26 أبريل، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

ارتفعت معدلاتها إلى 60% .. “زواج القاصرات” ظاهرة تنهش المجتمع اليمني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يدفع أطفال “اليمن” ثمن الحرب وقسوتها، ومن أسوأ أوجه هذا الثمن أن الأوضاع الاقتصادية لأغلبية المواطنين تدهورت للغاية، لذا وجدت كثير من العائلات أنها مضطرة إلى القبول بتزويج أطفالهن في أعمار مبكرة للغاية، لدرجة أنه في بعض الأحيان يكون عُمر العروس إلى 3 أعوام، ويدفعهم إلى ذلك التخوف من عدم التمكن من إعالتهن أو أن أسرة الزوج التي تكون في الغالب ميسورة الحال سوف تكون قادرة بدرجة أكبر على تلبية احتياجاتهن.

ورغم أن “زواج القاصرات” يُعتبر عادة متجذرة في المجتمع اليمني، إلا أن العمر الذي كان شائعًا لزواج الفتيات حتى قبل بداية الحرب لم يقل عن 9 أعوام، إلا أن هذا السن تراجع بدرجة كبيرة خلال سنوات الصراع الذي يكمل عامه الرابع بحلول يوم 25 من آذار/مارس الجاري.

بعض الفتيات يتزوجن في عمر الثالثة..

كشفت الناشطة الحقوقية والعضوة في منظمة (أوكسفام) الدولية، “دينا المأمون”، في مؤتمر صحافي، أن ظاهرة “زواج القاصرات”، التي عرفها المجتمع اليمني منذ زمن، ارتفعت معدلاتها بنسبة 60% منذ بداية الحرب الأهلية، وأوضحت أن هناك صعوبات تمنع تقديم بيانات رسمية في بلد يصعب الوصول فيه إلى كل الأماكن إما بسبب البُعد الجعرافي لبعض المدن أو بسبب الصراع المسلح.

وأضافت: “لقد وجدنا حالات زواج لأطفال تبلغ أعمارهن 3 أعوام، إلا أن هذه الحالات لا تزال ضئيلة، رغم أن العمر المتعارف عليه لزواج الفتيات في اليمن كان 9 أعوام”.

وأوضحت أنه في كثير من الأحيان تبقى الزوجة في منزل الأب حتى موعد نزول أول طمث، لكن لا يحدث ذلك في كل الحالات، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية في “اليمن”، التي باتت تشهد أخطر كارثة إنسانية، تدهورت للغاية بسبب تراجع قيمة العملة لدرجة أنه لم يعد هناك إمكانات اقتصادية لدى الشعب اليمني، وبات البقاء على قيد الحياة أمرًا مروعًا.

تدهور الأوضاع الاقتصادية..

يُعتبر تردي الأوضاع الاقتصادية من أبرز أسباب تفاقم مشكلة “زواج القاصرات”، رغم أنه خلال السنوات التي سبقت الحرب تزايد الوعي لدى المواطنين بخطورة هذه العادة القديمة، إلا أن الصراع غير كل شيء، وأوضحت “المأمون” أن تراجع أعمار الفتيات اللاتي يتزوجن ليست حالات فردية، وأن الظاهرة تنتشر أكثر في المجتمع.

وأشارت الناشطة ومؤسسة (منظمة فتيات الحديدة)، “داليا قاسم”، خلال المؤتمر الصحافي، إلى أن الأوضاع في مدينة “الحديدة”، الواقعة تحت الحصار، كانت سيئة، ثم إزدادت الأمور بها سوءًا مع بداية الحرب عام 2015، لافتة إلى أن المدينة تعاني من نقص الخدمات وانقطاع متكرر في التيار الكهربائي وعدم توافر مياه صالحة للشرب، وهو ما تسبب في انتشار الأمراض في ظل ندرة الأدوية.

دعوة لزيارة اليمن..

دعت “قاسم”، المهتمين بالسياسة على مستوى العالم، إلى زيارة المدينة، موضحة أن التحدث عن سوء الأوضاع مختلف تمامًا عن رؤيتها على الواقع، وقالت: “ندعو السياسيين في العالم إلى القدوم لزيارتنا كي يشاهدوا ما يحدث على الأرض”، وطالبت المجتمع الدولي بالتفاعل من أجل إنهاء الحرب.

وتستهدف “قاسم” جذب الإنتباه إلى معاناة النساء والأطفال في “اليمن”، ودق ناقوس الخطر، لذا طالبت بتضمين النساء والشباب في عملية السلام، وأوضحت أنه قبل الحرب فتح الباب أمام السيدات للحصول على حقوقهن، وكن يناضلن من أجل تحقيق أهدافهن وآمال أخرى تخص الطفولة، لكن الآن اختفى هذا النضال لذا يجب أن يبقى صوتهن مسموعًا.

وقامت “قاسم” و”المأمون” بجولة في أوروبا شملت؛ “باريس” و”بروكسيل”، من أجل التحذير من خطورة الأوضاع في بلدهن والحصول على مساعدات إنسانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب