23 مارس، 2024 1:43 ص
Search
Close this search box.

احتفالات السلام بـ”جنوب السودان” .. عودة مشار لـ”غوبا” تُفعل اتفاق السلام لكنها لن تنهي الحرب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد محاولات عديدة للصلح استمرت لأشهر، نجح الأمر في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة بين الفرقاء بـ”جنوب السودان”، حيث احتضن القصر الجمهوري، بـ”الخرطوم”، الأربعاء الماضي، احتفالية بمناسبة التوقيع النهائي للسلام بين الفرقاء الجنوبيين، حضره رئيس جنوب السودان، “سلفاكير ميارديت”، وزعيم المتمردين، “رياك مشار”، بعد غياب أكثر من سنتين، في إطار تلبيته دعوة الرئيس السوداني، “عمر البشير”، ضامن الاتفاق.

خلال الاحتفالية؛ تعهد “رياك مشار”، والرئيس، “سالفا كير”، العمل من أجل السلام رغم بقاء العديد من العقبات بوجه تحقيق المصالحة.

وأكد “مشار” أنه: “ليس لدينا إلا رسالة واحدة: العمل من أجل السلام”.

وجدد المطالبة برفع حالة الطواريء، وإطلاق سراح المعتقلين، وإتاحة حرية النشاط السياسي والتنقل.

وسيستعيد “مشار”، بحكم الاتفاق، منصب نائب الرئيس الذي كان يشغله. ولم يزر “مشار”، “غوبا”، منذ أن اضطر للهرب على وجه السرعة من العاصمة، في تموز/يوليو 2016، على إثر معارك طاحنة بين رجاله والقوات الحكومية بعد إنهيار اتّفاق سلام سابق.

وتمّ التوقيع على الاتّفاق الأخير، في أيلول/سبتمبر الماضي، بهدف إنهاء حرب أهلية اندلعت، في كانون أول/ديسمبر 2013، وأجبرت نحو أربعة ملايين شخص – نحو ثلث عدد السكّان – على النزوح.

وكان في استقبال “مشار”، في “مطار غوبا”، الرئيس “سالفا كير”، حليفه وخصمه السابق.

إعتذار علني عن معاناة الحرب..

بدوره؛ إعتذر رئيس جنوب السودان علنًا، عن المعاناة التي سببتها الحرب بينه ومعارضته المسلحة، معلنًا: “إنتهاء مظاهر القتال”، وأمر الجيش والشرطة والأمن بالسماح بحركة المواطنين عبر الطرق البرية والنهرية، وكشف عن تعهد بينه والقادة على تجاوز الخلافات الشخصية، وأعلن إطلاق سراح السجناء السياسيين، وأبرزهم، “بيتر قاديت”، المحكوم عليه بالإعدام، وإطلاق سراح شخص من جنوب إفريقيا قال، إنه “مرتزق”، ليرحل إلى بلاده.

وتابع “كير” أن وجود “مشار” في “غوبا” دليل على أن “الحرب إنتهت، وأن مرحلة جديدة من السلام والإزدهار بدأت”.

وأنضمّ الخصمان لرؤساء أفارقة في الاحتفال بالاتّفاق الجديد، الذي تم التوقيع عليه في “أديس آبابا”، عاصمة “إثيوبيا”.

مغادرة “مشار” خوفًا على حياته..

وبسبب الشعور بعدم الأمان والحماية الكافية؛ غادر “مشار”، الذي عبّر عن مخاوف حيال سلامته، “غوبا مساء يوم الاحتفال عائدًا إلى الخرطوم”، كما أعلن “أتيني ويك أتيني”، المتحدث باسم “كير”.

وكان المتحدّث باسم المجموعة، التي تضم 10 فصائل متمردة بزعامة مشار، “لام بول غابريال”، قد قال، الثلاثاء الماضي، إن “مشار” سيصل برفقة نحو 30 شخصية سياسية، مضيفًا: أنه “لدينا مخاوف بشأن سلامته في غوبا، لكن الحقيقة أننا هنا من أجل السلام وما نحاول القيام به هو بناء الثقة. ولهذا السبب يمكنه المغادرة بدون قواته والذهاب برفقة سياسيين”.

وتجمع آلاف الأشخاص لمتابعة الاحتفال عند ضريح “غون قرنق”، الذي شيد تكريمًا لبطل الاستقلال، الذي قضي في تحطّم مروحية العام 2005.

وبين زعماء دول المنطقة الذين حضروا المراسم، الرئيس السوداني، “عمر البشير”، ورئيسة إثيوبيا الجديدة، “سهلي ورق زودي”، ورئيس الصومال، “محمد عبدالله محمد”، والرئيس الأوغندي، “يويري موسيفيني”.

من جهته؛ قال الرئيس السوداني، “عمر البشير”، في كلمة تقدم بها للاحتفال، إن اتفاقية السلام ليست ملكًا للقيادات السياسية، بل لشعب “جنوب السودان”، وجدد تأكيد وقوفه مع “جنوب السودان” حتى يكتمل السلام، وتُزال آثار الحرب وإكتمال المصالحة، وعودة النازحين إلى قراهم، واللاجئين إلى بلاد، وبناء “السودان الجديد”.

فرار “مشار” من “غوبا”.. وآثار الحرب..

وكان “مشار” قد فر من “غوبا”، في تمّوز/يوليو 2016، بعد معارك شرسة بين القوات الحكومية وقواته، أودت بحياة مئات الأشخاص.

وتوجّه أولاً سيرًا إلى “جمهورية الكونغو الديموقراطية” قبل أن يقيم في المنفى في “جنوب إفريقيا”.

واندلعت الحرب الأهلية في “جنوب السودان”؛ عندما اتهم “كير”، وهو من “قبيلة الدينكا”، نائبه آنذاك “مشار”، وهو من “قبيلة النوير”، بالتخطيط للانقلاب عليه.

وأدى النزاع إلى انقسام البلاد، وشهدت الحرب فظائع على نطاق واسع مثل عمليات الاغتصاب الجماعي وتجنيد الأطفال والإعتداءات على المدنيين.

وتسببت الحرب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ودمّرت الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على إنتاج “النفط”، الذي أصيب بالشلل لخمس سنوات.

وناشدت “الأمم المتحدة” و”الاتحاد الإفريقي”، في وقت سابق هذا الشهر، الأطراف المتحاربة في البلاد إتخاذ خطوات ملموسة لتطبيق اتفاق السلام الآخير.

واستقلت دولة “جنوب السودان” عن “السودان”، جارها الشمالي، عام 2011، بعد حرب أهلية استمرت 22 عامًا، خاضت فيها مجموعات متمردة معارك ضد “الخرطوم”.

وفشلت العديد من اتفاقات الهدنة والسلام في إنهاء الحرب في “جنوب السودان”، التي أودت بنحو 380 ألف شخص، وأجبرت ثلث عدد السكان على النزوح؛ ونحو مليوني ونصف على اللجوء إلى بلدان مجاورة وتسببت بمجاعة.

وعين “السودان”، في وقت سابق من هذا الشهر، موفدًا للسلام إلى “جنوب السودان” في أعقاب التوقيع على “اتفاق أديس آبابا”.

العديد من المراقبين يشككون باتفاق السلام، معتبرين أن دفع “مشار” و”كير” إلى العمل ليس سهلاً؛ إذ أن تعاونهما في الماضي أدى إلى الفوضى والنزاع.

خطوة تؤدي لتغيير واستقرار سياسي..

تعليقًا على زيارة “مشار”؛ قال سفير “جنوب السودان” بالقاهرة، “جوزيف مومو”، إن كافة الفصائل المسلحة بـ”جنوب السودان”، وعلى رأسهم “حركة التحرير الشعبية”، بالمعارضة المسلحة برئاسة، “رياك مشار”، مجموعة “سوا”، ومجموعة المعتقلين السابقين، شاركوا في احتفالية السلام بـ”جنوب السودان”.

وأكد سفير “جنوب السودان” بالقاهرة، إن احتفالات السلام في “جنوب السودان” تدل على تغير سياسي كبير في تاريخ “جنوب السودان”، ولها دلائل سياسية واضحة ستؤثر على استقرار البلاد ومنطقة شرق إفريقيا أيضًا، وتؤكد للعالم إصرار كافة الفصائل على إرساء السلام والأمن والاستقرار.

تفعيل لاتفاق السلام وليس إنهاء للحرب..

من جانبها؛ قالت الدكتورة “أماني الطويل”، مديرة البرنامج الإفريقي لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن عودته إلى “غوبا” تعني تفعيلاً لاتفاق السلام، وليس بالضرورة إنهاء الحرب، مشيرة إلى تعدد الفاعلين وفق إنتماءات قبلية، في “اتفاق الخرطوم للسلام”، مما ترتب عليه خرق وقف إطلاق النار لأكثر من مرة.

وعن تأثير عودة “مشار” على الوضع  في “جنوب السودان”، أكدت “الطويل” على أن العودة في حد ذاتها تحمل مردودًا إيجابيًا، من خلال إمكانية فتح قنوات مباشرة للحوار بين الرئيس “سلفا كير” ونائبه “مشار”، فيما يخص تطبيق اتفاق السلام، في ظل وجود مراقبة إقليمية وثيقة تقوم بها منظمة “التصحر والجفاف”.

وعن وجود ضمانات لعدم تجدد الصراع، أوضحت “الطويل”، أن الضغوط الدولية تعد الضمان الوحيد، خلال هذه المرحلة، حتى يتم تطبيق كافة بنود اتفاق السلام على الأرض، بشقيها الاقتصادي والسياسي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب