25 أبريل، 2024 5:07 ص
Search
Close this search box.

استبعاد المشاركة العراقية .. المقترح القطري بإنشاء “تحالف خماسي” .. تحرك عبثي منعدم فرص النجاح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني : 

في محاولة للهروب من العزلة، أفادت تقارير إخبارية عراقية وإيرانية بأن “النظام القطري” عرض على السلطات في “بغداد” التحرك لإنشاء تحالف من خمس دول، يكون له دور في المنطقة، بينما دعا رئيس العراق، أمس الأول من “طهران”، إلى إنشاء نظام إقليمي جديد.

والدول الخمس التي أشارت لها التقارير، هي “قطر والعراق وسوريا وإيران وتركيا”.

ونقلت وكالة أنباء (إيرنا) الإيرانية، عن تقارير عراقية قولها: “إن وزير الخارجية القطري عرض خلال زيارة له إلى بغداد تشكيل ائتلاف من خمس دول، يضم العراق وإيران وقطر وتركيا وسوريا”.

وكان مصدر سياسي رفيع المستوى، قد كشف لـ (الغد برس)، يوم الأحد الماضي، عن تشكيل “تحالف خماسي” لمواجهة الحرب بين “موسكو” و”واشنطن” بمشاركة “العراق”.

وقال المصدر إن: “العقوبات الأميركية على إيران دفعت روسيا إلى طرح فكرة لتشكيل تحالف عربي ـ دولي عسكري ـ اقتصادي لمواجهة الحرب العالمية العسكرية ـ الاقتصادية القادمة بين واشنطن وحلفاؤها وموسكو وحلفاؤها”.

وربطت الوكالة الإيرانية التحرك القطري بالعزلة التي تواجهها “الدوحة”، جراء الأزمة الخليجية.

دعا لإنشاء نظام جديد بالمنطقة..

في الوقت ذاته؛ دعا الرئيس العراقي الجديد، “برهم صالح”، السبت الماضي، خلال أول زيارة رسمية له لـ”إيران”، إلى إنشاء “نظام جديد في المنطقة”.

وبحسب الإذاعة الرسمية الإيرانية، قال “صالح”، خلال مؤتمر صحافي في “طهران”: “حان الوقت لنظام جديد في المنطقة يلبّي مصالح جميع الدول فيها”.

ورغم أن الرئيس العراقي أكد على إعتقاده “بأن لدى إيران دورًا مهمًا لتلعبه في هذا النظام الجديد”، إلا أن حديثه لم يتضح بعد، ما إذا كان مرتبطًا بالتسريبات التي تتحدث عن “تحالف خماسي” في المنطقة.

ويأتي هذا المقترح بإنشاء “تحالف خماسي”؛ بين “قطر وإيران وتركيا وسوريا والعراق”، في ظل استمرار “الأزمة القطرية”، التي دخلت عامها الثاني، بعد أن أعلنت دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب: “السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر”، في الخامس من حزيران/يونيو 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية مع “قطر” بسبب تعاونها مع “إيران”، ودعمها للتنظيمات الإرهابية، وهو ما تتنصل منه “الدوحة” حتى الآن، فيما آثرت دولة “الكويت” ممارسة دور الوسيط العربي لإنهاء الخلاف الخليجي.

محاولات للبحث عن بدائل..

ومنذ اندلاع المقاطعة مع دول الجوار؛ شرعت “قطر” في توطيد علاقاتها الخارجية مع العديد من الدول الأوروبية في إطار محاولاتها للبحث عن بدائل جديدة، وذلك من خلال الجولات الخارجية للأمير، “تميم بن حمد”، وإبرام الاتفاقات التجارية والاستثمارية، وعقد الصفقات العسكرية وتوقيع مذكرات التفاهم مع دول عدة؛ من أهمها “الولايات المتحدة الأميركية” و”بريطانيا” و”فرنسا”، و”ألمانيا”، و”إيطاليا”، فضلًا عن تعزيز أواصر التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين “قطر” وكل من؛ “تركيا” و”إيران” باعتبارهما أول الداعمين لـ”الدوحة” في أزمتها مع دول الجوار.

كما يأتي هذا المقترح؛ بينما تسعى “الولايات المتحدة الأميركية”، لإنشاء “تحالف الشرق الأوسط الجديد” أو ما يسمى بـ (الناتو العربي)، والذي يضم دول “مجلس التعاون الخليجي” الست، بما فيها “قطر”، إلى جانب “مصر والأردن”.

كتل عراقية ترفض المقترح..

وأثار الاقتراح القطري الرفض في أوساط العديد من الكتل السياسية العراقية.

وكان أبرز المستنكرين (تحالف سائرون)، بقيادة “مقتدى الصدر”، حيث قال النائب عن التحالف، “علي غاوي”، إن (سائرون) يرفض دخول “العراق” بأي محور إقليمي مهما كان، مشددًا على ضرورة أن تبقي بلاده على علاقات متوازنة مع دول الجوار.

كما استنكر (المحور الوطني)، الذي يضم القوى السياسية السُنية في “العراق”، المقترح القطري، حيث اعتبرت القيادية في التحالف، النائب “إنتصار الجبوري”، أن على “العراق” البقاء بعيدًا عن المحاور الدولية والإقليمية.

وتعتبر هذه الإستنكارات حجر الأساس في التصدي للمقترح القطري، الذي قد لا يرى النور دون مشاركة “العراق” فيه.

ومن جهته؛ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي” إنه: “لا توجد لديه معلومات كافية في هذا السياق”، بحسب وكالة (تسنيم) الإيرانية.

تحرك عبثي.. فرص نجاحه منعدمة !

وإلى جانب رفض كتل سياسية عراقية بارزة لهذا المقترح، إلا أن التحالف الذي تسعى “قطر” لتشكيله ما زال يواجه عراقيل أخرى، أبرزها الرفض الأميركي المتوقع لأي تكتل إقليمي يشمل “إيران”، الخاضعة لعقوبات، بالإضافة إلى الخلاف بين “تركيا” و”نظام الأسد”، وهو ما قد تتوسط “الدوحة” لإنهائه.

ومع أن المتابعين للتدافع السياسي بالمنطقة لا يستبعدون تحركًا قطريًا من هذا القبيل، إلا أنهم يؤكدون أن فرص نجاح مثل هذا التحرك تكاد تكون منعدمة بفعل العوامل الجيوسياسية.

ويؤكد هؤلاء أن تزامن التحرك، إن صح، مع الحملة التي تقودها الإدارة الأميركية لعزل “إيران” دوليًا، يجعل منه “تحركًا عبثيًا”، خاصة أن “الولايات المتحدة” هي التي تتولى حماية “قطر” من خلال “قاعدة العُديد” العسكرية.

ويضيف المتابعون: أن “الجو العام أيضًا في المنطقة، والذي يشير إلى محاولة العراق النأي بنفسه عن سياسة المحاور والتصالح مع عمقه العربي، يجعل من إنخراط بغداد في مثل هذا المشروع أمرًا مستبعدًا”.

غير قابل للتطبيق عمليًا..

وفي هذا الصدد؛ علق “محمد محسن أبوالنور”، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، قائلاً إن التحالف قابل للتطبيق نظريًا على الورق؛ بحكم العلاقات المتصاعدة التي تربط أغلب أطراف المعادلة الخمسة، لكن عمليًا على أرض الواقع غير قابل للتطبيق لعدة أسباب.

وأضاف “أبوالنور” أن أول هذه الأسباب وجود تناقضات بنيوية غير مرئية بالعين المجردة بين أكثر الدول تحالفًا في هذا “الخماسي”، وعلى رأسها “إيران وتركيا” من جهة، و”تركيا والعراق” من جهة أخرى، و”تركيا وسوريا” من جهة ثالثة، وبالتأكيد “قطر وسوريا” رابعًا، لافتًا إلى أنه لا يمكن لهذه التناقضات أن تذوب لمجرد رغبة من إحدى الدول في التحالف.

وأشار إلى غياب القبول الإقليمي، الذي من المؤكد أنه لن يرضى بإنشاء أي تحالف بين هذه الدول على أسس عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، فضلًا عن عدم وجود الرغبة الدولية، بمعنى أن الدول الكبرى ترفض من الأساس سياسة الأحلاف والتكتلات، ولا تريد العودة بالإقليم إلى خمسينيات وستينيات القرن العشرين.

وردًا على سؤاله حول تأثير هذه الفكرة على العلاقات “السعودية-العراقية”، قال “أبوالنور”: “لا أعتقد بتأثير طرح الأفكار على العلاقات السعودية بأي من أطراف المعادلة”، منوهًا إلى أن الاختلافات العميقة بين الدول الخمس تُصعب من فكرة قبولها أو إقبالها على تطبيق المقترح، خاصة أنها تعاني من عدم تطابق في الرؤى حيال أغلب الملفات في الإقليم.

الأقطاب الإقليمية تحاول استغلال الأطراف العربية..

ومن جانبه؛ رأى الباحث في العلاقات الدولية، “سالم اليامي”، إن المستفيد من المقترح القطري هي الأقطاب الإقليمية التي تحاول استغلال الأطراف العربية، مضيفًا أن “الدوحة” تريد أن ترهن نفسها للإرادة الإيرانية والتركية عبر البوابة العراقية، مشيرًا إلى أن المستفيد من المقترح القطري ليست “الدوحة” نفسها.

وأشار إلى أن “الدوحة” تسعى للخروج من مأزق المقاطعة العربية بتحالفات جديدة، مؤكدًا على أن “الدوحة” تقدم نموذجًا لـ”العمى السياسي”.

وأوضح أن هناك محاولة لإنقاذ الجانب الإيراني عبر البنوك والتصدير والاستيراد، عبر البوابة العراقية.

وأكد أن الظرف العراقي من أصعب الظروف لجوارها الجانب الإيراني، مشيرًا إلى أن المطلوب الإبتعاد عن الأحلاف والإلتزام الدولي ورفض التحالفات المشبوهة التي ستفتت المنطقة وتزيد الصراعات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب