خاص : ترجمة – محمد بناية :
نُشرت، بالأمس القريب، بعض صور لقاء الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، مع رئيس الوزراء البريطاني، “بوريس غونسون”، وعلى إثرها تم تنظيم الكثير من الهجمات المناوئة للرئيس “روحاني”، وسعى المخربون إلى تصوير هذه الضحكات باعتبارها رمز “إغتراب الدولة” و”الخضوع للغرب”..
وفي هذا الصدد كتب موقع (المشرق) الإلكتروني: “صور لقاء روحاني ورئيس الوزراء البريطاني؛ وما فيها من ضحكات غير معتادة من الرئيس الإيراني وابتسامات من الطرف المقابل، إنما تُعيد إلى الأذهان ضحكات روحاني مع، جاك سترو، وزير الخارجية البريطاني، في اجتماعات سعد آباد عام 2001. والطريف في الأمر هو عملية تكرار جميع هذه الموضوعات مع فريق روحاني للمفاوضات النووية، مطلع عقد الثمانينيات الشمسي، عهد سوء العهود وكذب الترويكا الأوروبية فيما يخص الملف النووي الإيراني”.
كذا فقد قرأ هذا الموقع، (في إطار مساعيه لإنكار كل إنجازات الحكومة على صعيد السياسة الخارجية)، ضحكات الرئيس باعتبارها تفاءل مفرط من الحكومة تجاه الدول الأوروبية، وهي رواية تختلف تمامًا عن الحقيقة والواقع. بحسب صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.
رواية “آشنا”..
مع تصاعد وتيرة الهجمات على الرئيس، نهض “حسام الدين آشنا”، مستشار رئيس الجمهورية، والذي هو، (لحسن الحظ)، على اتصال جيد بشبكات التواصل الاجتماعي، للتغريد على موقع (تويتر)؛ والرد على حملة الإشاعات.
ووصف الانتقادات، على ضحكات الرئيس مع رئيس الوزراء البريطاني، بـ”غير المنصفة”، وكتب: “الصور الإعلامية المنشورة عن الجزء العلمي من حوار، (روحاني-غونسون)، إنما تتعلق سخرية رئيس الجمهورية الإيرانية في بداية اللقاء، حيث قال: أنتم تواجهون مشكلة مع حكم المحكمة العليا. وضحك، غونسون، في محاولة للفرار من الإجابة؛ وقال مازحًا: أنا سوف أحل المشكلة بنفسي”.
ووصف “آشنا”، زيارة الرئيس “حسن روحاني” إلى “نيويورك”، بأحد الأجزاء الأكثر فخرًا وذكاءً في تاريخ الدبلوماسية الإيرانية والدفاع عن كرامة الأمة الإيرانية مع الحرص على كل المصالح العليا للدولة. فلتتذكروا هذا اليوم.
وقد حظيت توضيحات “آشنا”؛ بقبول الرأي العام، مع هذا وبعد فترة أتضح أن رواية مستشار رئيس الجمهورية، لما دار في اللقاء الثنائي، (روحاني-غونسون)، لم تكن تستند إلى وقائع، ومن غير المعلوم على أساس نشر “حسام الدين آشنا”؛ هذه الرواية التي لا تقترب حتى من الواقع !
ماذا كانت الحقيقة ؟
نشرت فضائية (راشاتودي)، فيديو (روحاني-غونسون)، على نحو يوضح أسباب ضحك الرئيس “روحاني” في تلك اللحظة تحديدًا.
وفي هذا الفيديو، الذي انتشر بشكل واسع على الفضاء الإلكتروني، يظهر رئيس الوزراء البريطاني يخاطب الرئيس “روحاني”؛ قائلاً: “لديكم بلد جميل، وفي زياراتي السابقة إلى طهران، أجريت مفاوضات بناءة.. وآمل أن نتمكن من دعوتكم إلى غلاسكو، (حيث حصل روحاني على شهادة الدكتوراه)”. وهو ما أثار ضحك الرئيس الإيراني.
ومن ثم يقدم فيديو (راشاتودي) رواية مختلفة تمامًا عن رواية، “حسام الدين آشنا”، عن أسباب ضحكات (روحاني-غونسون). ولذا يتعين على مستشار رئيس الجمهورية تقديم إعتذار.
حسد طفولي..
في رد فعله على تعليقات منتقدي موقف الرئيس، “حسن روحاني”، خلال اللقاءات الدبلوماسية، يقول “مجيد أنصاري”، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، في حوار إلى موقع (غماران) الإلكتروني: “توضيح مثل هذه الأمور هو مثار تعجب وأسف. لأنه يتجاهل خطاب الكرامة، والفخر، والقوة، والإستدلال للدكتور روحاني، هو بالحقيقة ترجمة لعظمة وإقتدار الأمة الإيرانية في الأمم المتحدة”.
فلقد عرض الرئيس “روحاني” بشكل جيد لأداء إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الأسود في دعم الإرهاب وتكوين الميليشيات الإرهابية بالمنطقة.
إنهم يتجاهلون هذا الخطاب الدفاعي عن مواقف “الجمهورية الإيرانية” إزاء “الولايات المتحدة الأميركية” ويتمسكون بمشهد الضحكات، ويقولون إنه يتنافى والكرامة.
متابعًا: “أنا لا أعلم ماذا كان يتوقع النقاد، أن يدخل الرئيس روحاني بوجه عابس وغاضب ؟.. هذه المسألة ليس لها سابقة في أدب وحضارة الشعب الإيراني.. والحقيقة أنني أرى خيرًا في هذه الانتقادات. وللأسف البعض في الداخل يتخذ هكذا موقف إنطلاقًا من حقد طفولي، بحيث يتجاهلون أي إجراء إيجابي للتيار والحكومة المنافسة، ويتمسكون بالضحكة”.