وكالات- كتابات:
لا تزال التحقيقات الإسرائيلية متواصلة في الانفجارات التي وقعت في (03)؛ حافلات في نقاط متعدَّدة في منطقة “بات يام”، جنوبي “تل أبيب”، مساء أمس الخميس، وسط تعليقات وسائل إعلام إسرائيلية، وقولها إنّ: “الخوف يعود إلى الشوارع مع عودة الباصات المتفجرة”، بحسّب ما وصف “المستشرق الإسرائيلي؛ غاي بخور”.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن: “اعتقال مشتبه به يهودي-إسرائيلي بتهمة مساعدة أحد المخربين”، على حد وصفها.
وفي تفاصيل الحادثة التي كشفتها “هيئة البث” الإسرائيلية، فإنّ: “إحدى المسَّافرات ساهمت في منع وقوع كارثة في مدينة بات يام، بعد أن أبلغت عن حقيبة مشبّوهة داخل إحدى الحافلات قبل لحظات من انفجارها”.
وأوضح المدير العام لشركة (دان)؛ “أوفير كرني”، مساء أمس، أنّ السائق: “تلقى توجيهات بإخلاء الحافلة فور تلقي البلاغ”، وقال: “بمجرد ابتعاد الجميع، وقع الانفجار”.
وأفاد شاهد، كان بالقرب من موقع الانفجار، قائلًا: “وقع انفجار هائل هزّ المكان بأكمله. خرجت مسرعًا لأرى الحافلة مشتعلة. في البداية، اعتقدت أنّه ربما كان انفجارًا ناتجًا عن حافلة كهربائية، لكن قوة الانفجار لم تكن عادية”.
وكانت القناة الـ (12)، قد نقلت عن مصادر، أنّ وزن القنبلة الواحدة، من القنابل الموضوعة في الحافلات، يصل إلى (05) كلغ. وذكر إعلام إسرائيلي أنّه كان من المفترض أن تنفجر (15) حافلةً، عند التاسعة صباحًا، في منطقة “غوش دان”، بالتزامن مع تنفيذ (05) مقاومين عمليةً استشهاديةً في القطار.
ونقل موقع (والاه) الإسرائيلي أنّ هذا الحدث هو عملية فدائية، بينما قال قائد منطقة “تل أبيب”، في الشرطة الإسرائيلية، أنّ: “طبيعة العبوات الناسفة تُشير إلى أنّها صُنعت في الأراضي الفلسطينية”، معلنًا أنّه: “تم إرسال قوات من الاحتياط إلى عدد كبير من النقاط”.
وبحسّب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ: “الأمر يتعلق ببُنية تحتية” للمقاومة، خرجت من “الضفة الغربية”. وكُتب على بعض العبوات: “(حزب الله)، نصرالله، السنوار، وانتقامٌ من طولكرم”، وفقًا لما ذكره إعلام إسرائيلي.
سلسلة تفجيرات في “بات يام” و”حولون”..
ووفقًا لتحقيقات الشرطة الإسرائيلية، فإنّ منفذَّي الهجوم: “قاموا بزرع (04) عبوات ناسفة داخل حافلات في مدينتي بات يام وحولون، انفجرت (03) منها في حافلات كانت متوقفة في مواقع مختلفة في بات يام”.
وتُشير التقديرات إلى أنّ العبوات: “كانت معدّة للانفجار خلال ساعات الصباح”، و”قد وقعت الانفجارات الأولى بفارق دقائق قليلة”، بينما: “انفجرت عبوة أخرى بعد نحو ربع ساعة”.
ولم تُسجل أي إصابات، فيما: “تستمر الشرطة في مطاردة أحد المشتَّبه بهم”، وقد: “دفع الجيش الإسرائيلي بثلاث كتائب إضافية إلى الضفة الغربية عقب الحادث”، بحسّب الإعلام الإسرائيلي.
تحذيرات أمنية وتشديدات ميدانية..
من جانبه؛ صرّح قائد شرطة لواء (تل أبيب)؛ “حاييم سيرغروف”، بأنّ: “هناك (05) مواقع مرتبطة بالحادث، حيث انفجرت (03) عبوات، بينما يعمل خبراء المتفجرات على تفكيك عبوتين أخريين”.
وأوضح أنّ: “العبوات لم تكن ذات مواصفات تقليدية، بل احتوت على آلية توقيت”، داعيًا إلى: “توخي الحذر والإبلاغ الفوري عن أي أجسام مشبوهة”.
وعلى خلفية هذه الحوادث، عقدت وزيرة المواصلات؛ “ميري ريغف”، اجتماعًا لتقيّيم الوضع، وأمرت بإجراء عمليات تفتيش شاملة لكل الحافلات، والقطارات الثقيلة والخفيفة، وفقًا لتوجيهات (الشاباك) والشرطة. كما أعلنت عن قطع زيارتها الرسمية لـ”المغرب”، والعودة في أقرب وقتٍ ممكن.
إلى جانب ذلك؛ أصدر “اتحاد سائقي الحافلات” توجيهًا إلى السائقين كافة بوقف القيادة وإجراء فحص دقيق للحافلات، مع ضرورة توخي أقصى درجات اليقظة، مؤكدًا ضرورة الإبلاغ عن أي حدث مريب لقوات الأمن على الفور.
وفي أعقاب هذه الأحداث؛ عقد رئيس حكومة الاحتلال؛ “بنيامين نتانياهو”، اجتماعًا طارئًا مع وزير الأمن، ورئيس الأركان؛ “إيال زمير”، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)؛ “رونن بار”، والمفتش العام للشرطة.
ووفقًا لبيان صادر عن مكتبه؛ فقد: “أوعز نتانياهو إلى الجيش بتنفيذ عمليات مكثفة في الضفة الغربية، كما أوعز إلى الشرطة و(الشاباك) بتكثيف الإجراءات الوقائية لمنع وقوع هجمات إضافية”، بحيث نشرت (03) كتائب عسكرية في “الضفة الغربية”: لـ”تعزيز الأمن”.
بدوره؛ أعرب قائد شرطة “تل أبيب” عن استيائه من أداء جهاز (الشاباك)، متسائلًا: “هذا الجهاز مسؤول عن إحباط الهجمات، فكيف حدث ذلك ؟ سنتساءل مع (الشاباك) عن هذه الثغرة الأمنية”.
أمّا المتحدث باسم الشرطة؛ “آرييه دورون”، فقد وصف ما حدث بأنه: “معجزة”، مؤكدًا أنّ: “الحادث كان يمكن أن يتحول إلى كارثة كبيرة”.
وفي تصريح عبر قناة (كان 11)؛ أوضح المتحدث باسم الشرطة؛ “آسي أهاروني”، أنّ: “الفترة الحالية معقدة أمنيًا”، وأنّ: “هناك العديد من التهديدات”.
من جهته؛ أعلن جيش الكيان الإسرائيلي؛ أنه يُجري تحقيقًا شاملًا في الحادث، مؤكدًا أنّ: “العمليات العسكرية في الضفة الغربية ستتواصل وفقًا للمعطيات الاستخبارية، كما قامت القوات بإغلاق بعض مداخل الضفة الغربية كإجراء احترازي”.
واعتقل “جهاز الأمن العام” الإسرائيلي؛ (الشاباك)، اليوم الجمعة، إسرائيليين اثنين للاشتباه في تورطهما في الانفجارات التي استهدفت حافلات فارغة في ضاحيتين من ضواحي “تل أبيب”.
ونقل المشَّتبه بهما إلى جهاز (الشاباك) للتحقيق، فيما فرضت المحكمة أمر حظر نشر على مزيد من تفاصيل القضية.
ووقعت الانفجارات؛ مساء الخميس، حيث انفجرت (03) عبوات ناسفة في حافلات بمدينة “بات يام”، في حين عثر على عبوة أخرى في حولون قبل انفجارها، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.