احتجاجات المعلمين في “إقليم كردستان” تشتعل .. والحكومة تستمر في خفض المرتبات !

احتجاجات المعلمين في “إقليم كردستان” تشتعل .. والحكومة تستمر في خفض المرتبات !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

المعلمون في “إقليم كردستان العراق” مستمرون في احتجاجاتهم، بعد اعتقال ما يقرب من 60 معترضاً. وقد اتهم “نيجيرفان البارزاني”، رئيس حكومة الإقليم، الأحزاب السياسية بـ”استغلال المعلمين”.

أزمة تتفاقم..

قد تجمع المدرسون بمدن “أربيل ودهوك” لليوم الرابع على التوالي؛ وطالبوا بالإفراج عن رفاقهم والحصول على مستحاقاتهم المتأخرة. بحسب (راديو زمان) الإيراني المعارض.

وفي معرض تفاعله مع المطالب؛ قال “نيجيرفان البارزاني”: “إتخذت الحكومة خطوات مهمة لدفع المستحقات المتأخرة”. وكانت حكومة الإقليم قد إنتهجت برامج تقشفية في شباط/فبراير 2016، بعد توقف “بغداد” عن إمداد الإقليم بالميزانيات. وتقوم الحكومة بموجب هذه البرامج بخفض رواتب الموظفين بنسب تترواح بين 15 – 75%. مع هذا ما تزال الحكومة عاجزة عن دفع الرواتب.

وبعد زيادة الانتقادات على خلفية اعتقال المعلمين المعترضين؛ دعا “نيجيرفان البارزاني” أعضاء الحكومة إلى اجتماع طارئ لمناقشة سبل إنهاء الاحتجاجات، وقال: “منذ الآن سوف تُدفع رواتب الموظفين في الوقت المحدد”.

وكانت الحكومة العراقية قد ألغت مؤخراً عقوباتها الاقتصادية ضد “إقليم كردستان”، والتي فرضتها بالتوزاي مع عملية الاستفتاء على انفصال الإقليم. مع هذا لم يكن البرلمان العراقي مستعداً لزيادة مخصصات “إقليم كردستان” في الميزانية السنوية. وهو الأمر الذي وصفه “البارزاني”، بـ”الجائر”، وتحدث عن تورط عدداً من الأحزاب السياسية الكردية في القضية، وقال: “بعض الأحزاب طلب إلى حيدر العبادي عدم التعامل مع حكومة كردستان”. وأضاف: “لكن العبادي لم ينتهك الدستور العراقي واستمر في التعامل مع حكومة إقليم كردستان”. ووعد، (دون إبداء المزيد من التفاصيل عن طبيعة التعاون بين بغداد وأربيل)، موظفي الأقليم: “بتعويض العجز في رواتبهم بعد حل المشكلات مع بغداد”.

وكانت حكومة “إقليم كردستان”، واستمرار لسياستها التقشفية، قد أعلنت عن خفض رواتب الموظفين التي تترواح بين 1.5 ملیون إلى 2 ملیون دینار بنسبة 25%، وخفض من تتراوح رواتبهم بين مليون و1.5 ملیون دينار بنسبة 23%، وخصم نسبة 18% ممن تترواح رواتبهم بين 800 – 900 ألف دينار، وحصم 8% ممن تترواح رواتبهم بين 400 – 800 ألف دينار، وإعفاء من تقل رواتيهم عن 400 ألف دينار وإعفاء أسر قتلى الحروب والمتضررين من الخصم.

تهديد المحتجين بالمواجهات العنيفة..

وجهت احتجاجات المعلمين، في مختلف مدن “إقليم كردستان العراق” خلال الأيام الماضية، بتعامل أمني عنيف. والصور المتداولة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي توضح إعتداء عناصر الشرطة على المعلمين بالضرب.

كذلك أكدت فضائية (كردستان) الخبرية تعرض شاعر كردي لإصابات بالغة في إطار التجمعات الإعتراضية للمعلمين بـ”أربيل”.

وعلق “نيجيرفان البارزاني”، في مؤتمر صحافي عقب إنتهاء اجتماع الحكومة الطارئ، قائلاً: “الحكومة تثمن دور المعلمين في التحمل والاحتجاج السلمي، لكنها لن تسمح للأحزاب السياسية استغلال هذه الاحتجاجات في تحقيق مآربها الخاصة”. واتهم المحتجين باستخدام “السكاكين والبنادق”، وأضاف: “لو يحمل المحتجون السكاكين والبنادق؛ فسوف تتبنى الحكومة أسلوباً مشابهاً”.

وكانت الصور والفيديوهات المتداولة قد كشفت عن إعتداء قوات الأمن بالشتم والضرب على المعلمين، بل لم يسلم المراسلين الصحافيين، لتغطية الاحتجاجات، من عنف قوات الشرطة.

وبحسب ما نقل (راديو زمان) الإيراني، عن وسائل إعلام كردية، فقد أُلقي القبض على 60 معترض في المظاهرات التي إجتاحت “أربيل” و”دهوك” خلال اليومين الماضيين. وأكد “جمال کوچار”، نائب البرلمان العراقي عن “حزب الاتحاد الإسلامي” بكردستان، على اعتقال 48 عضو بالحزب من المشاركين في احتجاجات المعلمين. وقال في تصريح لفضائية (كردستان) الإخبارية: “بعض المعتقلين أعضاء بارزين في الحزب”. وكذب “کوچار” شائعات تدخل “حزب الاتحاد الإسلامي” في إثارة الاحتجاجات، موضحاً: “المعلمون يعترضون على أوضاعهم المعيشية؛ ولا علاقة لهم بأي حزب أو جماعة”.

في المقابل تباينت روايات وسائل الإعلام الكردية بشأن أعداد المعتقلين. ففي الوقت الذي ذكرت فيه قناة (رواد) التليفزيونية المقربة من “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، أن عدد المعتقلين في المظاهرات بلغ على الأقل 58 شخصاً؛ أكدت مصادر مستقلة أن العدد بلغ 200 شخصاً على الأقل.

https://www.youtube.com/watch?v=DWRsgnkjbFs

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة