10 أبريل، 2024 4:39 ص
Search
Close this search box.

ارتفاع حرارة الجو وانخفاض سعر العملة .. أسباب إقبال العراقيين على السفر لإيران

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تدفق السياح العراقيون على “إيران” هربًا من حرارة الصيف، لاسيما في ظل الإنقطاع المتكرر للكهرباء العراقية. فلم تعد تقتصر زيارات العراقيين على ميدنتي “مشهد” و”قم”؛ وإنما أخذت طريقها إلى المدن الشمالية. وكم كانت الزيارات الصيفية إلى الشمال، ذا الطقس المعتدل، جذابة بالنسبة للعراقيين بالشكل الذي ساهم في احتدام سوق الإيجارات ودفع المطاعم الإيرانية إلى إدارج قوائم طعام خاصة بالعراقيين.

تصدرت أخبار ارتفاع درجات الحرارة، صيف العام الجاري، صدارة وسائل الإعلام العالمية، لكن الظاهرة كانت مختلفة في “العراق” وازداد الأمر سوءً بعد قطع “إيران” الكهرباء عن “العراق”. فما كان من العراقيين إلى أن لجأوا إلى إيران هربًا من موجة الحرارة.

فزادت زيارات العراقيين إلى إيران بالقدر الذي أجبر “شركة طيران العراقية” إلى تغيير بعض مسارات رحلاتها الجوية لتلبية الطلب المتزايد على الرحلات الإيرانية. وفي هذا الصدد يقول “هادي الشيرازي”، سكرتير جمعية منظمي الرحلات السياسية الإيرانية؛ في حوار إلى صحيفة (شهروند) الصادرة عن هيئة الهلال الأحمر الإيراني: “حاليًا احتل العراقيون المرتبة الأولى من حيث الزيارة إلى إيران”.

موجة زيارة العراقيين لإيران..

استتبع إنهيار “الريال”، وحرارة الصيف، وإنقطاع الكهرباء اندلاع موجة من رحلات العراقيين إلى “إيران”. وتبلغ قيمة “الدينار” العراقي حوالي 90 ضعف “الريال” الإيراني، وهذا الموضوع جعل رحلات العراقيين إلى إيران أرخص، لكن هذه الزيارات ليست محببة إلى العراقيين لأنهم كانوا يقومون بمثل هذه الزايارت سابقًا بتكلفة أقل. مع هذا يصب هذا الموضوع في مصلحة الإيرانيين الذين يؤجرون بيتوهم للسياح العراقيين.

سياحة العراقيين في إيران غير مكلفة..

أدلى “هادي الشيرازي”؛ بتعليقات طريفة على السياحة العراقية، وقال: “جميعنا يعلم أن صناعة السياحة واحدة من أهم الصناعات المربحة في العالم. ورغم إنزواء هذه الصناعة في إيران تدريجيًا، لكن تسعدنا حتى رحلة سائح واحد لإيران.

وبالنسبة للسياحة العراقية بإيران يجب أن نعترف بتصدر العراقيين حاليًا جداول الرحلات السياحية الوافدة. لأن تكلفة زيارة إيران بالنسبة للعراقيين رخيصة جداً.. على سبيل المثال تتكلف زيارة الأوربيين أو الأميركيين لإيران، حوالي 2000 دولار، بينما لا يتكلف العراقي أكثر من 300 دولار مقابل السياحة في إيران.

العراقيون لا يذهبون للفنادق..

في الفترة (2014 – 2017) زار إيران عدد 5 مليون عراقي تقريبًا. واحتل العراقيون صدارة جدوال السياحة الوافدة إلى إيران، لكن العجيب بشأن السياحة العراقية في إيران أنهم يمثلون جزءً من السياحة غير المنظمة. والسبب أن العراقيون مستهلكون ولا يميلون للاستفادة من الخدمات المميزة للسياحة.

هم لا يسافرون في رحلات سياحية طالما يمكنهم السفر مع أسرهم حتى تكون التكلفة أقل. ويفضلون استخدام السماسرة الذين يوفرن لهم كل شيء بأسعار أرخص. ويركن معظم العراقيون إلى النزول في نُزل بدلاً من الفنادق. ومن ثم توفر السياحة العراقية للمواطن الإيراني المحلي عائد كبير أكثر مما توفره للفنادق وشركات السياحة. فلديهم محلات إقامة مخصوصة ويتفاوضون هم أنفسهم  مع سائق الشاحنات للسفر إلى إيران، وحتى في حالات التطبيب تراهم يراجعون المستشفيات بشكل مباشر دون الحاجة إلى وسيط.

وقد حاول مدراء “منظمة الميراث الثقافي” وحتى مسيولي المجتمع السياحي الإيراني التفاوض مع وزير السياحة العراقي للموافقة على مشروع تنظيم السياحة العراقية بالتعاون مع مكاتب الخدمات السياحية، لكن وكما قيل لن يأتي العراقيون إلى إيران إذا كانت التكلفة كبيرة. لقد استحالت إيران مقصدًا للسياح العراقيين منذ سنوات.

وفي السنوات التي عانت فيها السياحة الإيرانية من الانخفاض الكبير أبدى العراقيون، بزياراتهم المتكررة إلى المدن الترفيهية، امتلاك إيران للكثير من عوامل الجذب السياحي. وحاليًا سافر الكثير من العراقيين إلى إيران  وأقاموا بمدن “مشهد” و”قم” وغيرها من المدن شمال البلاد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب