “الكيان الصهيوني”؛ ليلة 18 أيلول/سبتمبر، أنه أستهدف بتنفيذ عدد: (80) هجوم على جنوب “لبنان”، ما يقرب من: (400) قاذفة لـ (حزب الله) كان تتأهب للهجوم على “تل أبيب وحيفا”.
في المقابل استهدف (حزب الله)؛ “حيفا”، بالتوازي مع هجوم مُسّيرات “المقاومة العراقية” على شمال “فلسطين”. واستخدم في هذا الهجوم أكثر من: (10) صواريخ من طراز (فادي 1-2) بعُمق: (60) كيلومتر داخل الأراضي المحتلة.
وكانت القاعدة الجوية (رامات ديفيد) من المواقع الأساسية المستهدفة بالهجوم. والصور المنشورة لتلك المنطقة تُثبت اصطدام بعض الصواريخ بمناطق حضرية واندلاع الحرائق على نطاق واسع.
وقد لقى: (03) أشخاص على الأقل مصرعهم في هذا الهجوم، وقد أكدت بعض المصادر غير الرسمية مقتل عدد من الصهاينة.
نحو حربًا شاملة..
وبحسّب تقرير صحيفة (ول استريت جورنال) الأميركية، فقد قصد جيش مكون من آلاف الحراس والمظليين، الحدود المشتركة مع “لبنان”.
وبحسّب مصادر أميركية، لا توجد إلى الآن أي مؤشرات على نية “الكيان الصهيوني” الهجوم على “لبنان”، لكن لو صدر القرار السياسي بالهجوم، فسوف يستغرق التنفيذ عدة أسابيع.
ولا شك أن “تل أبيب” تستطيع بدء هجوم أسرع مما تم الإعداد له مسبقًا. وعقب إعلان؛ “يوإف غالاتنت” و”بنيامين نتانياهو”، بشأن نقل ارتكازات قوات الجيش الإسرائيلي من الجبهة الجنوبية إلى شمال “فلسطين” المحتلة، زادت “تل أبيب” من القوات الإسرائيلية على النقاط الحدودية.
رفعت حالة تأهب وحدات للعلاج والإمداد شمال “إسرائيل”، بخلاف القوات القتالية، استعدادًا لحرب شاملة في جنوب “لبنان”. وسوف يؤدي فتح الجبهة الشمالية في ظل الأوضاع الراهنة، إلى أزمة جديدة في “فلسطين” المحتلة، في ظل جهل “الكيان الصهيوني” الكامل بقدرات (حزب الله) اللبناني.
وحاليًا تتأهب القوات القتالية الإسرائيلية المنهكة التي أنهت مؤخرًا المهمة على الجبهة الجنوبية، للقتال مع (حزب الله)؛ الذي يُسيّطر على جغرافيا جنوب “لبنان”.
في المقابل تؤكد “المقاومة اللبنانية”، بالنظر إلى الأوضاع الداخلية، وكذلك عدم ضرورة اندلاع حرب كبرى في ظل الأوضاع الراهنة، أن تبادل النيران على الجبهة الشمالية يهدف فقط إلى إنهاء الحرب على “غزة”، وإقرار وقف إطلاق النار في المنطقة.
بدورها تفضل “الولايات المتحدة”؛ التي تستعد لإجراء انتخابات رئاسية، عدم فتح جبهة جديدة في “لبنان”، وأن عدم توسيع نطاق الحرب على الجبهة الشمالية قد يُمثل إنجاز: لـ”عاموس هوخشتاين”، وفريق السياسة الخارجية للإدارة الأميركية.
بعبارة أخرى؛ ترى “واشنطن” أن الحرب مع (حزب الله) في الأوضاع الراهنة يتعارض ومصالحها الوطنية، وتطالب بتغير الوضع الأمني على حدود “لبنان وفلسطين” المحتلة.