20 أبريل، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

استقالة “الحريري” .. تضع لبنان بين مطرقة الحرب السعودية عليها وسندان بطاقات أخرى للعب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تطور لافت للأزمة المشتعلة بين “حزب الله” اللبناني والمملكة العربية السعودية، جدد الأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله” الهجوم على السعودية بحجة التدخل في الشأن اللبناني.

قائلاً “نصرالله” إن السعودية أعلنت الحرب على لبنان وعلى الحزب؛ وإن رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري”، الذي أعلن استقالته في خطاب من الرياض، رهن الإقامة الجبرية بالسعودية.

واصفاً “نصرالله” – في خطاب متلفز – استقالة “الحريري” بأنها “التدخل السعودي السافر في الشأن الداخلي اللبناني”، داعياً إلى عودة “الحريري” للبنان.

استقالة غير شرعية..

وأضاف: “نحن نعتبر الاستقالة المعلنة غير قانونية وغير دستورية وغير شرعية … لا نعترف بهذه الاستقالة؛ وعليه أن هذه الحكومة هي حكومة لا زالت قائمة وشرعية وليست حكومة مستقيلة وليست حكومة تصريف أعمال”.

لن تستطيع إسرائيل شن الحرب..

مستبعداً “نصرالله” أن تشن إسرائيل حرباً على لبنان، لأنها تعرف أن كلفتها غالية جداً عليها، وحذر إسرائيل من استغلال الأزمة السياسية الحالية.

معلناً انضمام صوته إلى صوت “تيار وكتلة المستقبل”، التي يتزعمها رئيس الوزراء المستقيل، بضرورة عودة “الحريري” إلى لبنان.

وشدد على ضرورة تضامن اللبنانيين جميعاً وتكاتفهم بمواجهة “الإهانة التي تعرض لها رئيس الحكومة اللبنانية، لأنها إهانة لكل لبنان”.

لن يكون ساحة لتصفية الحسابات..

من جانبه، تساءل “علي دعموش”، نائب الرئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله”، عن السياسة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية تجاه لبنان، لافتاً إلى أن لبنان لن يكون ساحة لتصفية الحسابات، على حد تعبيره.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية على لسان “دعموش”، قوله: “السعودية تريد أن تزج بلبنان في أتون الصراعات الجارية في المنطقة بعدما استطاع اللبنانيون، خلال السنوات الماضية، تحييد بلدهم عنها؛ وهو أمر مرفوض من كل اللبنانيين”.

إحداث الفتنة بين اللبنانيين..

متسائلاً: “إلى أين تريد السعودية، بأدائها وسياساتها ومواقفها ومغامراتها وتهديداتها، أن تأخذ لبنان والمنطقة ؟.. وماذا تريد من اللبنانيين ؟.. كل الكلام التحريضي الذي سمعناه خلال الأسابيع والأيام الماضية يصب في خانة إحداث الفتنة بين اللبنانيين وتأليبهم ضد بعضهم البعض وتهديد لبنان بأنه أما أن يذعن للإرادة السعودية والرؤية والوصاية السعودية، وإما أن يكون إرهابياً وعليه أن يواجه الغضب والإجراءات العدوانية السعودية”.

مشيراً “دعموش” إلى أن “اللبنانيين بإرادتهم القوية ووحدتهم الوطنية وحصانتهم الداخلية وتعاونهم والتفاتهم حول رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور، يمكنهم تجاوز هذه الأزمة والعبور منها وإفشال كل الأهداف والمخططات الشريرة التي تستهدفهم وتستهدف بلدهم”.

وسائل الإعلام تناولت أسباب استقالة “الحريري” المفاجئة، والتي فتحت جولة جديدة من عدم الاستقرارالسياسي في لبنان، وتساؤلات حول ما إذا كانت السعودية ستشن حرباً ضد إيران في لبنان.

تولت قرار مواجهة إيران..

نقلت صحيفة (الجمهورية) اللبنانية عن مصادرها، أن القيادة السعودية ممثلة بالملك “سلمان بن عبد العزيز”، وولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، قررت تولي مواجهة إيران و”حزب الله” مباشرة في لبنان والمنطقة، بالاتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، خصوصاً بعدما لمست السعودية أن التسوية الرئاسية اللبنانية، التي قبلت بها، وجاءت بـ”ميشال عون” إلى رئاسة الجمهورية و”سعد الحريري” إلى رئاسة الحكومة مقرونة بتعهدات وضمانات بالنأي بلبنان عن سياسة المحاور الإقليمية، تحولت لمصلحة تعاظم دور “حزب الله” وإيران في لبنان والمنطقة، (سوريا والعراق واليمن)، ووجدت الرياض أن لا خيار أمامها إلا التحرك لمنع تحويل لبنان رسمياً إلى جزء لا يتجزأ من المحور السوري الإيراني.

مواجهة نفوذ ايران و”حزب الله”..

مضيفة (الجمهورية) أنه لم يعد مهماً لدى الرياض بقاء الحكومة اللبنانية من عدمه، وبات اهتمام الرياض منصباً من الآن فصاعداً على مواجهة نفوذ “حزب الله” وإيران في لبنان وخارجه.

واعتبرت الصحيفة اللبنانية أن المواجهة بدأت لحظة إعلان “الحريري” استقالته من الرياض، وينتظر أن تبلغ ذروة ما ستتخذه الرياض وواشنطن من إجراءات ضد “حزب الله” وإيران في الربيع المقبل، وستكون متنوعة ومتعددة، وربما تكون بينها إجراءات عسكرية.

المواجهة كانت قبل استقالة “الحريري”..

مصادر الصحيفة ترى أن المواجهة السعودية الإيرانية كانت قبل استقالة “الحريري”، مقتصرة على ساحات سوريا والعراق واليمن وحتى البحرين، لكن بعد الاستقالة باتت الساحة اللبنانية وكأنها الساحة الأولى لهذه المواجهة.

تحذر من اندلاع حرب..

أما صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، فحذرت من أن ترفع الأزمة السياسية الحالية في لبنان احتمالات اندلاع حرب مع إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم، إن رحيل “الحريري” عن الحكومة يعزز فكرة أن “حزب الله” هو المهيمن بالكامل في لبنان، ومع عدم وجود “الحريري” تسهل معاملة لبنان على أنه تابع لإيران، فضلاً عن أن استقالة “الحريري” تساعد إسرائيل على إثارة المشاعر الدولية ضد لبنان، خصوصاً أن حكومة “ترامب” تنتهج سياسة أكثر عدوانية وتفرض عقوبات على الحزب وإيران.

مسرحية سعودية لإشعال الحرب على “حزب الله”..

عن السفير الأميركي السابق لدى تل أبيب، “دان شابيرو”، نقلت الصحيفة الأميركية، قوله إن استقاله “الحريري” ما هي إلا “مسرحية سعودية من أجل إشعال حرب ضد حزب الله باستخدام إسرائيل”.

جبل الجليد..

من جهته نقل موقع (الكتائب) اللبناني، عن مصادر سياسية في بيروت، أن المواجهة الإيرانية السعودية اندلعت وبدأت تداعياتها، التي من المقرر أن تكون مثل “جبل الجليد” تتفاقم يومياً دون إمكانية التكهن بحدود أو سقف المواجهة، وما ستسفر عنه.

.. ومن الإجراءات:

– رفع الضمانات المالية وسقوط الليرة.. وحسب (الكتائب)، فإن السلطات السعودية أبلغت المعنيين في لبنان، أن وزارة المال السعودية سترفع ضمانتها الدولية عن حسابات الدولة اللبنانية وديونها، ما سيؤدي إلى انهيار قيمة العملة اللبنانية.

– وقف الصادرات اللبنانية.. حيث تم إبلاغ الرئيس “عون” أن لبنان سيتعرض تباعاً لحصار اقتصادي مالي ومنع الصادرات.

– عمليات عسكرية.. ومن التداعيات أيضاً، ما تم تسريبه، أن طائرات التحالف الدولي المناهض للإرهاب في سوريا، ستقوم بدورها بقصف مواقع لـ”حزب الله” في سوريا وفي لبنان، وأن القرار متخذ وينتظر إشارة البدء.

– تشكيل حكومة ترفع الغطاء عن “حزب الله”.. إذ أبلغت السلطات السعودية الرئيس “ميشال عون” أن تشكيل أي حكومة مقبلة تضم وزراء لـ”حزب الله” سيعني استمرار الحكومة اللبنانية في إعلان حربها على المملكة؛ ما يعطي إشارة الانطلاق لبدء تنفيذ العقوبات دفعة واحدة.

 يستبعدون الحرب في لبنان..

استبعد بعض المسؤولين في لبنان نشوب أي حرب على أراضيه، إذ أكد رئيس حزب (التوحيد العربي)، “وئام وهاب”، على أن احتمال أن تكون هناك حرب في لبنان هو “احتمال ضعيف”، ولكن قد يكون هناك تصعيد بالساحة السورية.

كما أكد “سمير جعجع” رئيس حزب (القوات اللبنانية)، على أن لا مؤشرات لأي ضربة عسكرية ضد “حزب الله”، وفي النهاية مشكلة “حزب الله” مشكلتنا نحن كلبنانيين، لأننا لا نستطيع أن نستمر بدولتين.. “الدولة هي الحل وتبقى أفضل من وجود دولة ودويلة”.

ونشرت مجلة (إيكونوميست) البريطانية مقالاً بعنوان: (اليد السعودية في استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري)، تحدّثت فيه عن التطورات المفاجئة التي حصلت خلال الأسبوع الأخير.

مشيرة إلى أن إعلان استقالة “الحريري” حصل في الرياض وعبر شاشة سعودية، وبعد تلاوته الاستقالة، لم يعد الاتصال بـ”الحريري” سهلاً، وأصبح تحت حراسة سعودية، ويمكن أنّ يكون موقوفاً.

رسالة سعودية أميركية..

مضيفة الصحيفة البريطانية أنه: “بعد أيام توعّد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان بتطورات في لبنان”. ولفتت إلى أنّ “السعودية تريد عبر الإطاحة بالحريري، المولود في المملكة، أن توصل رسالة”، منوهة إلى أن السعودية والولايات المتحدة الأميركية دعمتا “الحريري” كثيرًا كحصن ضد “حزب الله”. وخلال فترة عهده أقرّت الموازنة هي الأولى منذ 2005، كذلك جرى التوافق على قانون للانتخاب.

لا توجد قوة تضاهي “حزب الله”..

المجلة البريطانية ذكرت أنّ الجهود الإسرائيلية لإضعاف “حزب الله”، خلال حرب 2006، انتهت بمأزق. وتحدثت أيضًا عن المعركة مع الجماعات الإرهابية، وشدّدت على أنه لا توجد أي قوة تضاهي نفوذ “حزب الله”.

أقل من تهديد..

رأى مقال (إيكونوميست): أن “حديث السعودية عن إزالة (حزب الله) يبدو أنه أقل من تهديد. حيث تغوص المملكة في حرب مع وكلاء إيران في اليمن، ويمكن ألا تتحمّل أخرى”.

معتبرة المجلة أنه “وعلى الرغم من القلق الإسرائيلي من (حزب الله)، ونمو ترسانة الصواريخ لديه، إلا أنّ تل أبيب لن تقاتل وفقًا لجدول مواعيد الرياض”.

توجد بطاقات أخرى للعب..

لا يزال لدى السعودية بطاقات أخرى لتلعبها. فمن دون دعمها المالي، سوف يكافح لبنان لكي يمنع الإفلاس، فالودائع السعودية تدعم المصارف اللبنانية ونحو 400 ألف لبناني يعملون في الخليج، يرسلون تحويلات مالية كبيرة تشكّل نحو 20% من الاقتصاد اللبناني، وتطرّقت المجلة البريطانية أيضًا إلى العقوبات المالية الأميركية ومؤتمر المانحين الذي من المرجّح أن يؤجّل.

لا بوادر لحرب جديدة..

فيما رأت صحيفة (هاأرتس) الإسرائيلية، في مقال بعنوان: (لا بوادر لحرب إسرائيلية جديدة على ​لبنان​)، أنه “في آخر 11 سنة، عاشت إسرائيل في أرض من الخيال حيث أن الحروب كلها اندلعت خارج الحدود في لبنان و​سوريا​ و​العراق​ و​ليبيا​”، لافتة إلى أنه “رغم الحروب العديدة مع ​حزب الله​ وحماس، إلا أن ​حرب تموز​/يوليو تبقى الأعنف على إسرائيل بعد أن سقط أكثر من 4 آلاف صاروخ على أراضينا”.

ستكون أقوى..

أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه “رغم قساوة حرب تموز/يوليو، إلا أن الحرب المقبلة لن تكون كسابقاتها، إذ أن جميع التقديرات تشير إلى أن ترسانة (حزب الله) تحوي على 100 ألف صاروخ”، معتبرة أنه “وإن كان هذا الرقم غير دقيق، إلا أن الأكيد أن حزب الله بات مسلحاً بشكل جيد والأهم من ذلك أن العديد من صواريخ الحزب بات يحمل رؤوساً حربية أكثر قوة وأكثر دقة من عام 2006، إضافة لحيازة الحزب لطائرات بدون طيار لديها القدرة على الهجوم بالاضافة لصواريخ بر – بحر”.

تدمير الاقتصاد الإسرائيلي..

أشارت الصحيفة العبرية كذلك إلى أن “نقاط ضعف إسرائيل تكمن في الناحية الجغرافية، إذ أن إسرائيل بلد صغير لا توجد فيه مناطق نائية، مما يعني أن مرافق الطاقة والمياه تتركز في مناطق صغيرة، كما أن الطاقة تولّد في موقعين فقط، ويوجد حقل غاز واحد في البحر، وجزء كبير من صادراتنا يتم من محطة صناعية واحدة، وبالتالي أهدافنا واضحة يمكن تدميرها، وبالتالي تدمير الاقتصاد الإسرائيلي”.

لكن الصحيفة تختم بأن “حزب الله، وإسرائيل وإيران لا يرغبون بإشعال حرب الآن وهذه الحرب لن تكون بمصلحة أحد، وبالتالي الجميع سيعمل لعدم الوصول إلى حرب لأنها ستكون بالتالي مدمرة”، وتستخلص القول: “لا بوادر لحرب إسرائيلية جديدة على لبنان”.

كشف الوجه الحقيقي لـ”حزب الله”..

في مقابلة مع القناة السابعة الإسرائيلية، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي “كاتس” إنّ “ما حصل مع الحريري كشف الوجه الحقيقي لحزب الله، وما نقوله نحن وكل العالم يراه الآن هو أن الحريري كان غطاءً، وعملياً لبنان هو حزب الله، وحزب الله هو إيران، ونحن نرى ذلك على أنه خط أحمر”.

وحول سؤاله، ما إذا كان يؤيد “عمليات وقائية مضادة” على غرار ضربات جوية تستهدف “حزب الله”، قال “كاتس”: “نحن لا نتحدث عن أمور كهذه، لكن إسرائيل لديها قدرات عسكرية، إضافة لذلك هناك انفتاح في العالم كي يفهم، على ضوء ما حصل مع الحريري، بأن ليس هناك لبنان، يوجد حزب الله، ولذلك العقوبات على لبنان يجب أن تكون شديدة وبالأساس لتجريد حزب الله من سلاحه. أنا أعتقد بأنه يمكن إزالة هذا التهديد وتحقيق الهدف”.

تشغيل خلايا..

صحيفة (معاريف) الإسرائيلية ذكرت أنّ السبيل الوحيد المتوفر أمام السعودية للرد على “حزب الله” هو “تشغيل خلايا” تضمّ لبنانيين أو أجانب لتنفيذ عمليات ضد أهدافه في لبنان.

ثلاثة أهداف إسرائيلية..

قال محلل الشؤون الأمنية في الصحيفة، “يوسي ملمان”، إنّ “رؤية واستراتيجية إسرائيل في هذه الأيام تقتصر على ثلاثة أهداف، وهي مواصلة الحفاظ على الهدوء عند الحدود اللبنانية، عدم إثارة استفزازات من الممكن أن تؤدي إلى تصعيد وحتى إلى حرب جديدة مع حزب الله، وفي الوقت نفسه بذل كل مسعى سري لا يترك أثراً لإضعاف قدرات حزب الله العسكرية”.

ليست عفوية..

أكد “ملمان” على أنّ “الاعتقاد السائد في شعبة الاستخبارات والموساد، يفيد أن أزمة استقالة الحريري ليست عفوية، والتقدير هو أن هذه الخطوة خُطّط لها سلفاً من قبل السعودية، في إطار الصراع الدائر بين المملكة وإيران على الهيمنة في الشرق الأوسط وعلى العالم الإسلامي”.

مشيراً إلى أن الخبراء في “إسرائيل” وفي الغرب يعتقدون أن السبيل الوحيد المتوفر أمام السعودية للرد على “حزب الله”، هو “تشغيل خلايا” تضم لبنانيين أو أجانب لتنفيذ عمليات ضد أهداف في لبنان. لافتاً إلى أن “عمليات كهذه من المتوقع بالطبع أن تؤدي إلى ردود مضادة من قبل حزب الله وتدهور الوضع في لبنان” .

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب