كتب عمر علي : اساليب كثيرة اتبعها تنظيم “الدولة الاسلامية” داعش، لكسب الاطفال للانخراط ضمن صفوف المقاتلين، ويأتي في مقدمتها استغلال الفتية للاسر الفقيرة مقابل دفع الاموال، واحيان اخرى محاولة الكسب الفكري للاطفال واقناعهم بالقتال الى جانب مسلحي داعش .
ونشر تنظيم الدولة مؤخرا مقطع فيديو يظهر تدريبات عسكرية مكثفة لفتية من اهالي الموصل دون سن الـ 16 عاما .
واحتوى الفيديو على اطفال يحملون بنادق كلاشينكوف حقيقية فيما انتشر المقاتلين الفتية الى مجاميع وتم اخضاعهم لتدريبات عنيفة احتوت صنوف القتال الحي والاغتيالات .
و يتهم تنظيم “الدولة الاسلامية” ، استغلاله للاطفال واجبارهم الخضوع لتدريبات قتالية في المدن العراقية الخاضعة لسيطرته ، ولا يختلف الحشد الشعبي عن تنظيم داعش بتلقيه ذات التهم لاجباره الاطفال على تلقي الدروس في القتال .
عندما اجتاح تنظيم الدولة مدن الموصل والفلوجة واخرها الرمادي ، ارتكب العديد من المجازر حتى وصل به المساس لاستغلال الطفولة واخضاعهم لمهام عسكرية اودت البعض منها لتنفيذ عمليات انتحارية استهدفت قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي .
ويلجأ داعش لعرض كافة الأشرطة المصورة لقطع الرؤوس على الأطفال ، ومن المتوقع بحسب مدربوهم في تنظيم “الدولة الإسلامية” بأنهم سيأدون ذلك يوما ما.
ناطقة ناصر ، العاملة في جمعية رعاية الطفولة العراقية ، اعتبرت مشاركة الاطفال في القتال الى جانب تنظيم داعش “جريمة”. وقالت ناطقة لشبكة رووداو الاعلامية، ان “داعش مارس على مدار سيطرته على المدن السنية الانتهاكات العديدة لكن المساس بمصير الاطفال يعد جريمة”. مشيرة الى ان “الاطفال هم مجبرين على الانضمام لداعش ولم يأتوا طواعية “.
اعتاد الاطفال في سن المراهقة على ممارسة هوايات مختلفة تعكس اعمارهم الفتية الا ان تنظيم داعش سعى لتكريس فكره المتشدد على الفتيان .
رئيس اللجنة القانونية لمجلس محافظة نينوى نوفل حمادي ، اعتبر استغلال داعش للاطفال فاضحة ترقى لجريمة بحق الانسانية .
وتحدث حمادي قائلا ان “المصدر المعيشي للسكان داخل الموصل انعدم تماما مع ارتفاع نسبة البطالة وقلة حركة التجارة والصناعة في ظل الوضع الامني الذي تشهده المدينة منذ توغل داعش”.
واشار الى ان تنظيم الدولة استغل الوضع الاقتصادي المتردي لاهالي الموصل ليبدأ بتجنيد الفتية مقابل راتب شهري يتراوح بين 300 – 500 دولار امريكي”. انهم الة حربية صنعت بعناية فائقة ليتم الزج بها خلال المعارك بدون ممانعة .
“اشبال الخلافة” التسمية التي يحبذ تنظيم داعش اطلاقها على على فتيانه الذين تتراوح اعمارهم بين 13 – 15 عاما . ابو عبدالله فر من الموصل تاركا ولده في احضان تنظيم “الدولة الاسلامية” داعش .
عبدالله البالغ من العمر 15 ربيعا فضل مغافلة عائلته التي سارعت الى الهرب من مدينة الموصل حال سيطرة داعش على مدينته .
ويتحدث والده قائلا: “لم اكن اتوقع ان يصبح ولدي منغمسا بالفكر المتطرف لتنظيم داعش” . واضاف ابو عبدالله: “كنت على معرفة بما يحمله تنظيم داعش من افكار لا تمت للاسلام بصلة لكني لم اتخيل يوما ان ينتمي عبدالله اليهم “.
ورفض عبدالله الاستجابة لنداء والده بمغادرة الموصل والالتحاق بعائلته التي نزحت الى العاصمة بغداد .
النائبة عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، شيرين عبد الرحمن ، وصفت ممارسات داعش بــ “الافكار المتطرفة” التي يحاول من خلالها استغلال الطفولة .
وتحدثت شيرين قائلة: “داعش ليس لديه الاختلاف الكبير بين الطفل او الشيخ او المرأة فالجميع سواء امام ممارساته الغير انسانية”.
ودعت لجنة المرأة والأسرة والطفولة في البرلمان العراقي لممارسة دورها في ايصال المعلومات التوعوية للاطفال داخل المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش .
الحشد الشعبي على خطى داعش
أطفال بعمر لا تقوى ابدانهم لحمل السلاح زجت بهم مليشيا “الحشد الشعبي” في مهام تدريبية دعا اليها رجال دين ومتطوعون لتدريب فتية صغار قد مزجت عقولهم بين الحث على العنف وحمل السلام او ممارسة هواياتهم الطفولية .
النائب عن دولة القانون والقيادي في الحشد الشعبي ، رزاق الحيدري ، اعتبر تدريب الاطفال خطوة هامة لمواجهة داعش . وتحدث الحيدري قائلا: “لا يمكن الخلط بين افكار داعش والحشد الشعبي فالاثنين نقيض تماما لبعض”. وتابع ان “تدريب الفتية على حمل السلاح امر هام لحثهم على كل السبل لمواجهة داعش”.
وتشكلت قوات الحشد الشعبي العام الفائت على غرار بروز تنظيم “الدولة الاسلامية” داعش وسيطرته على مدينة الموصل في العاشر من حزيران الماضي .
ودعت المرجعية الدينية في مدينة النجف جنوب العراق الراغبين بالتطوع والانضمام ضمن قوات اطلق عليها لاحقا تسمية “الحشد الشعبي” والتي حازت على دعم وتأييد حكومي واسع ابان حكم نوري المالكي وخليفته حيدر العبادي .
القيادي في الحشد الشعبي، الشيخ مهند محمود، شدد على أهمية خضوع الاطفال للتدريب استعدادا لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” داعش . وقال الشيخ مهند لشبكة رووداو الاعلامية، “اعددنا المقاتلين لكافة انواع القتال ولدينا الضباط ولجان التدريب حول كيفية استخدام المقاتلين الاطفال للقتال”.
واضاف “الدروس المعطاة للاطفال المتدربين لا تتمثل فقط على استخدام السلاح بل هناك دروس دينية”.
وقال المدرب جاسم البلداوي لرووداو، “تلبية لنداء السيد السيستاني عندما طالبنا للتدريب كون العراق في خطر ونمر بمرحلة الظهور المقدس لذا دعوت الاطفال من قضاء بلد للتدريب وتمت المباشرة فعليا “.
واضاف ” قمنا بتدريب الاطفال على استعمال المسدس والكلاشينكوف والقنص واخلاء الجرحى”.
وقال الطفل عبدالله لرووداو، “اهلي ارسلوني الى مركز التدريب للقتال لمواجهة داعش”.