خاص – كتابات :
أعلن وزير الداخلية العراقي، “عثمان الغانمي”، أمس الثلاثاء، بدء المرحلة النهائية من خطة تأمين “الأربعينية” المتمثلة بعودة الزائرين من “كربلاء” إلى محافظاتهم من دون تسجيل أي خرق أمني.
وكانت قيادة العمليات العراقية المشتركة؛ أعلنت أنّ: “خطة تأمين الزيارة الأربعينية تجري وفقًا لما هو مخطّط”. وقال المتحدّث باسم العمليات المشتركة، اللواء “تحسين الخفاجي”؛ إنّ: “وزير الداخلية ونائب قائد العمليات المشتركة ورئيس أركان الجيش؛ فضلاً عن باقي القادة الآمنيين موجودون في كربلاء للإشراف على الخطة”، وأنّ: “هناك زوارًا أجانب من مختلف دول العالم”.
وأكد رئيس هيئة (الحشد الشعبيّ)، “فالح الفياض”، خلال مؤتمر صحافيّ، أنّ: “الحشد ساهم بتعزيز أجواء تأمين الزيارة الأربعينية بانتشار واسع ومنظّم وعلى كافة الأصعد”، مضيفًا أنّ: “الزيارة أصبحت تحظى باهتمام العالم أجمع، وأنّها تُحيي قيم التضحية والتكافل التي يجد الشعب العراقيّ نفسه بأمسّ الحاجة لها من أجل إعادة بناء مستقبله”.
وأعلن قائد عمليات “بغداد”، الفريق الركن “أحمد سليم”، الإثنين، نجاح الخطة الأمنية الخاصة بزيارة “الأربعينية”، مؤكدًا استمرار الجهد من أجل إعادة الزائرين إلى مناطقهم ضمن العاصمة.
نجاح أمني بإمتياز..
ويُعد إنتهاء مراسم “الزيارة الأربعينية” بسلام، في حد ذاته؛ نجاحًا يستحق أكثر من الثناء على القوات الأمنية العراقية بكافة تشكيلاتها، وذلك أمام فعاليات جذبت ملايين الزوار من عراقيين وعرب وإيرانيين وأجانب، متوجهين الى مدينة “كربلاء”، حيث يتجمع الملايين حول القبتين الذهبيتين لمرقدي الإمام الحسين (ع) وأخيه العباس (ع)، في أكبر تظاهرة بشرية يعرفها التاريخ.
بما يحمل ذلك من تحديات متباينة؛ كان التحدي الأمني من أهمها خاصة داخل بلد يعاني من الإهتزازات والخروقات الأمنية بالأساس بفعل أطراف متشعبة، على رأسها فلول الذئاب الداعشية النائمة التي تنشط بأوقات متقاربة، فضلاً عن هجمات إرهابية مجهولة، بخلاف التحدي الصحي المتمثل بجائحة (كوفيد-19)؛ خاصة داخل “العراق” الذي يعاني من ارتفاع مستويات الإصابة بفيروس (كورونا) بأعداد متفاقمة مواكبًا لتردي في مستويات المستشفيات المجهزة والخدمات الطبية.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، نجاح الخطة الأمنية الموضوعة لتأمين “الزيارة الأربعينية”، بمشاركة أكثر من: 30 ألف منتسب.
وذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة، تلقته وكالة الأنباء العراقية، (واع)؛ الثلاثاء، أنه: “بتوفيق وسداد من الباري عز وجل وبمتابعة ميدانية كللتها زيارة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، وبجهود مباركة لسواعد أبطال تشكيلاتنا الأمنية لوزارتي الدفاع والداخلية وهيئة (الحشد الشعبي) والأجهزة الأمنية والاستخبارية كافة، بمشاركة أكثر من: 30 ألف منتسب؛ تولت تأمين حركة الزائرين في جميع محافظات البلاد والوافدين عبر المنافذ البرية والجوية”.
وأضاف البيان، أن: “قيادة العمليات المشتركة تتشرف أن تعلن لأبناء شعبنا عن نجاح الخطة الأمنية الموضوعة لتأمين الزيارة الأربعينية لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام؛ بمحاورها الأمنية والخدمية والصحية وتميزها بوحدة القيادة والسيطرة ودقة التنظيم ومن تضمنته من جهد حكومي واضح لنقل الزائرين بإنسيابية عالية من وإلى كربلاء المقدسة”.
من جانبه؛ أعلن رئيس جهاز الأمن الوطني، “عبدالغني الأسدي”، عن نجاح الخطة الأمنية الخاصة بتأمين مراسيم “زيارة الأربعين”؛ دون تسجيل أية خروقات أمنية تُذكر.
وأكد “الأسدي”، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي؛ إن الخطط كانت محكمة من خلال تنفيذ عمليات إستباقية ساهمت في إفشال المخططات الإرهابية، التي كانت تروم استهداف الزائرين.
مشيدًا بدور ضباط ومنتسبي “جهاز الأمن الوطني” والأجهزة الأمنية كافة؛ لما بذلوه من جهود وتنسيق عالي المستوى لحماية جموع الزائرين.
وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، أعلنت (فرقة العباس) القتالية، في العراق، إسقاط 04 طائرات مُسيّرة فوق “كربلاء”.
وذكر بيان للفرقة؛ أن الطائرات حاولت الوصول إلى المنطقة الحيوية، (العتبتين الحسينية والعباسية)، مشيرًا إلى أن: “منظومة التشويش الخاصة بجهدنا التكنولوجي تصدت لها”.
ولفت إلى أن: “الطائرات لم تستحصل الموافقات الرسمية ولم نسجّل أنها تابعة للعدو”.
وأشار إلى أن: “فرقتنا أدخلت هذا العام؛ منظومة تشويش حديثة ومتطورة جدًا لتأمين المنطقة الحيوية، لكننا لم نضطر لتشغيلها وأكتفينا بالمنظومة الاعتيادية”.
من جانبه؛ قال مسؤول الفريق التكتيكي في (فرقة العباس)، “حسين الساعدي”؛ لوسائل إعلام عراقية؛ إن: “المنطقة الحيوية هي منطقة الحرمين؛ وهي مسافة: 02 كيلومتر مربع محيطة بها، وهي تخضع لضوابط وإجراءات صارمة أرضًا وسماءً ويُمنع فيها تحليق الطائرات في الأيام الاعتيادية، فضلاً عن أيام الزيارات المليونية، هذه المنطقة مجهزة بمنظومات متطورة ضمن خطة عمليات الجيش وضمن توجيهاتها”.
وأضاف أن: “إسقاط الطائرات يحدث سنويًا؛ وبعد الفحص يظهر لنا أن هذه الطائرات ليست من عدو، وإنما هي طائرات لتغطية مراسم الزيارة، ولكن لم تستحصل الموافقات الرسمية”.
ولفت إلى أن الخطة الخدمية الخاصة بالزيارة سوف تستمر بسبب دخول عدد ليس بالقليل من الزائرين هذا اليوم.
وأعلنت (فرقة العباس) القتالية، في وقت سابق، المباشرة بتأمين مداخل مدينة “كربلاء” استعدادًا لـ”الزيارة الأربعينية”.
وقالت الفرقة، في بيان قبل أيام؛ إنه: “باشرت قوات (فرقة العباس) القتالية، إحدى تشكيلات (حشد العتبات)، باستلام سيطرات مداخل مدينة كربلاء المقدسة؛ في إطار تنفيذ الخطة الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة الأربعين التي تدعمها العتبتين: الحسينية والعباسية والحكومة المركزية والجهات الأمنية في المحافظة”.
وأضافت: “واستلمت الفرقة، اليوم السبت، مهام الواجبات من سيطرة الإبراهيمية بمحضر رسمي من قبل آمر السيطرة، ويضم هذا المحور ثلاث سيطرات مهمة وهي: (قنطرة السلام، والإبراهيمية، وأم الهوى)، وستقع مهمة تأمين المحاور على أكثر من: 06 آلاف مقاتل من (فرقة العباس) القتالية إلى جانب المتطوعين، لتسهيل حركة الزائرين وتفتيش السابلة”.
وتابعت: “وكانت قيادة الفرقة قد أعلنت حالة الاستنفار التام لتنفيذ الخطة الأمنية والخدمية لحين الإنتهاء من زيارة الأربعين، ويباشر هذا العام أكثر من: 10 آلاف مقاتل من قوات حشد العتبات بتنفيذ الخطة الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة الأربعين، هذا العام، بالتنسيق مع قيادة العمليات وبدعم حكومي وأمني وبإشراف العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين”.
“الأربعينية” وتحدي “كورونا”..
ومنذ البداية؛ أعلنت السلطات العراقية أنها ستسمح: لـ 40 ألف أجنبي فقط، بينهم: 30 ألف إيراني، بالمشاركة في “زيارة الأربعين”، لمدينة “كربلاء”، وذلك بسبب وباء (كوفيد-19).
وكان ملايين من الزوار الشيعة يتدفقون كل عام إلى “كربلاء”، قبل تفشي الوباء لإحياء “زيارة الأربعين”، التي تُجسد مرور أربعين يومًا على مقتل “الإمام الحسين” (ع).
وبلغ عدد الزوار: 14 مليونًا، في عام 2019، وفقًا للأرقام الرسمية، جاء ثلثهم بشكل أساس من: “إيران والخليج وباكستان ولبنان”.
والعام الماضي، حددت “بغداد”؛ عدد الأجانب: بـ 1500 شخص، لكل بلد، بسبب خطر الإصابة بفيروس (كورونا).
أما بالنسبة لهذا العام؛ فقررت السلطات العراقية السماح: بـ30 ألف زائر من “جمهورية إيران الإسلامية”، و10 آلاف حاج من دول الخليج والدول العربية وبقية العالم، بحسب قرار “اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية”.
وحصرت اللجنة التي يترأسها رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، وصول الزوار عبر المطارات الدولية.
وفي بلد فقد أكثر من 21 ألف شخص بسبب فيروس (كورونا)، بينما بلغ عدد الإصابات الإجمالي نحو مليونين، منذ بداية الوباء؛ في “العراق”؛ الذي يبلغ عدد سكانه: 40 مليون نسمة؛ من الطبيعي أن يصاب بالذعر من كل تلك الكثافة التجمعية التي تشهدها مراسم فعاليات “الزيارة الأربعينية”، وتثير قلق السلطات الصحية في الأشهر الأخيرة. وأوضح ممثل “منظمة الصحة العالمية”، الدكتور “أحمد زويتن”، لوكالة (فرانس برس): “لقد حذرنا وزارة الصحة العراقية من أي نوع من السياحة الدينية”، خوفًا من تحول التجمعات مثل عاشوراء والأربعين إلى بؤر ملوثة.
وشددت السلطات العراقية على إجراءات التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات في “يوم الأربعين”، وتم نشر الفرق الأمنية والخاصة من أجل تطبيق الإجراءات الإحترازية والتأكد من سلامة المسافات الصحية وتوزيع الخدمات الطبية والوقائية.
اختبار ليوم الانتخابات..
في مؤتمر صحافي سابق؛ لوزير الداخلية العراقي، “عثمان الغانمي”؛ قال: أن: “المسير راجلاً بين الناس رسالة إطمئنان لأهل كربلاء والعراقيين؛ ونجاح الخطة الأمنية مقدمة لنجاح الانتخابات”.
بدوره؛ جدد رئيس جهاز الأمن الوطني، “عبدالغني الأسدي”؛ تأكيده على وجوب استمرار الحيطة الأمنية والحذر، لاسيما وأن “العراق” مقبل على تحدٍ أمني آخر يتمثل في إنجاح العملية الانتخابية، وحفظ أمن وسلامة الناخبين.