9 أبريل، 2024 8:36 ص
Search
Close this search box.

ارتباطها الاقتصادي بالسعودية وأميركا يحجمها .. “مصر” تريد اللعب بالكارت الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أقدم “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، خلال السنوات الأخيرة؛ على عدد من الخطوات غير مرغوب فيها بالشرق الأوسط، وبخاصة “اليمن”، مدفوعًا بهواجس الهيمنة والسيطرة، وقد باءت هذه الخطوات بالفشل بعد فترة.

ولذلك خفضت “الإمارات”، (بسبب إحتدام الخلافات مع السعودية)، أعداد قواتها في المناطق اليمنية؛ تلاها إيفاد عدد من الدبلوماسيين للقاء المسؤولين الإيرانيين وبحث عملية تحسين العلاقات.

ثم دخلت “مصر” على الخط؛ وأرسلت إشارات إيجابية لـ”إيران” بشأن تحسين العلاقات، منها على سبيل المثال مشاركة مساعد وزير الخارجية المصري في احتفالات السفارة الإيرانية بـ”القاهرة” بذكرى انتصار “الثورة الإيرانية”، وكذلك إعلان “القاهرة” إمكانية مرور السفن الإيرانية عبر “قناة السويس”.

جعفر قناد باشي

والسؤال: هل أعربت “مصر” عن رغبتها، وكذلك “الإمارات”، تحسين العلاقات مع “إيران” عقب خسائر “بن سلمان” الإقليمية، وبخاصة في “اليمن” ؟.. وهل كانت السياسات السعودية الإقليمية بالأساس سبب ميول “مصر” و”الإمارات” تجاه “إيران” ؟. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية.

القاهرة تريد اللعب بالكارت الإيراني..

يقول “جعفر قناد باشي”، خبير شؤون الشرق الأوسط: “الإمارات بصدد تحسين العلاقات مع إيران بسبب الأزمات وارتفاع سعر الدولار وتراجع الاستثمارات الإيرانية في أبوظبي. أما القاهرة فهي ترتبط بالسعودية والولايات المتحدة؛ بسبب المشكلات الاقتصادية، ولذلك لا تُرى أي إشارات على صدق النوايا المصرية بشأن تحسين العلاقات مع إيران”.

من ثم لا يجب أن تنخدع “إيران” مطلقًا بالإشارات المصرية. لأن المصريون يبحثون عن وجه مناويء للاستعمار من خلال التقارب مع “إيران”.

وقد سبق وأن لعبت “مصر” مع “روسيا” نفس اللعبة. فقد أعلن “عبدالفتاح السيسي”؛ أثناء زيارته “روسيا”، أنه يتطلع لعلاقات تشبه علاقات “جمال عبدالناصر” مع “الاتحاد السوفياتي”، لكنه على المسار العملي إتخذ مسارًا آخر.

إنه يريد بسفره إلى “روسيا” تكذيب مقولات إرتباطه بـ”الولايات المتحدة”؛ ويبدو أن “القاهرة” تتطلع للعب بالكارت الإيراني بعدما سبق وأن لعبت بالكارت الروسي، ولذلك لا يمكن أن اعتبار الإشارات المصرية قائمة على أحداث جديدة بالشرق الأوسط.

مصر ترسل إشارات إيجابية لإيران..

بدوره يقول، “حجت الله جودكي”، سفير إيران الأسبق في القاهرة: “للدول العربية مصالح مشتركة مع بعضها، لدرجة تشابه طريقة التعاطي في توطيد العلاقات أو قطعها مع الدول الأخرى، لا سيما الجمهورية الإيرانية”.

حجت الله جودكي

على كل حال، ورغم بروز بعض الإشارات والمساعي من جانب عدد من الدول العربية؛ مثل “مصر” و”الإمارات” وتستهدف تحسين العلاقات مع “طهران”، لكن هذه الدول تتأسى في رؤاها السياسية بـ”المملكة العربية السعودية” و”الولايات المتحدة الأميركية”. ولهذا السبب يمكن أن تعتبر بعض السلوكيات، ولا سيما من جانب “جمهورية مصر العربية”؛ مسعى يهدف إلى تحسين العلاقات.

في الوقت نفسه؛ فإن طبيعة إرتباط “القاهرة” و”الرياض” تقوم على العلاقات الاقتصادية، فالمصريون بحاجة ملحة لـ”السعودية” في إطار محاولات التخلص من الأزمات الاقتصادية، وإلا فإن المصريون لا يميلون للعلاقات مع “المملكة العربية السعودية” على خلفية دعمها للتيارات السلفية والوهابية، وهو ما يتعارض تمامًا مع السياسات المصرية.

أما بالنسبة لـ”الإمارات” فإنها تتخوف من التعرض لأضرار بالغة حال اندلاع الحرب في منطقة الخليج، أضف إلى ذلك إحتدام الخلافات بين “الرياض” و”أبوظبي” في “اليمن”.

من ثم شهدت الأسابيع الأخيرة إزدياد حركة السفر الإماراتية إلى دولة “إيران” وتقديم مقترح بتحسين العلاقات.

القاهرة تريد مسك العصي من المنتصف !

على كل حال؛ هذه الإشارات وتلكم التحركات يجب أن تًفهم باعتبارها مساعي للتقارب “المصري-الإماراتي” مع “طهران”. إذ لا مفر لتلك الدول من التقارب مع “إيران” إذا كانت تريد المحافظة على مصالح شعوبها.

فـ”القاهرة” صارعت، منذ أمد بعيد، كما “إيران”، ضد تنظيم (القاعدة). لكن كانت “غزة” جزء من مشكلات “القاهرة” و”طهران”، حيث تمثل “غزة” فناءً خلفيًا بالنسبة للمصريين.

لكن ورغم ذلك؛ كبدت السياسات السعودية في المنطقة، “القاهرة”، تكاليف باهظة، ولذلك ترتبط “القاهرة”؛ فيما يخص القضايا الاقتصادية بـ”السعودية” و”الولايات المتحدة”، وبالتالي هي مجبرة على إتباع الإدارة الأميركية فيما يخص العلاقات مع “إيران”.

مع هذا؛ فقد طلبت “السعودية” مشاركة الجيش المصري في “اليمن”، لكن “القاهرة” لم تشارك، (وإن كانت عضوًا في التحالف العربي باليمن)، في هجمات دول “التحالف العربي” على “اليمن”، وإنما أعلنت بشكل سياسي دعم “السعودية” في “اليمن”. لأن الاقتصاد المصري لا يقوى على الدخول في مواجهات عسكرية، لكن بالنهاية لابد من الإعتراف بأن “القاهرة” تتطلع إلى تحسين العلاقات مع “طهران” بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة، لكنها تتفهم حقيقة أنه لا يمكن حدوث أي تغيير على هذه العلاقات طالما لم تطور “إيران” علاقاتها مع “الرياض” و”واشنطن”.

علاوة على ذلك؛ لا مفر لـ”القاهرة” من التماهي مع حلفاءها الاقتصاديين؛ حتى لو أرادات تبني سياسة مستقلة حيال “إيران”، ولذلك أحيانًا ترسل إشارات إيجابية إلى “طهران” بغرض تحسين العلاقات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب