استنفار وتأهب بدول المحيط الهاديء .. زلزال عنيف يضرب كامتشاتكا الروسية وتحذيرات من تسونامي

استنفار وتأهب بدول المحيط الهاديء .. زلزال عنيف يضرب كامتشاتكا الروسية وتحذيرات من تسونامي

وكالات- كتابات:

ضرب زلزالٍ قوي بلغت شدّته (8.7) درجات على مقياس (ريختر)، فجر اليوم الأربعاء، “شبه جزيرة كامتشاتكا” في أقصى شرق “روسيا”، ما استدعى سلسلة من التحذيرات من موجات تسونامي في عددٍ من دول حوض “المحيط الهاديء”.

وأفاد “مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي”؛ بأن الزلزال وقع عند الساعة (03:25) فجرًا بتوقيت “موسكو”، ما دفع السلطات الروسية إلى رفع مستوى التأهّب في الإقليم، حيث أعلن حاكم “كامتشاتكا” خطر موجات المدّ البحري، داعيًا السكان إلى الابتعاد عن المناطق الساحلية.

من جهتها؛ سجّلت “هيئة الجيوفيزياء الروسية”، بعد الزلزال الرئيس، (30) هزة إضافية، بقوة تتراوح بين درجتين و(5) درجات.

وفي منطقة “يليزوف”؛ تم تسجيل موجات تسونامي بارتفاع تراوح بين: (03 و04) أمتار، بحسّب ما نقلته وكالة (تاس) الروسية، فيما أكدت جهات رسمية في “موسكو” رصد موجة تسونامي: “خطيرة وقوية” على السواحل الشرقية للبلاد.

كذلك ذكرت (تاس) أن نحو: (2700) شخص جرى إجلاؤهم إلى مناطق آمنة في جزر “الكوريل”، في أعقاب الزلزال.

وقد أدّت موجات المد الناجمة عن الزلزال إلى عرقلة عمليات الإنقاذ في بعض المناطق.

التداعيات..

تداعيات الزلزال امتدت إلى “اليابان”، حيث أعلنت السلطات احتمال وصول تسونامي بارتفاع يصل إلى متر واحد إلى السواحل الشمالية الشرقية. وفي إجراء احترازي، أُجلِيَ عمال محطة (فوكوشيما) النووية تفاديًا لأي طاريء محتمل.

من جهتها؛ أصدرت “الولايات المتحدة” تحذيرًا من تسونامي في ولاية “هاواي”، بينما سارعت كل من: “الفلبين وإندونيسيا” إلى إعلان تحذيرات مماثلة، وسط مراقبة مستمرة لتطورات الوضع الزلزالي في كامل منطقة “آسيا والمحيط الهاديء”.

ولم تُسجّل حتى الآن خسائر بشرية مؤكّدة، فيما تواصل السلطات المحلية والدولية تقييم الأضرار المحتملة واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، في ظل استنفار فرق الطواريء والإنقاذ على طول السواحل المعنية.

وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي فريق من الأطباء في “كامتشاتكا”؛ كيف حافظوا على هدوئهم أثناء الزلزال القوي خلال قيامهم بعملية جراحية، ولم يوقفوا العملية أبدًا.

الزلزال الأقوى منذ 1952..

وكانت “هيئة الخدمات الجيوفيزيائية”؛ التابعة لـ”أكاديمية العلوم” الروسية، عدّلت تقديرها لقوة الزلزال من: (8.5) إلى (8.7) درجات.

وقالت الهيئة إن الزلزال يُعدّ الأقوى في المنطقة منذ عام 1952.

وجاء في بيان الهيئة: “وقع أقوى زلزال في منطقة بؤر النشاط الزلزالي بكامتشاتكا، منذ عام 1952، وبلغت شدته، وفق تقديرات مختلفة: (8.7) درجات”.

حذرت عشرات الدول حول العالم، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، من موجات مد بحري عاتية “تسونامي” قد تضرب مختلف المناطق، بعد زلزال عنيف ضرب أقصى شرق روسيا، فجر الأربعاء.

وضرب الزلزال، الذي تجاوزت قوته (8.7) درجة على مقياس ريختر، قبالة سواحل جزيرة كامتشاتكا الروسية، وأعقبه تسونامي وصل ارتفاع أمواجه إلى 4 أمتار، وُصف من قبل مسؤولين روس بأنه “الأسوأ منذ عقود”.

وقال مسؤولون في روسيا إن “التسونامي” ألحق أضرارًا بالمباني، وأدى إلى إصدار تحذيرات وعمليات إخلاء واسعة في مناطق عبر المحيط الهادئ، من بينها جزر هاواي وإندونيسيا، كما صدرت أوامر بإخلاء معظم الساحل الشرقي لليابان، الذي سبق أن دُمّر جزئيًا بزلزال وتسونامي عام 2011.

وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الزلزال وقع على عمق 19.3 كيلومتر، وكان مركزه على بعد نحو 119 كيلومترًا من مدينة “بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي” الروسية، التي يبلغ عدد سكانها 165 ألف نسمة. كما سجلت الهيئة هزة ارتدادية قوية بلغت 6.9 درجة بعد الزلزال.

شهادات ومشاهدات..

قال أحد سكان مدينة “بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي” إن الهزة بدأت ببطء ثم اشتدت، واستمرت لبضع دقائق، مضيفًا: “نظرًا لقوتها ومدة استمراريتها… قررت مغادرة المبنى”، واصفًا المبنى بأنه خفيف وكان على وشك الانهيار.

من جانبه، ذكر وزير الصحة في المنطقة، أوليج ميلنيكوف، أن العديد من الأشخاص طلبوا المساعدة الطبية، وأُصيب بعضهم أثناء محاولتهم الهروب، فيما قفز أحد المرضى من النافذة، وأصيبت امرأة داخل مبنى المطار الجديد.

وقالت وزارة الطوارئ الروسية عبر “تيلغرام” إن مياه التسونامي غمرت أجزاء من ميناء مدينة “سيفيرو-كوريلسك” في “سخالين” ومصنعًا لتجهيز الأسماك، وتم إجلاء السكان من المنطقة، كما تضررت روضة أطفال، بينما لم تُسجل إصابات خطيرة أو وفيات.

تحذيرات دولية وتأهب في المحيط الهاديء..

أصدر نظام التحذير من تسونامي في الولايات المتحدة تحذيرًا من “موجات تسونامي خطيرة” خلال الساعات الثلاث التالية، مرجحًا أن يتجاوز ارتفاع الأمواج 3 أمتار على بعض سواحل روسيا والإكوادور، وأن تتراوح بين متر و3 أمتار في اليابان وهاواي وتشيلي وجزر سليمان، مع احتمال وصول أمواج أصغر إلى سواحل أخرى على طول المحيط الهادئ، بما فيها الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في منشور عبر مواقع التواصل، إن تحذيرات صدرت لسكان هاواي وألاسكا وساحل المحيط الهادئ للولايات المتحدة، مضيفًا أن اليابان “في الطريق أيضًا”.

وأمرت السلطات في هاواي بإخلاء مناطق ساحلية، وحثت إدارة الطوارئ في هونولولو السكان على الانتقال إلى مناطق مرتفعة أو إلى الطوابق العليا من المباني، محذرة من “موجات تسونامي مدمرة”.

النشاط الزلزالي في الحزام الناري..

تقع “كامتشاتكا” في منطقة “الحزام الناري” بالمحيط الهادئ، وهي منطقة نشطة جيولوجيًا تشهد زلازل كبرى وانفجارات بركانية متكررة. وأكدت الأكاديمية الروسية للعلوم أن هذا الزلزال هو الأقوى في المنطقة منذ عام 1952.

وقالت دانيلا تشيبروف، مديرة فرع “هيئة الجيوفيزياء” في كامتشاتكا، إن شدة الاهتزاز لم تكن مرتفعة كما يُتوقع عادة في زلازل بهذه القوة، موضحة أن الهزات الارتدادية ما تزال مستمرة، لكنها لا تُتوقع أن تزداد حدتها.

تأهب في اليابان وإجراءات احترازية..

رفعت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرها، متوقعة موجات تسونامي بارتفاع يصل إلى 3 أمتار على طول الساحل المطل على المحيط الهادئ. وصدرت تحذيرات في البلدات الساحلية، مع انطلاق صفارات الإنذار، ودعت السلطات السكان إلى اللجوء إلى الأراضي المرتفعة.

وأظهرت لقطات بثتها هيئة الإذاعة اليابانية لجوء عشرات الأشخاص إلى أسطح مبانٍ في جزيرة هوكايدو، فيما غادرت قوارب الصيد الموانئ تحسبًا للأضرار المحتملة.

وقالت شركة طوكيو للكهرباء إنها أخلت محطة فوكوشيما النووية، فيما أكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، عدم تسجيل إصابات أو أضرار حتى الآن، مع استقرار أوضاع جميع محطات الطاقة النووية.

إخلاء المحطة النووية..

وأعلنت شركة تيبكو المشغّلة لمحطة فوكوشيما للطاقة النووية في شرق اليابان، أنّ كلّ العاملين في هذه المنشأة التي تعرّضت لحادث نووي في 2011 تمّ إجلاؤهم، الأربعاء، بسبب خطر حدوث تسونامي من جراء الزلزال الضخم.

وقال متحدث باسم تيبكو لوكالة فرانس برس “لقد أجلينا جميع العمّال والموظفين”، مؤكّدا “عدم رصد أيّ أمر غير طبيعي” في المحطة النووية الجاري تفكيكها منذ تضرّرها في 2011 من جراء زلزال وتسونامي تاريخيين.

ووصلت إلى جزيرة هوكايدو في شمال اليابان، اليوم الأربعاء، أولى أمواج المدّ العالي (التسونامي) الناجمة عن زلزال ضخم وقع قبالة سواحل أقصى الشرق الروسي، وقد بلغ ارتفاعها 30 سنتيمترا، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “إن إتش كاي”.

وحذّرت الهيئة من أنّ أمواج تسونامي أخرى قد تتبع هذه الموجة الأولى وقد يكون ارتفاعها أعلى بكثير، علما أنّ وكالة الأرصاد الجوية اليابانية كانت قد توقّعت أمواجا يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار على طول السواحل الشمالية والشرقية للأرخبيل، وصولا إلى جنوب أوساكا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة