28 مارس، 2024 6:30 م
Search
Close this search box.

استهداف “روحاني” .. دولة عميقة وإمبراطورية إعلامية يمهدان لانتخابات إيران 2021 !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بينما تعيش حكومة الرئيس “حسن روحاني”، أيامها الأخيرة، تواجه (بخلاف الكثير من المشكلات والأزمات المتعددة؛ خلال السنوات الماضية)، عددًا من أشرس النقاد؛ بالتوازي مع بعض المدافعين عن أداء “روحاني” وحكومته ويعتبرونه بالإجمال مقبولاً.

ويعتقد قطاع من المجتمع في ضرورة طرح تقصير الحكومة، والإلتفاف على الوعود والشعارات الانتخابية، في الفترة الحساسة، (2013 – 2017).

في المقابل؛ يعتقد بعض المراقبين أن الوضع المجتمعي الحالي لا يرتبط فقط بتقصير حكومة “روحاني”؛ وإنما بجميع أجهزة الدولة ومؤسساتها.

يقول “مرتضى مبلغ”، نائب وزير الداخلية للشؤون السياسية في حكومة “محمد خاتمي”، الرئيس الأسبق للجمهورية الإيرانية: “من غير المنصف أن نعزو جميع المشكلات إلى حكومة، روحاني، لأنه؛ ووفق ما قال: لدينا أجهزة موازية ناشطة وبعضها يسعى إلى عدم نجاح الحكومة في تنفيذ مخططاتها”.

وقد أجرت صحيفة (اعتماد) الإيرانية؛ حديثًا مطولاً مع السيد “مرتضى مبلغ”…

إخفاقات ترجع إلى حكومات سابقة..

“اعتماد” : على مشارف الانتخابات الجديدة، من الطبيعي أن ينتظر الشعب أن تضطلع الحكومة والسياسيين، من أنصار الحكومة، الإجابة على الأسئلة الخاصة بفشل الحكومة في الوفاء ببعض وعودها ؟

“مرتضى مبلغ” : في رأيي يجب أن ندرس المسألة بشكل واقعي، لأنه ربما تُفضي وجهات النظر الإنفعالية وغير الواقعية عن نتائج عاطفية لتيار أو فصيل سياسي، ويدفع الناس للإقبال على هذا التيار، وبالتالي تعريض البلاد للمزيد من الخسائر.

والنظرة الواقعية؛ تعني النظر إلى مشكلات الحكومة بنفس الحجم الموجود في الواقع. يجب أن ندقق وننظر في مصدر مشكلات الحكومة ابتداءً.

والحكومة حاليًا، للأسف، تصارع العديد من المشكلات والتي تتربط في الغالب بإخفاقات الحكومة السابقة.

وقد حذر الإصلاحيون، منذ بداية عمل حكومة “روحاني” الثانية، من بعض إخفاقات الحكومة السابقة. وفي المجموع؛ كانت حكومة “روحاني” الأولى ناجحة نسبيًا، ولذلك نجحت في كسب الأصوات مجددًا في انتخابات رئاسة الجمهورية، 2017م، والملحمة التي دفعت الجماهير للإقبال على صناديق الإقتراع في انتخابات رئاسة الجمهورية الثانية عشر؛ كان سببها أداء حكومة “روحاني” الأولى بالأساس، ولذلك لم يتوانى الإصلاحيون في الدفاع عنه بكل قوة.

سهام “الإمبراطورية الإعلامية” التي استهدفت “روحاني”..

“اعتماد” : هل تقصد أن الإصلاحيون حذروا شخص، السيد “روحاني”، من فشل الحكومة ؟

“مرتضى مبلغ” : تغير العمل في حكومة “روحاني” الثانية، على نحو دفع الإصلاحيين إلى إصدار التحذيرات المتكررة. وتحثوا إلى السيد “روحاني” بشكل خاص وعام.

ولكن بالنهاية؛ لم تكن الحكومة الثانية عشر تتمتع بالنشاط اللازم، كما الحكومة الحادية عشر، وقد تابع الجميع تبعات هذه المسألة.

لكن الجزء الثاني من المشكلة؛ هو أن الكثير من مشكلات الحكومة الثانية عشر متعدد العوامل ولا يقتصر في مصدره على فشل الحكومة فقط، وإنما كانت المشكلة في مجالات أخرى. وسعت “الإمبراطورية الإعلامية”، في تلكم الفترة، إلى تسليط الضوء على هذه المسألة وربط كل المشكلات بالحكومة. في حين أن الكثير من مشكلات البلاد ناجم عن أسباب متعددة تضرب بجذورها في نشاط وأداء الأجهزة الموازية المختلفة، التي تكاتفت معًا عل خلق الوضع القائم.

عوامل خارجة عن الإرادة..

“اعتماد” : إلى أي مدى تدخل هذه العوامل الخارجة عن إدارة الحكومة؛ في الوضع الراهن ؟

“مرتضى مبلغ” : البعض يرى أن الأجهزة الموازية تبذل جهدها في مختلف المجالات على نحو يعيق تنفيذ برامج الحكومة على النحو الأمثل، بمعنى أنهم يريدون بهذه الإجراءات إعاقة عمل الحكومة وأن تظهر أمام الرأي العام في شكل الحكومة الفاشلة، ونسبة جميع المشاكل إلى الحكومة.

وللقيام بذلك؛ حققوا استفادة قصوى من الدعاية الإعلامية المرعبة والإمكانيات الدعائية التي يسيطرون عليها، بحيث يمكنهم تشويه الحكومة.

والواقع أن هذه الأجهزة الإعلامية؛ تعمل بأموال “بيت المال”، ويقومون بأعمال دعائية وانتخابية للعام المقبل، والمحور الأساس في هذه الحملة تشويه الحكومة.

ولا ننسى أن المؤسسات الاعتبارية الغريبة، التي تشكلت وبدأت نشاطها وخلقت حالة من التضخم المرعب ودفعت المواطنيين إلى حرق أموالهم، وبالنهاية وقعت الخسائر على عاتق الحكومة، التي كانت اُجبرت على أن تأخذ موقف المتهم في هذه القضية، ودفعت إلى الشعب خسائر هذه المؤسسات.

الملاحظة الأخرى، بدأت بالتوازي مع إنطلاق أعمال حكومة “روحاني” الثانية؛ مشكلات العقوبات غير المسبوقة والحرب الاقتصادية وضغوط الإدارة الأميركية غير المسبوقة، والواقع أن “دونالد ترامب”، المجنون، أطلق حربًا شاملة ضد “إيران”، لم يكن لها أي علاقة بأداء “روحاني”.

كل هذه المشكلات تكاتفت معًا وضاعفت من الضغوط على البلاد. وبالتالي لمناقشة الأداء يجب مراعاة الأبعاد المختلفة للقضية. فلا يمكن مواجهة الحكومة بأحكام غير واقعية، لأن مثل هذه النوعية من الأحكام تخدم أهداف التيارات المتشددة. وعلى كل حال فقد بذل المسؤولون جهدهم وتحملوا الصعاب والمشقات سعيًا إلى تسيير شؤون الدولة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب