وكالات – كتابات :
أعلنت “شركة الخطوط الجوية الكويتية”، فجر اليوم السبت، تعليق الرحلات إلى “العراق” مؤقتًا نظرًا للأوضاع الراهنة فيه، وذلك عقب ساعات على هجوم صاروخي استهدف “مطار بغداد الدولي”، في وقت نددت فيه “إيران” بالهجوم، وحذرت من استهداف استقرار “العراق”.
وأمس الجمعة، أعلن “العراق”؛ أن: 06 صواريخ (كاتيوشا) سقطت على مكان انتظار طائرات الخطوط العراقية، مما أدى إلى إلحاق أضرار بطائرتين كانتا بالمدرج.
ويضم “مطار بغداد” جزأين: أحدهما مدني، وآخر عسكري يوجد فيه مستشارون عسكريون من “الولايات المتحدة”، إلى جانب قوات عراقية، ويتعرض الجزء العسكري إلى هجمات بين فترات متباينة؛ منذ شهور طويلة.
وقالت الشركة الكويتية؛ في بيان نشرته عبر حسابها على (تويتر)، إن التعليق المؤقت للرحلات جاء بناءً على التعليمات الصادرة من الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي.
وعزا البيان قرار الشركة إلى الأوضاع الراهنة في “الجمهورية العراقية”.
إيران تُدين..
من جهتها؛ أدانت “وزارة الخارجية” الإيرانية؛ اليوم السبت، الهجوم الصاروخي الذي استهدف “مطار بغداد الدولي”؛ أمس الجمعة، محذّرة من أنه يأتي ضمن مسار: لـ”زعزعة استقرار” العراق.
ورأى المتحدث باسم الوزارة؛ “سعيد خطيب زاده”، في بيان أن: “هذه الأعمال المشبوهة من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة الأمن ونشر الفوضى في العراق؛ وتوفر السبيل للمناوئين ومثيري الفتنة وتؤثر على خدمات الحكومة للمواطنين”.
وشدد “خطيب زاده”؛ على أن: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ دعمت على الدوام إرساء وصون الأمن في العراق وتقدمه وتطوره ونشر الأمن الشامل فيه ووحدة أراضيه، وتدعم إجراءات الحكومة العراقية لإرساء الأمن والاستقرار”.
عمل جبان..
وعلى إثر وقوع الهجوم، بدأت السلطات تفتيشًا، ووصف رئيس الوزراء العراقي؛ “مصطفى الكاظمي”، الهجوم؛ بأنه محاولة لتقويض سمعة “العراق”، في حين طالب رئيس مجلس النواب؛ “محمد الحلبوسي”، بعمل جاد لوقف: “العمليات الإرهابية”.
وقال “الكاظمي”؛ إن استهداف “مطار بغداد” عمل جبان لتقويض سمعة “العراق” وتعريض مصالحه للخطر.
وأضاف – في بيان – أن حكومته سترد بشكل حاسم على هذه العمليات، وأن الصمت عليها سيحسبه المنفذون غطاءً سياسيًا لهم. ودعا “الكاظمي”؛ دول العالم، لعدم فرض قيود على السفر والتنقل إلى “العراق”.
وأعربت بعثة “الأمم المتحدة” عن قلقها العميق إزاء موجة الهجمات الحالية، وآخرها استهداف “مطار بغداد الدولي”.
وعلى الصعيد الإقليمي، دانت: “مصر والإمارات والبحرين”، الهجوم؛ في بيانات منفصلة لوزارات الخارجية في كل منها، واعتبرت الهجوم: “عملاً إرهابيًا”.
وقالت خلية الإعلام الأمني الحكومية العراقية؛ إن: 06 صواريخ استهدفت “مطار بغداد”؛ وتسببت في أضرار بطائرتين في مكان انتظار طائرات الخطوط العراقية، متهمة: “عصابات اللادولة الإرهابية”؛ باستهداف مقدرات البلد، في إشارة إلى فصائل مسلحة تُتهم عادة باستهداف القوات الأميركية على الأراضي العراقية.
وأضافت – في بيان – أن الهجوم يسعى إلى تقويض الجهد الحكومي في استعادة الدور الإقليمي لـ”العراق”، وفق تعبيرها.
وقال مصدر أمني؛ إن السلطات ضبطت شاحنة صغيرة في “قضاء أبوغريب”؛ (غربي بغداد)، وعلى متنها منصة الصواريخ التي استهدفت المطار.
وأضاف أن الأهالي أبلغوا القوات الأمنية بإنطلاق الصواريخ من منطقتهم، وأن هذه القوات لا تزال تُجري بحثًا واسعًا للوصول إلى منفذي الهجوم.
سيادة الدولة..
وقال رئيس مجلس النواب؛ “محمد الحلبوسي” – في تغريدة على (تويتر) – إن استهداف “مطار بغداد” يُمثل استهدافًا مباشرًا لسيادة الدولة ومنشآتها، ويُشكل تهديدًا لسمعة بلده. وأضاف أنه: “لا بد من العمل الجاد لإيقاف هذه الممارسات الإرهابية”.
ودان الهجومَ زعيمُ تحالف (قوى الدولة الوطنية)؛ “عمار الحكيم”، ودعا في تغريدة على (تويتر)؛ إلى التحقيق الفوري في الأعمال التي تستهدف البُنى التحتية للبلد ومنشآته المدنية، بهدف الكشف عن مرتكبيها والأجندات التي تقف خلفهم؛ والتي تسعى إلى زعزعة أمن “العراق” واستقراره، حسب تعبيره.
وندد تحالف (الإطار التنسيقي) في “العراق”؛ استهداف “مطار بغداد”، وقال – في بيان – إنه يُعدّ هذا الهجوم: “عملاً إرهابيًا إجراميًا يُراد منه إثارة الفتنة وخلق الذرائع لتدخلات مدسوسة تُريد الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد”.
أما رئيس حكومة إقليم كُردستان؛ “مسرور البارزاني”، فقال في تغريدة: “أُدين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي استهدفت اليوم (الجمعة)، مطار بغداد الدولي”، داعيًا الزعماء العراقيين إلى التنديد بها بالإجماع.
وأضاف أن: “الهجمات المتكررة – ومنها التي طالت “مطار أربيل الدولي” في السابق – تُمثل تهديدًا للبلاد وشعوبها وأمننا المشترك”.
كما ندد زعيم (التيار الصدري)؛ “مقتدى الصدر”، بالهجوم، وقال في تغريدة: “لا تستهدفوا مصالح الشعب، فالشعب والوطن خط أحمر”، مضيفًا أن التيار مستمر في العمل مع الشركاء في الوطن.
وفي السياق نفسه؛ أكد رئيس (الكتلة الصدرية) في البرلمان؛ “حسن العذاري”، أن “العراق” سيكون خاليًا من الإرهاب والسلاح المنفلت من خلال “حكومة أغلبية وطنية”، مبينًا – في تغريدة – أن استهداف المنشآت الحكومية من أفعال أعداء “العراق”؛ الذين يسعون لعزله دوليًا واقتصاديًا، حسب وصفه.
القوات الأميركية..
وكان مصدر أمني؛ أوضح أن “مركز بغداد للدعم الدبلوماسي” – الذي يستضيف دبلوماسيين ومستشارين أميركيين – لم يتأثر بالاستهداف، وأشار إلى أنه تم تفعيل منظومة “سي. رام” (SRAM)؛ الأميركية المضادة للصواريخ.
وقال “التحالف الدولي”؛ بقيادة “واشنطن” إن: “ميليشيات خارجة على القانون استهدفت مطار بغداد الدولي، وإن منظومة دفاع عراقية تصدت لعدد من الصواريخ”.
وفي التاسع من كانون أول/ديسمبر الماضي، أعلنت “بغداد” و”واشنطن” انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف رسميًا في البلاد، وتحويل مهامها إلى استشارية لمساعدة قوات الأمن العراقية.
في حين شككت فصائل عراقية مسلحة مقربة من “إيران”، بينها حركة (عصائب أهل الحق)، في انسحاب قوات التحالف، واعتبرت أي وجود أجنبي بالبلاد؛ سواء عسكري أو لأغراض التدريب والاستشارة، غير مرغوب فيه، ويُعتبر هدفًا مشروعًا.
واستهدفت هجمات بطائرات مُسيرة أو صواريخ؛ مصالح أميركية في “العراق” أو توجد فيها قوات من “التحالف الدولي” لمكافحة الجهاديين؛ بقيادة “واشنطن”، من دون أن تتبناها أي جهة.
وبدأت هذه الهجمات بعد اغتيال “الولايات المتحدة”؛ قائد (فيلق القدس)؛ في “الحرس الثوري” الإيراني، اللواء “قاسم سليماني”؛ ونائب رئيس (الحشد الشعبي) العراقي؛ “أبومهدي المهندس”، في كانون ثان/يناير 2020، بضربة جوية قرب “مطار بغداد”.
وتصاعدت وتيرة الهجمات ضد أهداف أميركية، خصوصًا بالتزامن مع المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من “العراق”.
الجزيرة نت