خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تسبب هجوم “إسرائيل”؛ الجمعة الماضي، على “مطار دمشق الدولي”؛ في الحاق ضرر شديد بالمدرج الرئيس وتعطيل حركة الطيران في المطار حتى أجل غير معلوم. وقد أثار القصف الإسرائيلي على “مطار دمشق الدولي” ردود فعل إيرانية وروسية غاضبة.
ولم تُعلن “إسرائيل” مسؤوليتها عن هجوم المطار؛ كالكثير من العمليات الإسرائيلية الليلية على “سوريا”. ودانت “الخارجية الروسية”؛ في تصريحات غير مسبوقة، العمليات الإسرائيلية ووصفتها: بـ”الشريرة”، بحسب تقرير “شهاب شهسواري”، بصحيفة (اعتماد) الإيرانية الإصلاحية.
تحرك نادر لـ”إسرائيل”..
وهجوم الجمعة؛ هو الثالث على مدى الأسبوع الماضي. وكانت الصواريخ الإسرائيلية قد استهدفت؛ الإثنين الماضي، مركز عسكري جنوب “دمشق” دون خسائر.
كذلك قصفت الدبابات الإسرائيلية بعض المواقع السورية؛ شرقي “الجولان” المحتل، لكن الهجوم المُعلن على البنية التحتية غير العسكرية وتدمير “مطار دمشق الدولي” يُعتبر تحرك نادر من جانب “تل أبيب”.
ووفق صور الأقمار الصناعية، فقد تدمرت المدرجات العسكرية والمدنية في “مطار دمشق” بالكامل. والصور تؤكد استهداف كل مدرج بعدد: 03 صواريخ. وطريقة التدمير وموقع الإصابات والفواصل الدقيقة في مدرجات الطيران بالمطار؛ تُثبت أن “إسرائيل” تعمدت تعطيل الحركة في “مطار دمشق”.
وعن أهداف الهجوم كتبت وسائل الإعلام الإسرائيلية: “وقف إرسال السلاح الإيراني إلى (حزب الله) عبر سوريا عن طريق الرحلات الجوية”.
ونقل موقع (تايمز أوف) نقلًا عن “أفيخاي أردعي”؛ المتحدث العربي للجيش الإسرائيلي، إدعاءاته بشأن إدارة “صهر” الجنرال “قاسم سليماني”؛ عمليات إرسال السلاح الإيراني إلى (حزب الله)، وقال: “إيران و(حزب الله) تستغلان مطار دمشق الدول، للإبقاء على عمليات تهريب السلاح سرية، وتهديد المدنيين”.
“روسيا” تُدين بقوة الهجمات الإسرائيلية..
تُسيطر “روسيا” بالكامل تقريبًا على المجال الجوي السوري، وبالعادة تلتزم الصمت إزاء الهجمات الإسرائيلية بين الحين والآخر؛ بدعوى استهداف المواقع العسكرية الإيرانية أو الجماعات المحسوبة عليها.
لكن هذه المرة وعلى خلاف العادة؛ انتقدت “موسكو” بقوة العمليات الإسرائيلية الأخيرة. وللمرة الأولى منذ الحرب على “أوكرانيا”، نفذت “روسيا”؛ الأسبوع الماضي، مناورات جوية مشتركة مع “سوريا” بهدف التدريب على المواجهة ضد العلميات العدائية.
وطلبت “ماريا زاخاروفا”؛ المتحدث باسم “الخارجية الروسية”، إلى قيادات “الكيان الصهيوني” وقف مثل هذه الممارسات الشريرة، وقالت: “هذه المرة يجب أن نؤكد أن القصف الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية في انتهاك القوانين الدولية، أمر غير مقبول على الإطلاق. نحن نُدين بشدة الهجوم الاستفزازي الذي ارتكبته إسرائيل على أهم هدف في البنية التحتية المدنية السورية”.
“عبداللهيان” يصف سكوت المجتمع العالمي بالمخزي..
تدعي “إسرائيل” أن قصف “مطار دمشق” يستهدف مواقع “الجمهورية الإيرانية” والتنظيمات المحسوبة عليها.
وفور الهجوم أكد وزير الخارجية الإيراني؛ “حسين أمير عبداللهيان”، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري؛ “فيصل المقداد”، أن “الجمهورية الإيرانية” لطالما كانت وستظل مع “سوريا” حكومة وشعبًا، وأضاف: “استمرار العدوان الإسرائيلي على البنية التحتية السورية، بما في ذلك المطارات والموانيء وغيرها من المراكز الحيوية، ليس فقط انتهاكًا واضحًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، بل يتعارض أيضًا مع جميع القوانين والمباديء الدولية”.
ووصف “عبداللهيان”؛ صمت العالم والمحافل الإقليمية والدولية: بـ”المؤسف والمخجل”.
في المقابل أعرب “المقداد”، عن شكره العميق للدعم الإيراني، وأكد على استمرار المقاومة السورية ضد الاحتلال والاعتداءات الصهيونية، وقال: “مثل هذه العمليات والاعتداءات الإسرائيلية في عموم المنطقة؛ إنما تعكس رعب وضعف الكيان الصهيوني بهدف إخفاء الأوضاع الهشة وغير المستقرة”.
وأضاف: “الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى تدعيم وتقوية الجماعات الإرهابية المتبقية، بما في ذلك (داعش) و(جبهة النصرة) في سوريا، ولكن لن تؤدي بالطبع إلى أي نتائج”.
واختتم حديثه بالقول: “مثل هذه الاعتداءات ستُزيد من عزيمة الشعب السوري وحكومته في مواجهة الاحتلال والإرهاب”.