29 مارس، 2024 6:06 م
Search
Close this search box.

احتجاجات “القصبة” .. هل تستعيد “تونس” المناخ الثوري ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تمكنت ثورة الشباب التونسي، في 2011، من الإطاحة بالرئيس السابق، “زين العابدين بن علي”، لكن يبدو أن الآمال التي كانت مرجوة فيما بعد “بن علي” لم تتحقق بعد، فلا زالت الأوضاع الاقتصادية من سيء إلى أسوأ، والمشكلات الاجتماعية لم تجد حلولاً بعد.

وتشهد الشوارع التونسية، بشكل شبه يومي، الكثير من الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات اعتراضًا على الأوضاع الاقتصادية المتردية، إذ شهدت قيمة “الدينار” التونسي انخفاضًا كبيرًا، ومنذ 2011 انخفضت بنسبة 40% أمام “الدولار” و”اليورو”، ما وضع الموظفين التونسيين في أوضاع مزرية، وسجلت معدلات التضخم رقمًا قياسيًا إذ ارتفعت إلى 7.7 خلال نيسان/أبريل الماضي، ووصلت نسبة البطالة بين الشباب إلى 30%، كل هذه الأمور أدت إلى حالة عدم رضا؛ وخاصة بين الشباب الذي كان ينتظر الكثير من التطور بعد الإطاحة بـ”بن علي”، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

ويبقى السؤال: هل تستعيد تونس المناخ الثوري الذي أطاح بـ”بن علي”، أم أن التظاهرات والاحتجاجات التي تملأ الشوارع سوف ترجع بـ”خفي حُنين” ؟.

وقال الشاب التونسي، “أسامة بنجايد”، إنه يتقاضى مرتب قيمته 600 يورو شهريًا، وإنه منذ 10 أشهر لم يتمكن من رؤية عائلته، وإنضم “بنجايد” إلى وقفة احتجاجية أمام مبنى “الاتحاد التونسي العام للعاملين” إلى جانب العشرات الذين تجمعوا للمطالبة بزيادة رواتبهم.

وكانت المؤسسة النقابية أحد أهم اللاعبين الرئيسيين في ثورة 2011 للإطاحة بالرئيس الديكتاتور، “زين العابدين بن علي”، وحتى الآن تنظم احتجاجات وإضرابات بشكل يومي يشارك فيها جميع الفئات من البحارة وحتى المدرسين، لكنها لم تعد المؤسسة الوحيدة القادرة على تحريك الشارع.

10 آلاف حركة..

وعقب الثورة تشكل عدد لا نهائي من الجمعيات التي تضم الشباب والنساء للتعبير عن حالة عدم الرضا بعد الثورة، كما أطلقت عدة مبادرات مثل “وينه البترول” و”مانيش مسامح” و”فاش نستنو”، التف حولها الشباب، خاصة أولائك الذين يعانون من البطالة أو يعيشون تحت قمع في الفعاليات.

وأكد مدير المنتدى السياسي التونسي للحقوق الاقتصادية والسياسية، “مسعود رمضاني”، للصحيفة الإسبانية على أن تونس تعاني من كثرة عدد الحركات السياسية، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن هذا الأمر إيجابيًا.

وأوضح أن النشاط الاجتماعي لا يقتصر على الشباب، الذي يعاني من البطالة، وإنما يشاركه كل المجتمع، وذكر أنه وفقًا للسجلات كان هناك 4900 حركة وتضاعف العدد في 2015، وأضاف: “الآن يمكنني القول بأن العدد وصل إلى 10 آلاف حركة”.

ويشير ظهور هذا العدد الهائل من الجمعيات إلى أن “تونس” تحتاج إلى ثورة جديدة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.

التحول الديموقراطي مجرد خدعة..

قال “رامي الصغير”، إن جميع الحركات الاجتماعية التي نشأت عام 2011 مستمرة حتى الآن، ولا يزال “الصغير”، الذي شارك في الثورة ضد الديكتاتور؛ بينما كان عمره 25 عامًا، ينضم إلى الفعاليات المعارضة رغم تعرضه للسجن عدة مرات.

وقال “الصغير” إن المحرك الأساس للشباب في 2011، لم يكن “بن علي”، وإنما كان الاحتجاج على النظام نفسه، وأضاف: “لكن بعد الإطاحة بالرئيس لا يزال الوضع كما هو، لأن النخب السياسية لم تتغير، لذا بدأنا ثورة القصبة”.

وأوضح: أن “المتظاهرين كانوا يطالبون بعزل الديكتاتور؛ إلى جانب أمور أخرى؛ مثل تعديل النظام الاقتصادي الذي تسبب في الفقر وعدم التوزان، وحتى الآن نطالب بالعدالة الاجتماعية والمساواة”.

وأضاف: “لقد وضعنا حكومة بدلاً من أخرى ودستور جديد، لكن النظام السياسي والاقتصادي لا يزال تابعًا للبنك الدولي وصندوق النقد وفرنسا والولايات المتحدة، ويبقى الحديث عن عملية التحول الديموقراطي مجرد خدعة”.

وأردف: “جاءت فكرة مبادرة (فاش نستنو) بعدما قامت الحكومة برفع أسعار سلع أساسية بناء على أوامر صندوق النقد من أجل الحصول على قروض بالملايين”.

وكانت حركة “فاش نستنو” أحد أواخر الحركات التي ظهرت من أجل الاحتجاج على رفع الأسعار في كانون ثان/يناير الماضي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب