19 أبريل، 2024 11:30 م
Search
Close this search box.

احتجاجات العراق كما قرأتها ” الإندبندنت ” : سوء المعيشة ونقص المياه والبطالة المرتفعة وراء انفجار الغضب

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / لندن – كتابات

لقي ثلاثة متظاهرين على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات في العراق، بعد أن دارتالتظاهرات التي دامت أسبوعاً ضد الفقر المدقع في منطقة غارقة بالنفط  لكنها ظلت مهملةً جنوب البلاد، كما أفادت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.

وأطلقت قوات الأمن النار على الحشود في بلدة السماوة، على بعد 170 ميلاً جنوب بغداد،مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل، عندما اقتحمت مجموعة من المحتجين مبنى حكومياً.

وقد أعقب ذلك مقتل أحد المتظاهرين يوم الثلاثاء الماضي في البصرة، ثاني أكبر مدن العراق،حيث اندلعت الاحتجاجات الأولى.

كما أصيب العشرات، من بينهم 50 في البصرة يوم الأحد وحده. وبدأت قوات الأمن حملةاعتقالات جماعية قائلة إن أكثر من 30 من أفرادها أصيبوا بجروح.

وزادت موجة العنف المتصاعد من الضغوط على رئيس الوزراء حيدر العبادي في وقت يأمل فيهفي تأمين فترة ثانية في السلطة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 أيار/مايوالماضي، والتي شابتها مزاعم بالاحتيال والفساد. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أصدر العبادي أمراً بوضع قوات الأمن في حالة تأهب قصوى على مستوى البلاد.

وقال ناشطون وصحفيون لصحيفةالإندبندنتإن الظروف المعيشية الرهيبة ونقص المياهالمزمن والبطالة في جنوب العراق، حيث مركز النفط، والمركز الشيعي في البلاد، كانت أهم الأسباب وراء انفجار الغضب.الاحتجاجات لها مطلب رئيسي واحد، توظيف للشباب. لاتوجد أي وظائف، على الرغم من أن الجنوب منطقة نفطية، لا يوجد حتى مياه نظيفة يقولأحمد عبد السلام، الصحافي من البصرة، مؤكدا إن البنى التحتية البائسة تزيد الأمر سوءاً.

وتوقف حوالي 1000 مشروع خدمي بسبب نقص الأموال، وفقاً لمسؤولين حكوميين. هناك عددقليل جدا من المدارس وتقريبا لا توجد مياه عذبة. إن أولئك الذين لا يستطيعون شراء المياهالمعبأة في زجاجات يلجأون إلى شرب المياه المالحة مما يجعلهم يمرضون .

وأفاد النشطاء أن الشرطة بدأت في اعتقال مئات الأشخاص، وقال عبد السلام إن لديه تأكيدبأن 20 شخصاً من المحتجين أودعوا وراء القضبان. وأضافمعظمهم يخلى سبيلهم بعدتوقيع تعهدات بعدم المشاركة في مزيد من الاحتجاجات.”

واندلعت التجمعات منذ أكثر من أسبوع في البصرة، وهي محافظة تقع على بعد 300 ميل إلىالجنوب من بغداد، وهي موطن لـ 70 في المائة من ثروة العراق المؤكدة من النفط ، ولكنهاتعاني من الفقر المتصاعد والبطالة بين الشباب والبنية الأساسية المتهالكة.

وسرعان ما انتشرت المسيرات إلى المناطق الفقيرة المحيطة حيث كان المتظاهرون يسيرون فيثلاثة حقول نفطية رئيسية هي: غرب القرنة 1 وغرب القرنة 2 والرميلة. يوم الاثنين، تجمع ما لايقل عن 200 متظاهر عند المدخل الرئيسي لحقل الغاز الطبيعي في السيبة بالبصرة.

طريق الجنوب المسدود

على الرغم من أن السلطات تؤكد أن المظاهرات لم تؤثر على صادرات النفط والغاز، إلا إنالاضطرابات دفعت أجزاءً أخرى من الجنوب إلى طريق مسدود.

تم إغلاق ثاني أكثر المطارات ازدحاما في العراق، وهو مطار مدينة النجف، مما تسبب فيخسائر فادحةبعد أن اقتحم المحتجون المنشأة يوم الجمعة وألحقوا أضراراً بمبنى الركاب.

وأغلق ميناء أم قصر النفطي في العراق على الخليج، ومعبران حدوديان رئيسيان هماصفوان مع الكويت والشلامجة مع إيران مع إغلاق المتظاهرين للطرق الرئيسية المؤدية إلىالمعبرين.

كما شهدت الاحتجاجات للمرة الأولى قيام المتظاهرين باقتحام مقر الحكومة الإقليميةالرئيسية وحتى المباني التابعة للجماعات شبه العسكرية الشيعية القوية.

وسارعت حكومة عبادي المؤقتة إلى إخماد الاحتجاجات بالوعود بآلاف الوظائف في قطاعالنفط ، وتخصيص مبلغ 3.5 تريليون دينار عراقي (2.6 مليار جنيه إسترليني) لمشاريعالكهرباء والمياه. وألقى باللوم على “المندسين” في إلحاق الأضرار بالمؤسسات العامة. لكنالمتظاهرين قالوا إن الإجراءات الحكومية لن تفعل شيئا يذكر لإرضاء الناس حيث انهارتتعهدات سابقة.

وقال سالم الخشباوي، أحد المتظاهرين خارج حقل السيبة للغاز: “نحن نعيش في مكانقريب ونشاهد. كل يوم يجلس المئات من العمال هنا عاطلين عن العمل ولا يستطيعون تقديمالطعام لأطفالهم“.

مثل صدام حسين

الحكومات الاتحادية والمحلية التي يهيمن عليها الشيعة، مثلها مثل صدام حسين، أهملتجنوب العراق. وتقول بغداد إنها تحتاج بغداد إلى مليارات الدولارات لإعادة بناء البلاد بعدمحاربة داعش.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب