اعترافات إرهابي تكشف .. خطط “داعش” في تجنيد الأجانب !

اعترافات إرهابي تكشف .. خطط “داعش” في تجنيد الأجانب !

وكالات : كتابات – بغداد :

بدأ خيط الجريمة والإرهاب بالإنكشاف حين ألقت القوات الأمنية القبض على سائق سيارة نقل البضائع الثقيلة، (التريلة)، ‏‏”أحمد”، بعد أن شكت بأمره، وحال نزوله منها أتضح حمله لعناصر مشبوهة في سيارة الحمل ‏التي يقودها.

لم يكن الأمر صعبًا على السلطات الأمنية بإنتزاع الاعتراف من “أحمد”، فحال ‏وقوعه في قبضة العدالة أنسابت كلماته أمام قاضي تحقيق محافظة “صلاح الدين”؛ قائلاً: “أنني أحد الزمر المنتمية إلى تنظيم (داعش) الإرهابي، حيث رددت البيعة لزعيمه الذي أسند لي ‏العمل كناقل لصالحهم.‏

وفي إجابته على سؤال القاضي عن تحديد عمله أجاب: “كنت أنقل ملابس العصابة وأجهزة ‏الاتصال الخاصة بهم، إضافة إلى بطاريات الشحن، أما مسار طريقي فكان محددًا من محافظة ‏أربيل حتى قضاء سامراء”.‏

وفي حديثه عن آخر مهامه؛ قبل القاء القبض عليه، أجاب قائلاً: “كنت أحمل بالعجلة التي أقودها، عنصرين من عناصر التنظيم، كلفت بنقلهم من أربيل إلى ‏قضاء الدور في محافظة صلاح الدين. لم أتحدث معهما، لكنني ظننتهما من القومية الكُردية، ‏حيث كانا يحملان حقائب سفر بشكل يوحي أنهما سيبقيان لفترة طويلة في صلاح الدين. قمت ‏بإنزالهما إلى المنطقة الصحراوية الواقعة بين قضائي سامراء والدور ليلتحقا بفلول التنظيم ‏القاطنين هناك”.

بداية التجنيد..

بنظرات حائرة أنسابت كلمات “أ. ع. ك”، أمام قاضي التحقيق ليقول :‏

“كنت طالبًا في كلية الآداب، التابعة لجامعة سلجوق في تركيا، حيث أنني مواطن تركي من ‏القومية الكُردية، تعرفت بالجامعة على صديق عراقي من كُردستان يدعى، (هـ)، كان يدرس ‏بذات الكلية التي أدرس فيها. ومع تطور المعرفة بيننا دعاني ذات يوم إلى زيارة مدينته ‏‏(أربيل)، وبالفعل رافقته إليها بحكم الصداقة والمعرفة، لكن حال وصولنا هناك وجدت أنه لا ‏يرغب بأصطحابي إلى منزله؛ لنقضي يوم وصولنا بالتجول في الأسواق ومن ثم المبيت في ‏غرفة خلف كراج أربيل.‏

“في اليوم الثاني طلب مني، (هـ)، مرافقته إلى بغداد، حيث استقللت وإياه سيارة حمل من نوع، ‏‏(تريلة)، عرفت أن، (هـ)، يعرف سائقها المدعو، (أحمد)، ليتم وضعنا بالحوض الخلفي للسيارة، ‏قطعنا كل تلك المسافة معه وبعد عبورنا سيطرة جسر تكريت وصلنا إلى منطقة تدعى ‏بـ (الزلاية) لينزلنا السائق (أحمد) فيها على الشارع العام.‏

“كان الوقت حينها يشير إلى الساعة الواحدة والنصف فجرًا، حيث قمنا بالمشي على الأقدام لمدة ‏ثلاث ساعات ونصف ليحضر ملثمان يرتديان الملابس العسكرية أقتادانا بزورق عبرنا به نهر ‏دجلة؛ لنصل إلى منطقة الزلاية، حيث وجدنا تسعة أشخاص وخيمتين تعلوهما راية (داعش) لنلتقي ‏بأفراد المجموعة، وهناك فوجئت أن لصديقي، (هـ)، لقبًا داعشيًا هو (صلاح الدين)”.‏

الفرار..

يقول المتهم: “منحوني كنُية داعشية لقبت خلالها بـ (خالد)، وبقيت معهم مدة (32) يومًا، قررت ‏بعدها الهروب منهم. حصل ذلك أثناء ذهابي مع ثلاثة من عناصر التنظيم لجلب المواد ‏الغذائية، فقد أخبرتهم حينها بحاجتي للإبتعاد عنهم قليلاً لقضاء حاجة، وحال ذهابي سارعت ‏بالركض لمدة ساعة ونصف لألوذ بأحد الدور الذي أخبرت قاطنيه بأمري طالبًا منهم الاتصال ‏بالشرطة لتسليمي إليهم. لم يمض وقت طويل على الاتصال حتى وصلت مفرزة أمنية سلمت ‏لها نفسي”.‏

المواجهة..

في الموقف واجه “أ. ع”، السائق “أحمد”، الذي عرفه من صوته، وقد حاول مرارًا أمام قاضي ‏التحقيق إنكار انتمائه لعصابات (داعش) الإرهابية ليصل به الأمر إلى تملصه من دينه بقوله: ‏‏”أنني ملحد” الفكر. ثم أنكر إرتكابه أية جريمة أثناء تواجده مع زمر التنظيم الإرهابي، (رغم ‏قضائه 32 يومًا معهم)، نافيًا أن يكون قد بايع أو تسلم سلاح بشكل يخالف عقائد التنظيم ‏الإرهابي !.‏

أثناء فترة احتجازه؛ أخبر “أ. ع. ك”، القوات الأمنية، عن مكان مقرات العصابات الإرهابية ‏ومضافاتهم التي تواجد فيها، وفعلاً تم العثور عليها من قبلهم.‏

إكتمال الأدلة..

من خلال وقائع الدعوى وأدلتها المبسوطة على النحو المتقدم، أتضح للمحكمة أن المتهم، ‏‏”أ. ع. ك”، تركي الجنسية، قد اعترف اعترافًا مسؤولاً تحقيقيًا ومحاكمة بالانتماء للتنظيمات ‏الإرهابية والعمل معهم من خلال حضوره من “تركيا” وتواجده مع أفراد المجموعة لمدة (32 ‏يومًا)، وهم يحملون مختلف الأسلحة ومعروفين بحملهم الأفكار الإرهابية الداعشية المتطرفة، ‏حيث أقر المتهم باعترافهم مضافًا إلى أقوال الشاهد، “أحمد”، الذي أكد قيامه بنقله مع رفيق له ‏إلى ذات المكان الوارد في أقوال المتهم بناءً على أوامر التنظيم وتعزز اعتراف المتهم بقرينة ‏استهداف تلك المجموعة وقتلهم من قبل القوات الأمنية بناءً على المعلومات الواردة في ‏اعترافه لتكون الأدلة كافية ومقنعة لتجريمه مما تقدم.‏

القصاص..

تم الحكم على المجرم، “أ. ع. ك”، تركي الجنسية، بالسجن لمدة خمسة عشر سنة استنادًا لأحكام ‏المادة الرابعة/1، وبدلالة المادة الثانية/1 و3 من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005، ‏واستدلالاً بالمادة 132/1 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969، المعدل عن جريمة ‏الانتماء إلى تنظيم (داعش) الإرهابي والتواجد في المضافات مع عصابات (داعش) والعمل ‏لمصلحتهم.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة