20 أبريل، 2024 3:01 م
Search
Close this search box.

استباقًا لزيارة “بومبيو” .. تحذيرات “بيونغ يانغ” ترد على تعنت “واشنطن” في رفع العقوبات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة مفاجئة تمثل أول تهديد من جانبها، حذّرت “كوريا الشمالية”، السبت 3 تشرين ثان/نوفمبر 2018، من أنها قد تنعش سياسة الدولة التي تهدف إلى تعزيز ترسانتها النووية إذا لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.

وأصدرت وزارة خارجية “بيونغ يانغ”، مساء الجمعة الماضي، بيانًا وسط شعور بـ”عدم الإرتياح” بين “واشنطن” و”سيول”؛ بشأن استخدام العقوبات والضغط من أجل جعل “كوريا الشمالية” تتخلى عن برنامجها النووي، حسب ما ذكرت صحيفة (آي. بي. سي).

البيان هدد بأن “كوريا الشمالية يمكن أن تعيد سياستها، (بيونغ غين)، إلى تطوير قوتها النووية وتطورها الاقتصادي في نفس الوقت، إذا لم تغير الولايات المتحدة موقفها”، وأضاف: أن “تحسين العلاقات والعقوبات أمر غير متوافق، تعتقد الولايات المتحدة أن عقوباتها وضغطها المتكرر سيؤدي إلى نزع السلاح النووي، لا يمكننا المساعدة في الضحك على مثل هذه الفكرة الحمقاء”.

وشدد على أنه “إذا استمرت الولايات المتحدة في التصرف بغرور دون إظهار أي تغيير في موقفها، بينما فشلت في فهم مطلبنا المتكرر بشكل صحيح، فإن كوريا الديمقراطية قد تضيف شيئًا واحدًا إلى سياسة الدولة لتوجيه كل الجهود للبناء الاقتصادي الذي تم تبنيه في نيسان/أبريل الماضي”، مشيرًا إلى ظهور كلمة “بيونغ غين” مرة أخرى، وتعني “التقدم المزدوج”، في إشارة إلى “كوريا الشمالية” باسمها الرسمي، “جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”.

لن تتخلى عن المفاوضات..

ووسط هذه التهديدات لم تشر “بيونغ يانغ” إلى التخلي عن المفاوضات النووية الجارية مع “الولايات المتحدة”، لكنها اتهمت “واشنطن” بعرقلة إلتزامات قمة، حزيران/يونيو الماضي، في “سنغافورة” الهادفة إلى شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية، دون أن توضح كيف ومتى سيحدث.

لقاء قريب بين الجانبين..

بدوره؛ أعلن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، عن لقاء قريب في “نيويورك” هذا الأسبوع مع كبير مساعدي الزعيم الكوري الشمالي، “كيم جونغ-أون”، في خطوة أخرى نحو إصلاح العلاقة بين “واشنطن” و”بيونغ يانغ”.

قائلاً، في مقابلة تليفزيونية مع شبكة (فوكس نيوز) الإخبارية، أمس، أنه سيلتقي الجنرال، “كيم يونغ-شول”، لكنه لم يوضح في أي يوم تحديدًا سيلتقي هذا المسؤول الذي وصفه بأنه “نظيره” الكوري الشمالي.

وأشار “بومبيو” إلى أنه “ليس قلقًا” من التحذير الذي وجهته “بيونغ يانغ”، وأعلنت فيه أنها تفكر “جديًا” في العودة إلى إستراتيجيتها السابقة القائمة على تطوير ترسانتها النووية.

ويرجح أن يعقد “بومبيو” اجتماعه مع المسؤول الكوري الشمالي منتصف الأسبوع، بالنظر إلى أن يومي الاثنين والثلاثاء تطغى عليهما انتخابات منتصف الولاية التشريعية.

وأضاف الوزير الأميركي: “ستكون لدينا مناسبة جيدة لمواصلة النقاش حول نزع السلاح النووي” لكوريا الشمالية.

ويعتبر الجنرال، “كيم يونغ-شول”، كبير مساعدي الزعيم الكوري الشمالي، وهو المحاور الرئيس لـ”واشنطن” منذ استئناف “الولايات المتحدة” حوارها مع “كوريا الشمالية”.

وسبق للجنرال الكوري الشمالي أن التقى، في الربيع، “بومبيو”، قبل أن يستقبله الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في “البيت الأبيض”.

وقبل هذا اللقاء نقل الجنرال “كيم” رسالة لـ”ترامب” من الزعيم الكوري الشمالي، وذلك قبل أيام من القمة التاريخية التي جمعت الزعيمين في “سنغافورة”، في 12 حزيران/يونيو الماضي.

المفاوضات السابقة لم تحرز أي تقدم..

ووقع “كيم” و”ترامب”، خلال قمتهما التاريخية تلك، إعلانًا مبهمًا حول نزع السلاح النووي، غير أن المفاوضات لم تحرز أي تقدم ملحوظ منذ ذلك الحين.

وترفض “الولايات المتحدة”، التي تتصدر الجهود الدولية المبذولة منذ 2017، للضغط على الاقتصاد الكوري الشمالي، تخفيف العقوبات عن النظام الكوري الشمالي طالما أنه لم يقم بـ”نزع السلاح النووي بصورة نهائية، ويمكن التثبت منها بالكامل”.

واتهمت “بيونغ يانغ”، الأميركيين، بإتباع “أسلوب عصابات” بمطالبتها بنزع سلاحها النووي من طرف واحد بدون أن يقدموا تنازلات في المقابل. واتهمت وسائل الإعلام الرسمية، الشهر الماضي، “واشنطن”، بلعب “لعبة مزدوجة”، منتقدة “ترامب” ضمنًا لقوله إن “كوريا الجنوبية” لن ترفع العقوبات التي تفرضها على الشمال بدون موافقة “واشنطن”.

وقبيل أول قمة له مع الرئيس الكوري الجنوبي، “مون غاي إن”، في نيسان/أبريل الماضي، قال “كيم” إنه: “يتعين على البلاد أن تحول تركيزها إلى التنمية الاقتصادية، حيث أن سياسة (بيونغ غين) حققت نصرًا عظيمًا”، كما أعلن أن “كوريا الشمالية” ستوقف تجارب الصواريخ النووية بعيدة المدى.

وقامت “كوريا الشمالية” بتفكيك موقع التجارب النووية، في آيار/مايو الماضي، لكنها لم تدع خبراء مراقبة الحدث للتحقق منه.

القوى المعادية..

وأستبق زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، التحذيرات، بالتعبير، الخميس الماضي، عن إمتعاضه من العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، منتقدًا ما أسماها “القوى المعادية” لمحاولتها خنق جهود بلاده الرامية إلى تحسين مستوى معيشة الشعب والتطور.

وجاء اتهام “كيم” للدول المعادية أثناء زيارة تفقدية قام بها إلى موقع إنشائي سياحي بمنطقة “ونسان كالما” على الشريط الساحلي الشرقي لـ”كوريا الشمالية”.

ونقلت (وكالة الأنباء المركزية الكورية  الشمالية)، عن “كيم”، قوله: “إن القوى المعادية مازالت تظهر رغبة جامحة في فرض عقوبات طاحنة لإعاقة مسيرة التطوير وتحسين مستوى معيشة الشعب، من أجل دفعنا للإنصياع والخضوع لها”.

مضيفًا أنه: “سيتأتى لهم مع مرور الوقت معرفة الكيفية التي نجحت من خلالها بلادنا مئات المرات، في بناء قوتها التي استمدتها من دحر الصعاب لتتحول إلى دولة قوية اعتمادًا على عزمها وأسلوبها التقني وجهودها الذاتية”.

وأوضح الزعيم الشمالي إن “نجاح المشروعات الإنشائية الضخمة على شاكلة هذا المشروع السياحي، سيكون لها أثرًا سلبيًا على ما تطمح إلى تحقيقه القوى المعادية”.

وكان “كيم” قد وجه انتقادًا مماثلاً للعقوبات الدولية المفروضة على بلاده، في شهر آب/أغسطس الماضي، خلال زيارة مماثلة للموقع نفسه، ووصف خلالها تربص “واشنطن” لفرض العقوبات على بلاده بأنه أشبه بممارسات “رجال العصابات”.

ويرى المراقبون أنه يمكن قراءة انتقاد “كيم” الآخير للعقوبات؛ على أنه محاولة من الزعيم الشمالي لتحديد لهجة الخطاب أثناء المباحثات رفيعة المستوى التي يتوقع عقدها بين “بيونغ يانغ” و”واشنطن” هذا الأسبوع.

ردًا على تعنت واشنطن في رفع العقوبات..

المتخصص في الشؤون الآسيوية، الدكتور “وائل عواد”، يقول: إن “تلويح كوريا الشمالية بالعودة لاستنئاف نشاطها النووي، لا يعني فشل المفاوضات مع الولايات المتحدة، ولكنه ردًا على تعنت واشنطن في رفع العقوبات، معتقدةً أنها بذلك يمكنها الضغط على، بيونغ يانغ، لتفكيك كل الأسلحة النووية، وهذا مستحيل”.

وحول إمكانية تراجع “واشنطن” عن موقفها؛ بعد التصعيد الكوري الشمالي، اعتبر أن “هذا التصعيد كان مقصودًا قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى بيونغ يانغ، للتباحث قبل قمة الزعيمين المقبلة، فضلاً عن إرسال رسالة قوية اللهجة للإدارة الأميركية، فحواها أن سياستكم فاشلة، ولابد من تغييرها، حال أرادت واشنطن أن تبقي كوريا الشمالية بعيدة عن التجارب النووية”.

وعن إمكانية عقد اتفاق سلام بين الكوريتيين، دون “الولايات المتحدة”، أوضح “عواد”؛ أن “رئيس كوريا الجنوبية يدرك تمامًا إجراءات بناء الثقة مع جارته تؤدي إلى الوحدة بين الكوريتيين، وقد إتخذ خطوات جريئة في هذا الإطار، بدءًا من إزالة الألغام، مرورًا بمد خطوط السكك الحديدية، وصولاً للاجتماعات المتكررة بين زعيمي البلدين”.

جزء من الحرب التجارية على “بكين”..

في سياق متصل؛ قال “أبوبكر أبوالمجد”، المتخصص في الشؤون الآسيوية، إن “الولايات المتحدة الأميركية تلاعب كوريا الشمالية، في ظل إرتهان ملف الكوريتين، بوضع العلاقات “الصينية-الأميركية”، لذلك يمكن قراءة مماطلة واشنطن الحالية في رفع العقوبات عن بيونغ يانغ، كجزء من الحرب التجارية مع بكين”.

الدفع مقابل الحماية..

وفيما يخص المقابل الذي يفترض أن تتحمله “واشنطن”؛ أمام نزع السلاح النووي الكوري الشمالي، تحدث بأن “ترامب يرى أن الولايات المتحدة هي حامية هذا السلام في هذا العالم بأكمله، لذلك على الجميع أن يدفع مقابل هذا السلام لواشنطن، وهذه السياسة التي يتبعها ترامب في شبه الجزيرة الكورية، والخليج العربي، والمعروفة بالدفع مقابل الحماية”.

لن تلجأ لغير أميركا..

وعن إمكانية تعويل الكوريتان على دولة عظمى أخرى بديلاً عن “أميركا” في اتفاق السلام، أكد “أبوبكر أبوالمجد”، أن”كوريا الجنوبية تبحث عن سلام حقيقي، وبدأت العمل على محاور الاستثمارات والتأخي مع جارتها، فليس من مصلحة البلدين قيام حرب بينها، ولذلك يصرح ترامب دائمًا أن كوريا الجنوبية لن تستطيع أن تتخذ قرارًا خاصًا بالسلام، دون رغبة أميركا، مما يعني أن دخول دولة غير أميركا، على سبيل المثال روسيا أو الصين، يحتاج لاستمرار كوريا الجنوبية في سياسة التعقل الحالية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب