كتب عمر علي : الازمات المتعاقبة التي عصفت بحكومة حيدر العبادي منذ تسنه رئاسة الوزراء في الــ 11 من اب 2014 شغلت كثيرا الشارع العراقي حتى توالت الاعتصامات والمظاهرات قبيل نحو 90 يوما احتجاجا على تردي الخدمات واستشراء الفساد الاداري والحكومي .
اخر الازمات والمتمثلة بتعرض العاصمة بغداد ومدن اخرى لفيضانات عارمة لربما قد تكون خاتمة الايام لديمومة حكومة حيدر العبادي الذي ينتمي لحزب الدعوة والذي هدد بدوره لسحب الثقة عن العبادي لاجراء اصلاحات بمحاربة الفساد .
الشعب العراقي فقد الثقة بحكومة العبادي
المختص في الشؤون السياسية عبد الامير العبودي ، وصف الحكومة العراقية بــ “العاجزة” عن الايفاء بتوفير الخدمات الضرورية للموطن العراقي ، منوها الى ان ازمة الامطار ليست جديدة في البلاد فهي لم تؤثر سلفا على حكومة نوري المالكي .
وتحدث العبودي ، لشبكة رووداو الاعلامية قائلا: “رئيس الحكومة حيدر العبادي تعرض لانتقادات واسعة بشأن التدهور الامني والسياسي الذي حل بالبلاد لكنه تمكن من تجاوز تلك العقبات”.
وتوقع كذلك بأن “العبادي سيتجاوز ازمة الامطار رغم الانتقادات الكبيرة التي يتعرض اليها حاليا”.
ووصف العبودي حكومة العبادي بأنها “ضعيفة وغير قادرة على محاربة الفساد الاداري المتسبب الرئيس بازمة مياه الامطار التي ضربت البلاد حاليا”.
وتحدثت منى احمد ، موظفة حكومية في العاصمة بغداد ، تحدثت لشبكة رووداو الاعلامية قائلة : “ازمة الامطار في بغداد كشفت حجم الفساد المستشري في حكومة العبادي”.
واضافت : ازمة الامطار البسيطة قد تؤدي لكشف ملفات الفساد في الدوائر الخدمية . مؤكدة : “المواطن البغدادي فقد الثقة تماما بحكومة حيدر العبادي”.
وصاحب مياه الانطار التي غطت اغلب شوراع العاصمة بغداد انقطاع التيار الكهربائي عن اغلب احياء العاصمة وتعطل خدمة الاتصالات الهاتفية . كما لقي نحو اربعة اشخاص مصارعهم في مخيم للنازحين بمنطقة ابي غريب ( 20 كم غرب العاصمة بغداد) .
اصلاحات العبادي وازمة الامطار تحديان لثقة الشعب
ومنذ انطلاقة المظاهرات الاحتجاجية في بغداد ومدن عراقية وسط وجنوب العاصمة اواخر اب / اغسطس الماضي ، واجهت حكومة حيدر العبادي تحديات جمة امام مطالب شعبية لمتظاهرين غصت بهم ساحة التحرير وسط بغداد والعديد من المدن العراقية .
وتفاديا للازمة الانية وافق رئيس الوزراء حيدر العبادي ، اليوم الخميس ، على توصيات خلية ادارة الازمات المدنية حول معالجة اوضاع مخيمات النازحين نتيجة الامطار الغزيرة.
وبحسب بيان لرئاسة الوزراء: “قد باشرت الفرق المختصة وبالتعاون مع الهلال الاحمر بتامين اكثر من الفي خيمة والاف المفروشات والاغطية لاستبدال التالف منها. وهيأت وزارة النقل اسطولا من الناقلات من شركاتها لتامين ايصال تلك المواد كما وفرت وزارة الهجرة والمهجرين المستلزمات الاغاثية”.
وادت الامطار الغزيرة التي ضربت العاصمة بغداد وضواحيها منذ أمس الاربعاء الى التسبب بغرق العديد من المناطق والاحياء ما اجبر الحكومة العراقية لاعتبار اليوم الخميس عطلة رسمية للدوائر الحكومية .