19 فبراير، 2025 4:02 ص

اجتماع “أوبك+” اليوم .. هل يستطيع التحالف مواجهة أزمة الارتفاع الضار لأسعار النفط ؟

اجتماع “أوبك+” اليوم .. هل يستطيع التحالف مواجهة أزمة الارتفاع الضار لأسعار النفط ؟

وكالات – كتابات :

تعقد الدول الأعضاء في “منظمة البلدان المصدرة للبترول”، (أوبك)، وحلفاؤها، اليوم الإثنين؛ اجتماعًا لبتّ ‏زيادة إضافية في إنتاج الذهب الأسود من أجل الحد من ارتفاع الأسعار.‏

تبدأ قمة الدول الـ 23 المنتجة لـ”النفط”، في إطار تحالف (أوبك+)؛ بقيادة “السعودية” و”روسيا”، عند ‏الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش، (15,00 بتوقيت باريس وفيينا)، عبر الفيديو. ومن المقرر عقد ‏اجتماع فني للوزراء؛ قبل ساعة واحدة.‏

ومع أن الوضع لم يتغير كثيرًا منذ اجتماعهم الأخير، في أوائل أيلول/سبتمبر 2021 – طلب متين مقابل ‏عرض محدود – يسبب ارتفاع سعر برميل “برنت”، الثلاثاء الماضي؛ إلى أكثر من ثمانين دولارًا ‏للمرة الأولى، منذ أكثر من ثلاث سنوات، إرباكًا للمنتجين.‏

وارتفاع سعر “النفط” مغرٍ لمواردها المالية، لكنه يُغذّي التضخم ويُهدّد تعافي الاقتصادات؛ التي تمر ‏بمرحلة نقاهة هشة، وهو ما يُمثل خطرًا جديًا على الطلب على “النفط” على الأمد المتوسط.‏

وهذا ليس النتيجة العكسية الوحيدة التي يواجهها المنتجون. فالأسعار المرتفعة تجذب منافسين جدد ‏إلى الآبار التي أصبحت فجأة مربحة، وتشجع المشترين على التحول إلى مصادر أخرى للطاقة، ‏قد تكون أنظف.‏

خشية منطقة “تدمير الطلب”..

يعتقد محللون في مجموعة (مورغان ستانلي)؛ أن عتبة: 80 دولارًا للبرميل تُشكل مدخلاً إلى منطقة: ‏‏”تدمير للطلب”. ‏

وكان “وزير النفط” العراقي، “إحسان إسماعيل”؛ تحدث في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية، ‏في أيلول/سبتمبر المنصرم؛ عن سعر يُشكل هدفًا يتراوح حول سبعين دولارًا. لكن مجموعة (غولدمان ‏ساكس) تتوقّع ارتفاع سعر برميل “برنت” إلى تسعين دولارًا بحلول نهاية العام. ‏

لذلك، يمكن أن يفكر الكارتل الذي اختار حتى الآن زيادة حذرة في الإنتاج الإجمالي، بمقدار: 400 ‏ألف برميل يوميًا، في زيادة أكبر في الإنتاج.‏

وحاليًا، تترك دول (أوبك+) نحو خمسة ملايين برميل من “النفط الخام” تحت الأرض يوميًا.‏

وعلى كل حال، هذه هي الدعوة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، منذ آب/أغسطس 2021، عندما أوضح مستشاره للأمن القومي، “جيك سوليفان”؛ أن التحالف لا يبذل جهدًا: ‏‏”كافيًا”.‏

وترى “حليمة كروفت”، المحللة في مجموعة (رويال بنك أوف كندا)، (آر. بي. سي)، أن: “ضغوط ‏واشنطن تتزايد” لاستخراج مزيد من “النفط” من الأرض. وقالت: “مع أزمة طاقة تشهدها أوروبا ‏والصين، يزداد احتمال تراجع المنتجين عن برنامجهم الأولي”.

‏ولفت “بيارن شيلدروب”، المحلل في مجموعة (إس. آي. بي)، الإثنين؛ إلى أنه في الوضع الحالي ‏للسوق: “لم يُعد بإمكان (أوبك+) الإدعاء بأنها تعمل على استقرار سوق النفط العالمية”. أضاف: “لا ‏يمكن تجاهل الفوضى الحالية في الأسواق العالمية للفحم والغاز الطبيعي”، مؤكدًا أن: “كبح ‏إمدادات النفط الآن يفاقم جروح المستهلكين العالميين”.‏

بين الإرادة وإمكان تحقيقها.. ‏

ومع اقتراب موعد القمة، رأى الأمين العام لـ (أوبك)، “محمد باركيندو”؛ أن الإستراتيجية الحالية ملائمة، ‏معتبرًا أنها تساعد على: “تلبية الارتفاع التدريجي للطلب”؛ من دون الوقوع في: “فائض العرض”. ‏

وأوضح في الوقت نفسه؛ أن سياسة (أوبك+) قد: “ساهمت في إزالة المخزونات الفائضة في ‏السوق”، ما يوحي بأنه تم تحقيق الهدف وأن مرحلة جديدة يمكن أن تبدأ.‏

لكن حتى إذا رغبوا في ذلك، هل هم قادرون جميعًا على رفع الوتيرة ؟

وقالت “كروفت”؛ إن “نيجيريا وأنغولا وليبيا”: “ما زالت تواجه مشاكلها الدائمة في بنيتها التحتية ‏واستثماراتها وأمنها”. ‏

من جهته؛ رأى “تاماس فارغا”، المحلل في (بي. في. إم. أويل أسوشييتس)؛ أن: “التأخير في أعمال ‏الصيانة ونقص الاستثمار، بسبب الأزمة الصحية جزئيًا وبسبب الانتقال من الوقود الأحفوري ‏إلى الطاقات المتجددة جزئيًا” يؤثران على إنتاج بعض الأعضاء.‏

وقبل ساعات من القمة؛ تشهد الأسواق هدوءًا. واقترب سعر “خام برنت” قرابة الساعة 09,35 ت. ‏غ، من سعره الجمعة؛ أي أقل بقليل من ثمانين دولارًا.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة