خاص: بقلم- مصطفى السعيد:
أين إختفى نحو (450) كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصَّب بنسبة (60%)، لا إجابة حتى الآن، أميركا كانت قد أعلنت أنها دمرت المواقع النووية الإيرانية تمامًا، بما فيها موقع (فوردو)، الذي كان مُرجّحًا أن به اليورانيوم الإيراني عالي التخصّيب، لكن اتضح أن ادعاءات أميركا بعيدة تمامًا عن الصحة، وأنها لم تدَّمر سوى منشآت محدودة القيمة فوق سطح الأرض، توقعت إيران أنها ستتعرض للتدمير، فأين اختفى اليورانيوم عالي التخصّيب ؟..
لو كان قد أصيب لظهرت على الفور أشعة يورانيوم على مساحة واسعة تتخطى حدود إيران، أي أنه لم يُلحق به أي ضرر، قأين اختفى ؟.. المُرجّح أنه لن يظهر، وأنه جرى تحويله إلى ما بين (10-15) قنبلة نووية، بعد رفع مستوى تخصّيبه إلى (90%) خلال أيام في (فوردو) أو مواقع سرية أخرى، لكن يمكن لإيران أن تستفيد من مخزون بعدة أطنان من اليورانيوم المنخفض التخصيّب وترفع مستوى تخصيبه إلى (60%) وتقدمه إلى جواسيس “منظمة الطاقة الذرية” كبديل لما حولته إلى قنابل نووية.
هذا السيناريو ليس بعيدًا لأن إيران تمتلك عددًا هائلًا بآلاف من أجهزة التخصّيب المتطورة أنتجتها محليًا، وتضعها في مدن عسكرية تحت جبال شاهقة، حتى أن موقع (فوردو) من المُرجّح ألا يكون قد لحقت به إصابات، لأنه على عُمق يزيد عن (100) متر، وأقوى القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات قدرتها الوصول إلى (60) مترًا، لكن في التربة العادية، بينما موقع (فوردو) تحت جبل من الجرانيت، الأقوى بمرتين على الأقل من التربة والأحجار العادية، وهذا يجعل الطائرات الأميركية بحاجة إلى إسقاط (04) قنابل عملاقة خارقة للحصون لكي تصل إلى الموقع، وهو أمر شبه مستحيل، وحتى لو حدث فإن الموقع على شكل منحنيات، يجعل إصابة جزء منه لا يضر إلا بمساحة محدودة. وهذا يعني أن البرنامج الإيراني النووي لم يتضرر في شقه الأهم، القادر على إنتاج قنابل نووية في غضون أيام أو أسابيع قليلة مضت.
وهذا هو السبب في لجوء المحور الغربي إلى العودة للتهديدات بالعقوبات الاقتصادية المشدَّدة، وهي لا تخيف إيران كثيرًا، لأنها اعتادتها، كما أن الصين وروسيا ودول (البريكس) و(شنغهاي) في ظهرها.