خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يقولون إن “الوقاية خير من العلاج”.. وتُعد النوبات القلبية أحد الأسباب الشائعة للوفاة، لكن إذا عُرفت مؤشراتها يمكن تلافيها.
من القصص الحقيقية أن رجلًا أصيب بآلام قوية في المعدة؛ وعندما استشار أصدقاؤه أخبروه بأنه لا داعي للقلق، وأنه ربما يكون بسبب طعام معين أكله، وفي اليوم التالي ساءت حالته ونُقل إلى المستشفى لتكتشف عائلته أنه أصيب بـ”إحتشاء القلب”، أي نقص وصول الدم إليه، ولحسن الحظ خضع لعملية جراحية وتم إنقاذه، لقد مرت هذه التجربة؛ لكنها منحتنا جميعًا درسًا لا يُنسى، وهو ألا نثق في الأصدقاء تمام الثقة وأن نستشير الطبيب.
وتعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية؛ هي المسبب الأول للوفاة على مستوى العالم، إلى جانب السرطان وحوادث الطرق، وخلال عام 2012، توفي 17.5 مليون شخص بسبب أمراض القلب، أي ما يعادل 30% من حالات الوفاة، وتعتبر الدول ذات الدخول المتوسطة والمنخفضة أكثر الدول المتضررة من هذه الأمراض، كذلك يصاب بها الرجال أكثر من النساء.
وعند الإصابة بـ”احتشاء القلب”؛ فإن أجهزة الجسم كلها لا تعمل بكفاءة؛ إذ تحصل الأعضاء الأساسية، مثل “الدماغ”؛ على قدر أقل من الدم، لذا فإنها لا تقوم بوظائفها بشكل صحيح.
وتعد إجراءات الوقاية مهمة؛ ويمكن أن تحدث الدقائق القليلة فرقًا كبيرًا، إذًا كيف تدرك أنك تعاني من أعراض الـ”احتشاء” ؟..
لسوء الحظ معرفة ما يحدث داخل أجسامنا أمرًا معقدًا، لهذا نشرت مجلة (بيست لايف)؛ تقريرًا عددت فيه مجموعة من الأعراض، غير الشائعة بكثرة، التي تصيب الرجال ويمكن من خلالها اكتشاف الإصابة بمشكلة في القلب والأوعية الدموية، وجاءت على النحو التالي :
الغثيان وفقدان الوعي..
هل تشعر بأن معدتك تؤلمك ؟.. لا يجب أن تصبح أفكارك كلها سوداوية، لأن هذا الألم قد يرتبط بآخر طبق تناولته، لكن إن لم تجد سببًا واقعيًا عليك الحذر، لأن هذه الآلام قد تكون إشارة صامتة بأن قلبك لا يعمل كما يجب.
وذكرت الطبيبة المصرية، “مروة جودة”، لـ (كتابات)؛ أنه: “في حالة إصابة القلب بالاحتشاء؛ فإنه يفشل في ضخ الدم غير المؤكسد إلى الرئة من أجل إتمام عملية الأكسدة، لذا يضطر إلى إعادته إلى مصدره، (الجهاز الهضمي)، ويؤدي ذلك إلى تراكمه به ويسبب الاحتقان”.
وأضافت “جودة” أن الشعور بالغثيان وآلام المعدة يحدث نتيجة لنشاط الجهاز السيمبساوي المسؤول عن الإحساس بالألم، ويقوم الجسم بإفراز هرمونات تنشطه وتؤثر على الأجهزة الأخرى إلى جانب حدوث إضطرابات في تدفق الدم.
وأوضحت أن درجة الخطأ في التشخيص تعتمد على الأعراض، إذ أن بعض الأعراض نمطية، (شائعة)، مثل آلام الصدر التي تمتد إلى الكتف الأيسر وعظمة القفص، والأعراض غير النمطية، (غير شائعة)، مثل آلام المعدة والفك السفلي أو الآلام التي تحدث في أجزاء غير معتادة من الجسم، وقد تتسبب هذه الأعراض في خطأ التشخيص.
الشعور بالحرارة والدوار..
ذكرت دراسة أجريت في “كندا”، عام 2013، أن ما يقارب 45% من الرجال المصابين بالاحتشاء يشعرون بهذه الأعراض، ولا يشعر بها السيدات في فترة إنقطاع الطمث فقط، ويجب عليك القلق خاصة إذا كان يخرج من جسمك عرق بارد.
آلام في الذراع والكتف..
قد يرافق النوبات القلبية الكثير من الأعراض، لكن بلا شك تعتبر آلام الذراع والكتف من أكثر الأعراض انتشارًا، حتى وإن لم تؤثر على الصدر أو تسبب ألمًا به، وغالبًا ما يصاب الجانب الأيسر بالألم، بما أن القلب يقع في هذا الجانب، لكن بعض المصابين أكدوا أنهم شعروا بآلام في الجانبين.
آلام الأسنان..
بحسب نفس الدراسة؛ فإن 13% ممن استطلعت آراءهم أكدوا أنهم شعروا بآلام قوية في الأسنان وكان عرضًا أوليًا للإحتشاء، لذا عليك الحذر.
الإصابة بخدر في الأطراف..
يعد الشعور بالخدر في الأطراف من الأعراض الخفيفة والدقيقة في نفس الوقت، لأن الأوعية الدموية تصبح أضيق ما يتسبب في إنحصار كمية الدم الذي يصل إلى الأطراف، لذا يشعر المصاب بالتنميل والخدر، وقد يصاب المريض أيضًا بالإرتباك، إذ ذكرت مؤسسة القلب الأميركية أن “احتشاء القلب” يؤدي إلى نقص كمية “الصوديوم” في الدم.
صعوبة في النوم..
لا تمثل صعوبة النوم عاملًا من عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب فقط؛ إنما تعتبر من ضمن الأعراض التي تدل على الإصابة الفعلية، ويرجع السبب إلى إرتباط ضيق التنفس والخفقان بهذا المرض، وفي بعض الأحيان يصاب المريض بإنقطاع النفس وآلام في العظام وأرق قبل أشهر من الإصابة بنوبة قلبية، لكن بمجرد معالجة المرض تختفي الأعراض تمامًا.
