10 أبريل، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

اتهمت بهشاشة الجهد الاستخباري .. “إرادة النصر” تستهدف تقويض ما بناه “داعش” لعودته مجددَا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أنطلقت، منذ أسبوع، بـ”العراق” عملية عسكرية تحت مسمى، “إرادة النصر”، لتطهير المناطق الواقعة بين محافظات شمال “العراق” وغربه وصولاً إلى الحدود مع “سوريا”.

وكان رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، قد أعلن أن الجيش العراقي أطلق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد تنظيم (داعش).

وأضاف “عبدالمهدي”؛ أن قوات الأمن تقوم بتطهير مناطق من مقاتلي (داعش) على الحدود العراقية مع “سوريا”.

وأقر “عبدالمهدي” بأن الإرهاب لا يزال موجودًا في “العراق”، لكنه تعهد بأنه لن يمنح مقاتلي (داعش) فرصة “للاستقرار”.

ورغم إعلان “العراق”، النصر على (داعش)، في تموز/يوليو عام 2017، يواصل المتطرفون شنَّ هجمات دامية بالبلاد.

وذكر “عبدالمهدي” أن العمليات ستستمر لعدة أيام، وأطلق عليها، “إرادة النصر”، لتأمين المحافظات الواقعة غرب “العراق”.

بدورها؛ كانت “وزارة الدفاع العراقية” قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، إنطلاق المرحلة الثالثة من عملية “إرادة النصر”، التي تستهدف عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي.

وحققت المرحلة الأولى من العملية أهدافها، بتدمير العديد من المخابيء والمواقع التابعة لـ (داعش)، فيما إنطلقت الإثنين الماضي، المرحلة الثانية بمشاركة وزير الدفاع العراقي، “نجاح الشمري”، وستنتهي بتدمير عدة مواقع للتنظيم الإرهابي.

وفي بيان؛ قالت خلية الإعلام الأمني، التابعة لـ”وزارة الدفاع”: “بعد أن حققت الصفحتان، (المرحلتان)، الأولى والثانية من عملية (إرادة النصر)، أهدافهما المرسومة، إنطلقت صباح، (الثلاثاء)، الصفحة الثالثة؛ بإشراف قيادة العمليات المشتركة”.

وتابعت الخلية أن: “القوات الأمنية عثرت على معمل تفخيخ يحتوي على 11 عبوة مضادة للدروع، و4 صمامات هاون عيار 120 ملم، و5 كيلوغرامات من الكرات الحديدية مختلفة الأنواع”، مشيرة إلى أنه “تم تفجيرها تحت السيطرة دون حادث يذكر”.

ويشارك في العملية العسكرية قوات الجيش والشرطة والطيران العراقي، و”الحشد الشعبي”، وبدعم جوي من “التحالف الدولي للقضاء على داعش”.

ولم تعلن الخلية ما إذا كانت المرحلة الثالثة هي الأخيرة أم لا، لكن سبق أن أوضحت أن العملية تستمر لعدة أيام.

تنتهي بالقبض على “البغدادي”..

فيما أكد قيادي “الحشد الشعبي” بالأنبار، طارق العسل”، الأحد، أن عمليات “إرادة النصر”، التي اإنطلقت الأسبوع الماضي، ستنتهي بإلقاء القبض على زعيم تنظيم (داعش) الإجرامي، “أبوبكر البغدادي”.

وأشار “العسل” إلى أن عملية تصفية وتطهير صحراء “الأنبار”، لا يمكن لها أن تنجح من دون ضبط الحدود “العراقية-السورية”.

وقال “العسل” إن: “الإعلام العراقي أعطى أهمية كبيرة لهذه العمليات؛ لأنها ضمنت مشاركة جميع أصناف القوات العسكرية”.

وأشار “العسل” إلى أن: “عملية تصفية وتطهير صحراء الأنبار، لا يمكن لها أن تنجح من دون ضبط الحدود (العراقية-السورية)، لأن إغلاق وضبط الحدود أهم من تمشيط الصحاري، لوجود بقايا لميليشيات وفصائل مسلحة في الأراضي السورية”.

ومؤخرًا، زاد نشاط (داعش) بالمناطق الحدودية مع “سوريا” في محافظتي “نينوى”، (شمالًا)، و”الأنبار”، (غربًا)، بعد ورود أنباء عن فرار المئات من عناصره إلى الأراضي العراقية.

كما إزدادت عمليات التنظيم في محافظات “ديالى”، (شرقًا)، و”كركوك” و”صلاح الدين”، (شمالًا)، حيث نفذ سلسلة عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين.‎

ولا يزال التنظيم الإرهابي يحتفظ بخلايا نائمة موزعة في أرجاء البلاد، وعاد تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها، قبل 2014.

حققت نجاحًا كبيرًا..

وبسبب التشكيك الدائر حول نتائج عملية “إرادة النصر”، ردت قيادة العمليات المشتركة العراقية، وأكدت أن العملية حقّقت نجاحًا كبيرًا.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات، العميد “يحيى رسول”: “لدينا أهداف عديدة، من إطلاق هذه العملية، والقضاء على بعض فلول (داعش)، ليس الهدف الوحيد لها”، مؤكدًا على أنه: ” قبل إنطلاق العملية، كانت لدينا عمليات نوعية واستباقية مستمرة، من خلال قيادة عمليات الجزيرة، التي نفذت عمليات إنزال وقصف جوي، وتم خلالها قتل العشرات من عناصر تنظيم (داعش)”.

وأضاف إن: “عملية (إرادة النصر) إنطلقت بهدف تطهير وتفتيش كل المناطق الصحراوية، حيث تم تدمير العديد من الكهوف والمضافات والأنفاق، التي تعتبر مخابيء لفلول تنظيم (داعش) في الصحراء، كما تم القبض على عدد من الدواعش، وقتل عدد آخر، وتدمير العشرات من العبوات الناسفة، والإستيلاء على الكثير من المعدات، إضافة إلى تفكيك العديد من العجلات المفخخة”.

جهد استخباري هش..

وكان الخبير الأمني والمحلل الاستراتيجي، “علي فضل الله”، قد انتقد، أمس الأول، الآلية التي تمت بها عملية “إرادة النصر”، وشكك بنتائج هذه العملية، متحدثًا عن “هشاشة الجهد الاستخباري والضعف التكنولوجي والإلكتروني والتقني في مراقبة ومسح المساحات الشاسعة للمنطقة الغربية، لرصد تحركات المجاميع الإرهابية”.

وأضاف: “نحن بهذا الأسلوب القتالي نستدرج قواتنا، لمناطق يختارها العدو، وتعريض قواتنا للاستنزاف، سواء في الموارد البشرية أو اللوجيستية، وبهذه الطريقة حققنا مكسبًا كبيرًا لـ (داعش)”.

تستهدف تدمير الانفتاح التراكمي لـ”داعش”..

وعن أهمية هذه العملية يقول نائب مدير المركز “الجمهوري” للبحوث الأمنية والاستراتيجية، الدكتور “عماد علو”، أن: “أهمية هذه العملية تنطلق من كونها واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي تخوضها القوات العراقية المشتركة منذ عمليات التحرير وإعلان النصر على تنظيم (داعش) الإرهابي”.

وتابع “علو”: “النقطة الأساسية في هذه العملية أنها تستهدف تدمير الانفتاح التراكمي لعناصر تنظيم (داعش) الإرهابي، والذي حاول التنظيم ترتيبه في مناطق بادية الجزيرة وصولًا إلى الحدود (العراقية-السورية)، حيث يتهيأ هذا التنظيم للعودة والسيطرة مرة أخرى على مناطق واسعة في العراق، وهو الهدف من انفتاحه التراكمي، لذلك تأتي هذه العملية لتدمير هذا الانفتاح والشبكة من المقرات والمواقع الإرهابية التي نظمها تنظيم (داعش) طيلة الأشهر المنصرمة بعد تحرير المدن وخروج التنظيم منها”.

وأضاف “علو”: “هذه العملية سوف تنعكس على قدرات التنظيم القتالية، وسوف يُمنع من قابلية العودة إلى العمق العراقي، ويتوقع؛ ووفقًا للمعلومات الاستخبارية، أن زعيم (داعش)، أبوبكر البغدادي، يتجول في هذه المنطقة متخفيًا، وقد يتم إلقاء القبض عليه أو قتله في هذه العملية”.

استطاع تنظيم صفوفه والتمهيد لعودته..

قال “حيدر حميد”، المحلل السياسي العراقي، إن عملية “إرادة النصر” هي أكبر عملية تقوم بها القوات الأمنية لدحر تنظيم (داعش) الإرهابي، لافتًا إلى أنها تتم بمشاركة 3 قيادات عمليات، بالإضافة إلى 15 لواء من “الحشد الشعبي” لمطاردة فلول التنظيم في عدة مناطق.

وأضاف أن (داعش) استطاع، بعد عامين، إعادة تنظيم صفوفه ومحاولة التمهيد لعودتها في عدة مناطق، ولذا تعمل القوات على ضرب مناطق الدعم اللوجيستي للتنظيم، موضحًا أن هناك 1000 مقاتل من تنظيم (داعش) فروا مع بداية عملية “إرادة النصر”، وقد جاءوا من البداية نتيجة الحشد عبر وسائل الإعلام التابعة للتنظيم ومواقع التواصل الاجتماعي بما يتطلب مواجهة لهذه الوسائل حرصًا على عدم عودتهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب