18 أبريل، 2024 4:35 م
Search
Close this search box.

استقالة “ليبرمان” تُعرض الحكومة الإسرائيلية للسقوط .. فهل يتفاداها “نتانياهو” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

انقلبت الأمور رأسًا على عقب داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بسبب وقف إطلاق النار في “قطاع غزة” على خلفية الاتفاق الذي رعته “مصر” لإنهاء التصعيد في “غزة”، فعلى إثره أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، “أفيغدور ليبرمان”، أمس، عن استقالته من منصبه بعد خلاف حاد مع الحكومة التي يرأسها، “بنيامين نتانياهو”، حول وقف إطلاق النار في “قطاع غزة”، مطالبًا بتحديد موعد لتنظيم انتخابات مبكرة.

وقال “ليبرمان”، للصحافيين: “ما حدث الثلاثاء من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة هو بمثابة خضوع واستسلام للإرهاب”. وأضاف: “ما نفعله الآن كدولة هو شراء الهدوء على المدى القصير، لكننا سندفع على المدى البعيد ثمنًا ونتكبد ضررًا بالغًا” على مستوى الأمن القومي.

وأكد “ليبرمان” أن حزبه سينسحب كذلك من ائتلاف “نتانياهو”، مما يعني أن الحكومة ستكون لديها غالبية من مقعد واحد في البرلمان، الأمر الذي من شأنه أن يوقعها في مأزق كبير.

وأكد الوزير المستقيل أنه ضد إدخال أموال إلى “غزة”، بعد أن سمح “نتانياهو” بإدخال 15 مليون دولار “قطرية” نقدًا في حقائب إلى القطاع لدفع رواتب موظفي الحكومة التي تديرها “حماس”.

وكان يفترض أن تجري انتخابات “الكنيست”، في تشرين ثان/نوفمبر 2019، لكن استقالة “ليبرمان” تزيد من احتمال إجراء انتخابات مبكرة.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية في “غزة”، مساء الثلاثاء الماضي، وقفًا لإطلاق النار مع “إسرائيل” بجهود مصرية بعد تصعيد خطير للمواجهات، منذ الأحد، هدد باندلاع حرب بين “القطاع المحاصر” و”إسرائيل”.

نتانياهو” يدافع عن قراره..

وبسبب اللغط الدائر في أوساط الحكومة الإسرائيلية؛ دافع “نتانياهو” عن قراره بوقف إطلاق النار مع “غزة”، بعد أخطر تصعيد بين “إسرائيل” و”الفصائل الفلسطينية المسلحة”، منذ حرب 2014، تخللته غارات كثيفة على “قطاع غزة” وإطلاق المئات من قذائف الهاون والصواريخ على مستوطنات مجاورة للقطاع.

قائلاً، في حفل تكريم مؤسس إسرائيل، “ديفيد بن غوريون”؛ “في أوقات الطواريء عند إتخاذ القرارات الحاسمة للأمن، لا يمكن للجمهور أن يكون دائمًا مطلعًا على الاعتبارات التي يجب إخفاؤها عن العدو”.

مضيفًا: “لقد توسّل أعداؤنا لوقف إطلاق النار؛ وكانوا يعرفون جيدًا السبب. أسمع أصوات سكان الجنوب، صدقوني… إنهم أعزاء على قلبي، ولكني أرى الصورة العامة التي تتعلق بأمن إسرائيل مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وما خفي أعظم”.

انتصار سياسي لـ”غزة”..

بدورها؛ قالت “حركة حماس” إن استقالة ليبرمان “انتصار سياسي لغزة”، موضحًا الناطق باسم حماس، “سامي أبوزهري”، أن الاستقالة تمثل “اعترافًا بالهزيمة وفشل في مواجهة المقاومة الفلسطينية”.

لا إلتزام بالانتخابات حاليًا..

وأكد مسؤول من “حزب الليكود”، بزعامة “نتانياهو”؛ أنه “لا يوجد إلتزام بالانتخابات في هذا الوقت لما ينطوي عليه الوضع من حساسية أمنية”، مضيفًا المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، “يمكن للحكومة أن تكمل فترتها الزمنية. على أي حال وعلى المدى القصير سيتولى رئيس الوزراء حقيبة ليبرمان على الأقل مؤقتًا”.

مشاورات لإنقاذ الحكومة من السقوط..

في الوقت ذاته؛ يجري “نتانياهو” في مقر سكنه الرسمي بـ”القدس” مشاورات سياسية مع مقربين منه لإعادة تقييم الأوضاع في أعقاب استقالة “ليبرمان”.

وكتب المحلل السياسي، “شمعون آران”، في تغريدة له بصفحته الرسمية على (تويتر)، أن “بنيامين نتانياهو”، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يجري مشاورات مكثفة لإنقاذ حكومته من السقوط، على خلفية استقالة وزير الدفاع، “أفيغدور ليبرمان”.

وذكر الكاتب والمحلل السياسي في هيئة البث الإسرائيلية، (كان)، أن “نتانياهو” يجري مشاروات مع قادة ورؤساء الأحزاب الإسرائيلية المشاركين في الائتلاف الحكومي الحالي، ومشاورات أخرى مع مسؤولين كبار في الحزب الحاكم، “الليكود”، بهدف محاولة إنقاذ الائتلاف الحكومي من السقوط، إثر تقديم “ليبرمان” استقالته.

تهديد بالخروج من الائتلاف إذا لم يعين “بينيت” بدلاً عن “ليبرمان”..

يشار إلى أن الائتلاف الحكومي الحالي، 61 عضوًا في “الكنيست”، بعد انسحاب حزب “يسرائيل بيتنو”، بزعامة، “أفيغدور ليبرمان”، في وقت هدد “نفتالي بينيت”، رئيس حزب “البيت اليهودي”، بالخروج من الائتلاف؛ إذا لم يوافق “نتانياهو” على توليه حقيبة الدفاع، بدلاً لـ”اليبرمان”، قائلة “شولي معلم”، رئيسة كتلة “البيت اليهودي” أنه: “حان الوقت لتسليم حقيبة الدفاع لنفتالي بينيت، ودون هذه الحقيبة فإن الكتلة لن تبقى شريكًا في الائتلاف الحكومي”.

ترحيب باستقالة “ليبرمان”..

من جانبه؛ رحب رئيس حزب “يش عتيد”، (يوجد مستقبل)، وزعيم “حزب العمل”، وزعيمة المعارضة من المعسكر الصهيوني وغيرهم؛ باستقالة “ليبرمان”.

“تسيبي ليفني”، من المعسكر الصهيوني، قالت: إن “حكومة فشلت في الأمن يجب أن تنصرف. لا سلام، ولا أمن”.

فيما قالت رئيسة “حزب ميريتس” اليساري الصهيوني، “تمار زندبرغ”، إنها ستتقدم بمشروع قانون لحل “الكنيست”، وقالت إنه: “تم التخلص من وزير عنصري فاسد؛ هبط بالسياسة الإسرائيلية إلى الحضيض”.

ويترأس “ليبرمان”، اليميني المتطرف، “حزب إسرائيل بيتنا”، الذي يشغل خمسة من أصل 120 مقعدًا في “الكنيست”.

عقله طائش..

وكان وزراء بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، (الكابينيت)، قد وصفوا وزير الدفاع، “أفيغدور ليبرمان”، بأوصاف قاسية وصعبة.

فقد أفادت (القناة العاشرة) العبرية، بأن وزراء بـ (الكابينيت) الإسرائيلي وصفوا “ليبرمان”، بضحالة الفكر وعدم وضوح رؤيته، وبأنه ليس لديه أي فكرة عن أي شىء.

وذكرت القناة، على موقعها الإلكتروني، بأن وزراء في (الكابينيت) وصفوا “ليبرمان” بأن “عقله طائش”، وفي الوقت الذي يطالب بالقيام بعملية عسكرية في “قطاع غزة”، فإنه ليس لديه أي فكرة عن تلك العملية.

وأكدت القناة العبرية على لسان وزراء بـ (الكابينيت)، دون تحديدهم، أن فكر ورؤى “ليبرمان”، وزير الدفاع، سياسية فحسب، أي 100 في المئة سياسية، دون أي وجهة نظر عسكرية، حيث لم يقدم لـ (الكابينيت) أي خطة عسكرية للهجوم على “غزة”، ولا توجد هناك خرائط على الطاولة، مجرد أحاديث.

حماس” أسقطت حكومة “نتانياهو”..

تعليقًا على الأحداث المتسارعة؛ قالت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبرية إن حركة “حماس” أسقطت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أمس، أن تقديم “ليبرمان” استقالته، جاء على خلفية نجاح “حركة حماس” في مواجهتها لـ”إسرائيل”، وبأن الحركة الفلسطينية أسقطت حكومة اليمين الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن انسحاب حزب “يسرائيل بيتنو”، وهو الحزب الذي يرأسه “ليبرمان”، يعني بقاء حكومة “نتانياهو” بـ 61 مقعدًا فقط، ومع تهديد حزب “البيت اليهودي” بالانسحاب، فإن حكومة “نتانياهو” ستسقط مباشرة، وهو ما يعني احتمالية موافقة الأخير على طلب تعيين “نفتالي بينيت” في حقيبة الدفاع، بدلاً لـ”اليبرمان”.

الفلسطينيون لقنونا درسًا.. و”نتانياهو” ضعيف..

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، “إيهود أولمرت”، إن الفلسطينيين لقنونا درسًا، و”نتانياهو” ضعيف.

ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية، (كان)، أنه ليس لـ”إسرائيل” قوة ردع أمام حركة “حماس” في “قطاع غزة”.

وكتبت القناة العبرية، (كان)، على موقعها الإلكتروني؛ أن “أولمرت” هاجم سلفه، “بنيامين نتانياهو”، ووزير دفاعه المستقيل، “أفيغدور ليبرمان”، ورأى أن الحكومة الحالية خضعت لحركة “حماس”، وبأن الفلسطينيين أقاموا لنا مدرسة، أي لقنوا “إسرائيل” درسًا.

وأفادت القناة العبرية بأن “أولمرت” وصف سلفه، “نتانياهو”، بالضعيف، وبمن لا يمكنه إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، مدعيًا أن الحكومة الإسرائيلية لم تواجه حركة “حماس” في “قطاع غزة”، لأن الحكومة كانت غائبة، في الأساس.

الأموال القطرية أحد أسباب الاستقالة..

وعن سبب الاستقالة؛ قال موقع إلكتروني استخباراتي إسرائيلي إن دولة عربية وراء تقديم “أفيغدور لبيرمان”، وزير الدفاع الإسرائيلي، استقالته.

وذكر الموقع الإلكتروني العبري، (ديبكا)، أن “قطر” وراء تقديم “أفيغدور ليبرمان”، وزير الدفاع الإسرائيلي، استقالته، على خلفية ما إدعاه بـ”إرهاب” حركة “حماس”.

وأفاد الموقع الاستخباراتي بأن الأموال القطرية التي تم إرسالها للأهالي الفلسطينيين في “قطاع غزة”، كانت أحد سببين رئيسيين لتقديم “ليبرمان” استقالته، بدعوى أن هذه الأموال ذهبت لعائلات “إرهابيين”، وبأنه كوزير للدفاع يرفض تسليم هذه الأموال للفلسطينيين.

وأدعى الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي أن “ليبرمان” يرفض تسليم شاحنات الوقود لـ”قطاع غزة”، ورأى أن وقف إطلاق النار بين “الجيش الإسرائيلي” و”حماس” هو السبب الآخر، نتيجة لإطلاق 500 صاروخ من “قطاع غزة” على أهداف إسرائيلية.

وأوضح الموقع الاستخباراتي، وثيق الصلة بجهاز “الموساد”، أن “قطر” أرسلت عشرات الملايين من الدولارات للفلسطينيين في “قطاع غزة”، وبأن السفير القطري في القطاع، “محمد العمادي”، أرسل هذه الأموال عبر طائرة خاصة هبطت في مطار “بن غوريون”، ومنها إلى القطاع.

النصر على “حماس” كان سيسبب مشاكل لإسرائيل..

وعن وقف إطلاق النار، اعتبر المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، “دينيس روس”، أن النصر على “حماس” كان سيسبب مشاكل خطيرة لـ”إسرائيل” حاليًا، مضيفًا أن التهدئة طويلة الأمد تبدو الحل الأمثل للطرفين – بحسب (سكاي نيوز).

وقال “روس”، في حديث لصحيفة (غيروزاليم بوست) الإسرائيلية؛ إن “إسرائيل” تملك ما يكفي من القوة العسكرية لهزيمة “غزة”، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: “وماذا بعد ؟”.

وحذر “روس”، من أن اللجوء إلى الحسم العسكري في “غزة” كان سيفرض على “إسرائيل” إما ضرورة تسيير شؤون “غزة” مباشرة بكل ما يحمل ذلك من أعباء، أو مواجهة خطر سقوط القطاع في أيدي جماعات تفوق “حماس” تشددًا.

واعتبر أن “إسرائيل” لا ترغب في إدارة شؤون “غزة”، لكنها لن تستطيع إلقاء هذا العبء على عاتق السلطة الفلسطينية، التي “لا تبدو متحمسة لدخول غزة على دبابات إسرائيلية”، وممارسة الحكم في منطقة لا مفر من أن تتولى “إسرائيل” السيطرة الأمنية فيها وسط غياب أي قوة أخرى قادرة على ذلك.

وذكر “روس” أن “إسرائيل” ستقع في الفخ إذا قررت إجتياح “غزة”، إذ أنها لن تستطيع الحفاظ على سيطرتها على القطاع، فيما مغادرته محفوفة بخطر خلق فراغ قد تملؤه جماعات مثل “الجهاد الإسلامي” أو حتى التنظيمات التي تعتنق الفكر الداعشي، وهي نتيجة لا ترغب “حماس” أيضًا في أن تؤول الأمور إليها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب