28 مارس، 2024 12:58 م
Search
Close this search box.

اشتباكات “الناصرية” الدامية .. رسالة “إثبات وجود” من الإسلاميين للعلمانيين في الانتخابات المقبلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تصعيد جديد يؤدي إلى تأزم الأوضاع مجددًا في العراق، وسط اشتعال الأحداث على مستوى العديد من الساحات، تبدأ بالعاصمة “بغداد”، و”الناصرية وواسط” ومدن أخرى، منذ يوم الجمعة الماضي، حيث إنطلقت الشرارة مع أولى فعاليات تظاهرات أنصار (التيار الصدري) في العراق، استجابة لدعوة زعيمهم، “مقتدى الصدر”، بتنظيم فعالية احتجاجية تطالب بحصول التيار على منصب رئاسة الحكومة، حيث تجمع الآلاف في “ساحة التحرير”، وسط “بغداد”، مرددين هتافات سياسية وانتخابية داعمة لـ”الصدر”؛ بعد أن بدأوا بالتوافد مبكرًا رافعين الأعلام العراقية.

وفي “الناصرية” أدت التظاهرات إلى وقوع اشتباكات راح ضحيتها 7 أشخاص وقرابة الـ 80 جريحًا، وأصبحت الأوضاع بعد ذلك هادئة، ولكن بحذر كبير، من قبل المتظاهرين وأهالي مدينة “الناصرية”، التي تعتبر منطقة عشائرية، وسط تخوف من تدخل العشائر في حالة حدوث أي صدام.

وهو ما أدى إلى انتشار أمني مكثف بـ”الناصرية”، لاسيما في مركز المدينة بعد الاشتباكات، وعاد المحتجون إلى الساحة وقاموا بنصب الخيام، ولكن الأجواء السيئة بالطقس ساعدت على عدم وجود مواجهات بين قوات الأمن وأنصار (التيار الصدري)، في “ساحة الحبوبي” بالناصرية.

يُذكر أن “ساحة الحبوبي”، التي تعتبر معقل المحتجين في “الناصرية” جنوب العراق، شهدت أحداثًا دامية منذ إنطلاق الاحتجاجات المنددة للحكومة، العام الماضي.

وعلى الرغم من تعهد رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، بتصحيح المسارات الخاطئة ومحاسبة القتلة، وقعت اشتباكات بين أنصار زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، ومتظاهرين في “ساحة الحبوبي”؛ استخدم خلالها الرصاص الحي والهراوات والحجارة، كما تم إحراق عدد من خيم المحتجين بعد نشوب خلاف بين المتظاهرين وأنصار (التيار الصدري).

لدعم خوض “الصدر” الانتخابات المقبلة..

وبحسب أنصاره، جاءت تظاهرات (التيار الصدري) دعمًا لخوضه الانتخابات المقبلة، إذ أن التظاهرات تشير إلى استعراض قوتهم الشعبية وإثبات أحقيتهم في إدارة البلاد.

وأعلن أعضاء في (التيار الصدري) أن رئاسة الحكومة ستكون للصدريين، على اعتبار أنه يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة وحال حصوله على المنصب سيقود البلد إلى الطريق الصحيح مقارنة بمن سبقوه.

وأوضحوا أن (التيار الصدري) يريد خوض الانتخابات المقبلة دون التحالف مع أي جهات سياسية، سواء كانت علمانية أو شيعية.

ووصف التيار كافة الأحزاب على الساحة بـ”الفاسدة”، فيما دعا “مقتدى الصدر”، زعيم (التيار الصدري)، إلى التظاهر في 14 محافظة، على رأسها: “بغداد، وديالى، وصلاح الدين، والبصرة”، الأمر الذي أربك الطبقة السياسية والأحزاب الحاكمة في البلاد.

إقالة المحافظ وفرض حظر التجول..

وفي رد فعل سريع على الأحداث، أصدر رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، قرارًا بإقالة قائد الشرطة في محافظة “ذي قار”، وتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث “الناصرية”، كما أعلن “الكاظمي” فرض حظر تجول في المدينة.

وقال “الكاظمي” – بحسب بيان للواء “يحيى رسول”، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أوردته قناة (السومرية نيوز) الإخبارية – “إن توتير الأوضاع في العراق ليس في مصلحة البلد، ولا بديل عن القانون والنظام والعدل، ومن ضمن ذلك العدل تجاه الدماء التي أريقت في أحداث الجمعة”.

وأضاف “الكاظمي”: “أن الحكومة العراقية إلتزمت بتعهداتها وحددت موعدًا للانتخابات ليكون صندوق الاقتراع هو الفيصل الوحيد لتحديد المواقف، وأن بديل هذا الصندوق هو الفوضى التي لا يقبلها دين ولا مبدأ ولا منطلق وطني”.

لقاء مع وفد الهيئة السياسية لـ”التيار الصدري”..

وفي محاولة منه للتهدئة، استقبل الرئيس العراقي، الدكتور “برهم صالح”، أمس السبت، في “قصر السلام” ببغداد، وفد الهيئة السياسية لـ (التيار الصدري) برئاسة، الدكتور “نصار الربيعي”.

وجاء في بيان صادر؛ أن اللقاء بحث آخر المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، وتم التأكيد على أهمية الانتخابات النيابية المقبلة، وضرورة تحقق معايير النزاهة والشفافية ومنع التزوير والتلاعب، وإعادة ثقة الناخبين بالعملية الانتخابية لتكون معبّرة عن إراداتهم الحقيقية في اختيار ممثليهم.

كما تم التأكيد على أهمية حفظ أمن وسلامة المواطنين، وتعزيز مرجعية الدولة، ودعم الأجهزة الأمنية، وتطبيق القانون وحماية السلم والأمن المجتمعيين، وتلبية حاجات المواطنين.

وبحث اللقاء أيضًا، الأوضاع الاقتصادية في البلد، وما تتطلبه من جهود وإجراءات تكفل دعم الاقتصاد الوطني ومكافحة الفساد وتنويع موارد الدولة من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية التي أحدثتها تداعيات وباء (كورونا) وانخفاض أسعار النفط العالمية.

طالب بالعودة للمنازل والاستعداد للانتخابات..

من جهته، دعا زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، المعتصمين في محافظة “ذي قار” إلى العودة لمنازلهم “سالمين آمنين”؛ والاستعداد للانتخابات المقبلة، مطالبًا الحكومة الاتحادية بفرض الأمن والقانون: “وإلا فهي مقصرة”.

وقال “الصدر”، في بيان؛ إنه يجب أن يعم السلام والأمن في “الناصرية”، وعلى الأهالي أن لا يتصارعوا بينهم.

وشدد على الحكومة الاتحادية التعامل مع أي طرف يزعزع الأمن ولا يحترم هيبة الدولة، وكذلك الإلتزام بواجباتها وفرض الأمن والقانون: “وإلا فهي مقصرة”، مبينًا أن: “الحكومة المحلية إما متخاذلة أو خائفة”.

ونصح المعتصمين بأن يعودوا إلى: “منازلهم سالمين آمنين، فهم بحاجة إلى تنظيم صفوفهم من أجل العملية الديمقراطية القادمة، وإلا ضاعت حقوقهم ما بين مطرقة متشدديهم وسندان الفاسدين”.

ومضى بالقول: “لنتآخى من أجل بناء العراق انتخابيًا ونفوت الفرصة على المتربصين، أمثال الاحتلال والإرهابيين والفاسدين والتبعيين والمتشبهين بالجوكر”.

يأتي ذلك بعد أن عبر زعيم (التيار الصدري)، الجمعة، عن تفاؤله بأن: “تكون الانتخابات القادمة بيد الصالحين ليخلصوا العراق من كل المسيئين من الداخل والخارج”.

دعوات دولية لمحاسبة المسؤولين..

من جهتها، أدانت “الولايات المتحدة”، أمس السبت، أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين التي وقعت في مدينة “الناصرية”.

وقالت السفارة، في صفحتها على (فيس بوك)؛ إنه: “لا مكان لأعمال العنف غير المبررة في أي ديمقراطية”، مضيفة أن: “الولايات المتحدة تنضم إلى المجتمع الدولي في الدعوة إلى محاسبة المسؤولين”.

ودعت أيضًا، الحكومة العراقية، إلى: “توفير الحماية للمتظاهرين وغيرهم من المشاركين في الممارسة المشروعة لحرية التعبير”.

كما أدان السفير البريطاني لدى العراق، “ستيفن هيكي”: “العنف” ضد المتظاهرين في مدينة “الناصرية” والمدن العراقية الأخرى.

وقال “هيكي”، في تغريدة: “أدين العنف ضد المتظاهرين في الناصرية والمدن الأخرى، ليس هنالك أي مبرر لمثل هذا القتل اللا مسؤول”.

وتابع: “أدعو السلطات العراقية إلى حماية المتظاهرين السلميين من الهجمات وتحقيق العدالة للضحايا”.

رسالة بوجود القوى الإسلامية..

تعليقًا على الأحداث، قال المحلل السياسي، “عبدالأمير المجر”: “هذه المصادمات تُنذر بأن القادم سيكون أسوأ، فالمظاهرات الأخيرة لم يقم بها (التيار الصدري) بشكل خالص، وإنما قد تقف خلفه بعض الأحزاب، فهي تريد أن ترسل رسالة مفادها أن القوى الإسلامية، التي هددتها ثورة تشرين، ما زالت موجودة وبقوة”.

وتابع “المجر” بالقول: “قد نشهد صدامات أوسع وأشمل مستقبلاً، فالانتخابات القادمة إن حصلت، ستؤدي إلى قيام القوى العلمانية بكسر نصاب القوى الإسلامية في البرلمان، ليكون القرار السياسي خارج سلطة الأحزاب المهيمنة على السلطة الآن”.

وأضاف “المجر” قائلاً: “تحاول الأحزاب الدينية خلق مواجهة مع ثوار تشرين، لكسر شوكتهم قبل الانتخابات، وهناك بعض القوى تستغل هذه المواجهات، وكذلك هناك من يرصد الناشطين ويقوم بتصفيتهم”.

اتهام للمخابرات الأميركية بوقوفها وراء الحادث..

فيما اتهم النائب عن كتلة (الصادقون)، “محمد البلداوي”، القنصلية الأميركية في الجنوب، بالوقوف وراء ما يجري من عنف وقتل وحرق لخيم المتظاهرين، مشيرًا إلى أن جهة مخابراتية تعمل تحت غطاء القنصلية الأميركية في “البصرة”؛ تمكنت من اختراق المتظاهرين والأجهزة الأمنية.

وقال “البلداوي”، بحسب إعلام حزبه، إن: “ما حدث ويحدث في مناطق الجنوب، وبالأخص في محافظة ذي قار، أمر مؤلم”، مبينًا أن: “تكرار المطالبات بتغيير هذا المحافظ أو ذاك المسؤول؛ هي عملية ممنهجة لأجل استمرار دفع الناس للتظاهر، وبالتالي يتم إحداث فتنة”.

وأضاف أن: “كتلة (الصادقون) لديها معلومات أكيدة وموثقة؛ وأبلغت بها الجهات المسؤولة عن دور مخابراتي أميركي في تأجيج الفتنة في مناطق الجنوب، إلا أنها لم تحرك ساكنًا”.

وأشار إلى: “الدور الكبير للمخابرات الأميركية التي تعمل تحت غطاء القنصلية الأميركية في البصرة، حيث تمكنت من اختراق المتظاهرين والأجهزة الأمنية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب