استغرب مراقبون سعوديون التصريحات التي صدرت عن النائب بالبرلمان العراقي مستشار الامن القومي السابق موفق الربيعي التي اتهم فيها السعودية بتقديم الدعم لداعش، ما دفع إلى تعليق عملية التنسيق الأمني بين الرياض وبغداد. وحذّر هؤلاء من أن هذا الاتهام يمكن أن يلقي بظلاله على العلاقة التي لا تزال هشة بين البلدين.
وتساءل فهد العريني، أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السعودية، في حديث لـ”العرب” كيف تُتّهم السعودية في مسؤولية تمدد داعش، أو أنها تمول التنظيم على حد تعبير الربيعي.
وأشار العريني إلى أن بلاده تعمل بشكل جدي على مكافحة الإرهاب الذي يهدف إلى النيل من دول عديدة في المنطقة بما فيها السعودية التي اتخذت جملة من الإجراءات لمحاربة المجموعات المتشددة.
وتقول السعودية إنها تحارب التنظيمات الإرهابية بقوة وإنها شددت العقوبات على كل من يحرّض على الخروج إلى القتال في الخارج، إضافة إلى التبرع أو الترويج للجماعات المتطرفة.
وكان الربيعي الذي يعرّف نفسه بأنه أكثر المعتدلين المقربين من حزب الدعوة الإسلامي والمنسق حول موضوع الإرهاب بين بغداد والرياض بدأ بإرسال رسائل اتهام إلى الرياض حول تمويل داعش.
وحث النائب عن ائتلاف “دولة القانون” والمقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، في تصريحات صحفية الحكومة السعودية على “تجفيف أماكن إنتاج العناصر التكفيرية لداعش ومنع التمويل والدعم لعناصره”.
واستبعد مراقبون أن تكون تصريحات الربيعي مجرد رأي شخصي، لافتين إلى أن الشكوك كانت متبادلة دائما بين بغداد والرياض منذ 2003، وخاصة خلال فترة رئاسة نوري المالكي للحكومة، فضلا عن عدم حسم موضوع المعتقلين السعوديين في السجون العراقية على خلفية مشاركتهم في “الجهاد” إلى جانب تنظيمات متشددة خلال السنوات التي تلت غزو العراق.
وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قال الشهر الماضي أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أبلغه في لقاء خاص عزم الرياض على إعادة فتح سفارة لها في بغداد.
وقال الجعفري خلال مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب “جئنا إلى السعودية بقلب مفتوح، وعقل مفتوح، ونريد من هذا الاجتماع أن يفهم بأن خطر “داعش” ممتد، ليس في العراق فقط إنما يهدد المنطقة برمتها”.
ودعا فهد العريني المسؤولين العراقيين إلى تجاوز التعاطي الطائفي مع المملكة، مؤكدا أن السعودية لا يمكن لها أن تنظر إلى العراق من بوابة السنّة فقط، بل ترى أن العراق بلد بنسيج اجتماعي متعدد قوته في وأد الطائفية التي نفخ الروح فيها رئيس الحكومة السابق نوري المالكي.