عبر مواطنون عراقيون في اتصالات هاتفية واخرى عبر البريد الالكتروني عن استيائهم الشديد من اداء وزارة الداخلية في مواجهة تصاعد العمليات الارهابية التي يشهدها العراق حيث ضرب بغداد امس فقط 17 تفجيرا واتهموا سيطرات الوزارة بالتواطؤ مع الارهابيين محملين الوكيل الاول لها عدنان الاسدي المسؤولية عن ذلك.
ويؤكد عراقيون من مناطق مختلفة من العاصمة بغداد في اتصالاتهم مع (كتابات) ان السيطرات الامنية التابعة لوزارة الداخلي تقوم عادة بالانسحاب من مناطق تمركزها قبل ساعة من حصول التفجيرات حيث تمر المفخخات والانتحاريين عبر مناطق تواجدها هذه لتنفيذ العمليات الارهابية.
وفي هذا الصدد فقد اشارالمواطنون مثلا الى حادث تفجير مفخخة في حي العامل ببغداد امس حيث ان الشرطة رفعت حاجزا امنيا فيها تمكن الارهبيون بعدها من العبور عبر مكان تواجده الذي اخلي الى هدفهم وتنفيذ فعلتهم النكراء الامر الذي دفع مواطني الحي الى مهاجمة مركز الشرطة وعناصر الحاجز الامني واشبعوهم ضربا واستولوا على اسلحتهم احتجاجا.
وحمل المواطنون الوكيل الاول لوزارة الداخلية عدنان الاسدي المسؤولية الاخلاقية والادارية عن هذا القصور والتواطؤ الواضح في تنفيذ العمليات الارهابية التي تحصد ارواح مئات العراقيين يوميا. واكدوا ان عدم اتخاذ الاسدي لاي اجراءات توقف هذا التواطؤ والقصور في اداء الاجهزة الامنية تشير الى لامبالاة القادة العسكريين ومسؤولي الداخلية يتقدمهم الاسدي واستهتارهم بارواح العراقيين الامر الذي يتطلب اجراء شعبيا عن طريق نواب الشعب في البرلمان لمحاسبتهم وقرارات عقابية رسمية يتحملها وزير الداخلية وكالة القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي.
,ما يؤكد صحة هذه الشكاوى فقد اقر رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم الخميس ان هناك اخطاء تقع من بعض عناصر الاجهزة الامنية، وقد تكون مقصودة احيانا، لاهداف سياسية او غير ذلك. وقال المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي في صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ما لفت نظري في حديث رئيس الوزراء مع شيوخ عشائر بغداد، هو تأكيده على ضرورة الشعور العام بوحدة المصير وان العراق امانه باعناق الجميع . وتابع ان “المالكي اكد ايضا على ان هناك اخطاء تقع من بعض عناصر الاجهزة الامنية، وقد تكون مقصودة احيانا، لاهداف سياسية او غير ذلك”.
واليوم قالت الشرطة العراقية ومصادر طبية إن 86 شخصا قتلوا وأصيب 263 آخرين في سلسلة تفجيرات وهجمات اخرى في أنحاء متفرقة من بغداد امس الأربعاء في امتداد لأسوأ موجة من اعمال العنف في العراق منذ عام 2008. وأدت الحرب الاهلية المستمرة في سوريا منذ أكثر من عامين الى تفاقم الانقسامات الطائفية في العراق مما شكل ضغطا على الائتلاف الهش الحاكم.
وطبقا لتقديرات الأمم المتحدة قتل اكثر من الف عراقي خلال شهر تموز ( يوليو) الماضي وكان هذا أكبر عدد من القتلى يسقط خلال شهر واحد منذ خمس سنوات حيث زادت شدة الهجمات بدرجة كبيرة منذ بداية عام 2013 حيث قتل حوالي 4 الاف عراقي خلال الاشهر الثمانية لحد الان . وكثيرا ما تستهدف التفجيرات المقاهي والأماكن الأخرى التي تتجمع فيها الأسر في المناطق الشيعية بالإضافة إلى المنشآت العسكرية وحواجز التفتيش.