19 أبريل، 2024 8:57 ص
Search
Close this search box.

احتفال بعام جديد يتحول إلى مأتم .. “نيويورك تايمز” ترصد فاجعة عبارة الموصل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

في يوم الخميس 21 آذار/مارس 2019، انقلبت احتفالات عيد العام الكُردي الجديد، أو ما يعرف، بـ”النوروز”، في “العراق”؛ إلى مأتم بعد وفاة 103 شخص، بحسب أحدث الإحصاءات، بفعل انقلاب عبارة في مياه “نهر دجلة” وغرق عشرات الأشخاص المحملين على متنها ممن أرتدوا أبهى الحلل احتفالًا بيوم كان من المفترض أن يكون ميمونًا.

كان تيار النهر أقوى من الجميع..

أحتشدت، الخميس الماضي، عائلات “الموصل” على متن العبارة أملًا في الوصول إلى جزيرة لقضاء نزهة والإستمتاع ببعض الترفيه، ولكن انقطاع أحد الكابلات المعدنية التي تجر العبارة، حالت دون ذلك مما أسفر عن انقلابها وأدى ذلك لانقلاب جميع الأشخاص، الذين كان بينهم أطفالًا ونساءًا ورجالًا من كل الأعمار، وفقًا لروايات شهود العيان، التي رصدتها صحيفة (نيويورك تايمز).

وفي غضون ثوان معدودة، جرفت المياه بسرعة شديدة جميع الأشخاص بسبب أمطار الربيع، في قلب مجرى النهر، وفقًا لما ظهر في مقاطع الفيديو التي التقطها الأشخاص الموجودون على الشاطيء من رؤوس الركاب التي ظلت تتمايل فوق الماء لفترة وجيزة قبل الاستقرار في القاع.

أكد رئيس بلدية الموصل، “زهير الأعرجي”، إن الناس على الشاطيء هرعوا للمساعدة؛ كما “حاولت قوة الدفاع المدني إنقاذ كل ما في وسعها بالتعاون مع قوات الأمن المائية ومع الصيادين والمتطوعين”.

كما أعلن “عادل عبدالمهدي”، رئيس وزراء “العراق”، الحداد لمدة ثلاثة أيام؛ وتوجه إلى “الموصل” لعزاء العائلات التي فقدت ذوويها، على جانب آخر قرر “البرلمان العراقي” فتح تحقيقًا حول الحادث.

رصدت مقاطع الفيديو محاولة معظم القتلى من النساء والأطفال النجاة بالاستمرار في السباحة، لكن تيار النهر كان أقوى.

قال “سيف البدير”، الطبيب والمتحدث باسم “وزارة الصحة”، إنه تم إنقاذ ما لا يقل عن 41 شخصًا. ومع ذلك، يمكن أن تتغير هذه الأرقام عند العثور على مزيد من الجثث أو إبلاغ المزيد من الناجين السلطات بأنهم أحياء.

ومن ضمن أحد الشهود العيان، الذين حصلت صحيفة (نيويورك تايمز) على حوار معهم، هي “ماري محمد”، 25 سنة، طالبة لغة إنكليزية في جامعة “الموصل”، كانت من بين أولئك الذين هرعوا للمساعدة أثناء تواجدها في الجزيرة مع صديق لها.

في منتصف اليوم بعد الظهر، سمعوا الناس يصرخون وهرعوا إلى الشاطيء الصغير. قالت “ماري”: “لا أسبح جيدًا؛ لذلك كُنت خائفة، ولكنني تمكنت من المساعدة في إنقاذ رجل وطفلة صغيرة، لقد سحبناها من الماء وكانت ترتجف على إثر البرودة الشديدة وتشعر بالغثيان من إبتلاع كل الأشياء القذرة من النهر”.

وأضافت: “شعرت أنني فعلت شيئًا جيدًا، ولكني أشعر بالأسف تجاه الجميع”.. “كان التيار قويًا حقًا. كان هناك الكثير من الناس يضيعون منا، ولم يكن لدينا ما يكفي من الوقت لالتقاط الآخرين من الذين جرفهم النهر”.

الموصل.. مدينة الأحزان !

قالت صحيفة (نيويورك تايمز)؛ إن حادث العبارة كان ظالمًا بشكل كبير، خاصة لأهل مدينة “الموصل” الذين عانوا ويلات الحرب أثناء احتلال “تنظيم الدولة الإسلامية” لبلدتهم، لمدة أربع سنوات، وهزيمتهم في أواخر عام 2017 من خلال معركة جوية وبرية قاسية تركت المدينة محطمة. لذا عندما هُزم المتطرفون كانت العودة التدريجية للإستمتاع بأقل مظاهر الرفاهية والاحتفال بمثابة تهدئة للسكان الذين تعرضوا لسماع أصوات القصف المستمر والمساعدة على استعادة الإحساس بالحياة الطبيعية.

يعود الاحتفال بالسنة الكُردية الجديدة، المعروف باسم “النوروز”، إلى عام 1700 قبل الميلاد. ويتضمن التقاليد الزرادشتية في احتفال الربيع. في “كُردستان” في اليوم الأول لـ”نوروز”، الذي يتم الاحتفال به في 19 آذار/مارس من كل عام، يطلق الأكراد الضوء في الهواء الطلق ويقولون إنه يرمز إلى حريق الشتاء الأخير.

يُعرف “النوروز” بأنه أيضًا بالعام الفارسي الجديد، ويتم الاحتفال به في جميع أنحاء الأراضي التي كانت ذات يوم “الإمبراطورية الفارسية القديمة”، من أقصى بلاد الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى، ويتمتع به كثير من الناس الذين ليس لديهم مرجعيات كُردية ولا فارسية.

على الرغم من أن الأيام لا تزال شتوية في شمال “العراق”، إلا أن، يوم الخميس، كان مشمسًا وتوافد الناس على النزهات في الهواء الطلق، وكان من بينهم “محمد علوان”، (28 عامًا)، الذي ذهب مع صديق له إلى ضفة النهر للاحتفال بالعيد. وقال: “لقد ترددت في ركوب العبارة عندما رأيت عدد الأشخاص على متن العبارة، وكنت أعرف أن شيئًا ما سيحدث. لكن أحد أصدقائي دفعني وسخر مني، وقال: الله معنا، لا تخافوا. بعد ذلك مباشرة، وقع الحادث”.

أضاف “علوان”: “لا أستطيع أن أصف ذلك؛ لا يزال صراخ النساء والأطفال في أذني وما زلت لا أعرف ما حدث لصديقي”.

بالنسبة لبعض الأسر الحزينة بدا الأمر غير محتمل، بعدما عاصروا الكثير من المشاهد المأساوية في مدينتهم بفعل الحرب على الميليشيات المسلحة.

من ناحيته؛ قال “مؤيد عماد الدين”، (65 عامًا)، الذي فقد ثلاثة من أبنائه: “أريد فقط أن أعرف من المسؤول عن هذه الكارثة. ألا يكفي ما حدث في “الموصل” مع “الدولة الإسلامية”، حيث لا يزال الضحايا تحت الأنقاض ؟ واليوم فقدنا نسائنا وأطفالنا وشبابنا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب