خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
يبدو أن الإصلاحيون الذين تركوا المجال في الانتخابات البرلمانية، بدورتها الحادية عشر، للتيار المنافس، يسعون إلى تذوق طعم الفوز في الانتخابات مجددًا؛ كلما اقترب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، في حزيران/يونيو المقبل.
لذلك نهضوا بتشكيل بناء توافقي باسم: (الجبهة الإصلاحية الإيرانية) لاتخاذ خطوات للأمام. لكن تبقى الخطوات الأهم مثل التقييم الاجتماعي والثقة المفقودة، وكذلك اختيار مرشح الحد الأقصى.
ويعتقد الكثيرون أن، آية الله “حسن الخميني”، قد يكون مرشح بناء الثقة بالنسبة لـ”التيار الإصلاحي”. يقول “فيض الله عرب سرخي”، الناشط السياسي الإصلاحي: “شخصيات مثل السادة: محمد خاتمي أو حسن الخميني، من جملة الشخصيات القادرة على كسب إجماع الإصلاحيين. كذلك فإن بمقدورهم، وفق خبراتهم السابقة، مخاطبة المجتمع وإثراء المجتمع”. بحسب “حميد شجاعي”، في صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.
الإصلاحيون ومرشح بناء الثقة..
بعض مواقف الحكومة المثيرة للنقد، لاسيما على صعيد الأزمة الاقتصادية التي أثرت على معيشة المواطن، وهيأت مجالات الاستياء الشعبي، ووضعت الحكومة في أزمة إنهيار الشعبية الاجتماعية.
وقد شملت تداعيات هذه النظرة، “التيار الإصلاحي”، على خلفية دعم الحكومة وتهدد بإنهيار الشعبية الاجتماعية لـ”التيار الإصلاحي” أيضًا.
لكن لطالما شدد الإصلاحيون على مسألة العمل والتخطيط لاستعادة الاستثمار الاجتماعي؛ تمهيدًا للمشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لذلك يؤكد عموم الإصلاحيين على ضرورة الحوار الصادق وإقناع المواطن لاستعادة الثقة العامة. كما فعل السيد، “محمد خاتمي”، رئيس الحكومة الإصلاحي، حيث قدم رسالة مختلفة، بمناسبة أعياد “النيروز”، وفيها: “يتعين على الجميع الإعتذار من الشعب. وأنا أعتذر للشعب عن كل العيوب في أدائي”.
والبعض يعتقد أن الحوار مع الشعب ضروري، لكنه غير كافٍ وأن بمقدور الإصلاحيين تقديم برامج ترتكز إلى العمل وترشيح خيارات تكون؛ أولًا: ذات خلفية بيضاء لم تترك ذكريات سيئة في أذهان الجماهير.
ثانيًا: قادرة على كسب ثقة وأصوات الجماهير.
والمقطوع به أن من بين الأسماء المطروحة، خلال الأشهر الأخيرة، للمنافسة في الانتخابات، اسمان قادران على كسب ثقة المواطنين وأصواتهم، وإشعال أجواء المنافسات الانتخابية.
وفي هذا الصدد فإن أهم الخيارات التي يمكن الإشارة إليها، آية الله “حسن الخميني”، حفيد مؤسس الثورة، والذي يحظى بمكانة شعبية عالية، وهو نقطة التقاء التيارات الثلاث: “الإصلاحية، والأصولية، والأصوليين المعتدلين”، وقد يمثل مصدر لإتساع رقعة الوفاق الوطني، وكذلك قاطرة مشروع الإعتدال السياسي والتنمية القوية. لذلك يبدو أنه أحد الخيارات الإصلاحية.
ورغم أنه يرفض، حتى الآن، الترشح في الانتخابات، لكن ربما تحدث تطورات أخرى خلال الشهرين المقبلين.
خطوة باتجاه الوحدة..
يضيف “فيض الله عرب سرخي”: “حصل البناء التوافقي المعروف: بـ (الجبهة الإصلاحية الإيرانية)، على موافقة المراجع الرسمية بالدولة، وهو في الحقيقة بديل عن مجلس تنسيق جبهة الإصلاح، والمجلس الأعلى للتخطيط. والملاحظة الأولى، بعد دمج المجلسين في كيان واحد يضم 31 حزبًا وتبني آلية أنسب من الأساليب السابقة، هي اختيار عدد 15 شخصية من عناصر التيار الإصلاحي وتشكيل لجنة مركزية، وتحسين عملية العمل التنظيمي بين الإصلاحيين وتزيد من كفاءة العمل في رأيي. وعليه فالمهم أننا اتخذنا خطوة باتجاه الوحدة”.
وتعليقًا على اختيار، السيد “حسن الخميني”؛ وكسب ثقة الجماهير للإقبال على صناديق الاقتراع، يستطرد: “للشعب مطالب يجب على المرشح أن يراعي هذه المطالب في برنامجه الانتخابي، وأن يتمتع بالخبرات اللازمة، بحيث يحوز ثقة الجماهير حين التحدث إليهم والإستماع إلى مطالبهم. لذلك فالأداة المثلى لإقناع الجماهير هي تلبية هذه المطالب. ويسعى كل فصيل إلى اختيار المرشح المناسب وطرح برامج مناسبة، بحيث يحوز هذا المرشح بالنهاية ثقة الجماهير. وبرأيي فإننا نُعد الخطوات الأولى لهذا البرنامج ونسعى لاختيار المرشح المناسب والبرنامج الذي يلبي المطالب”.