اتفاق واشنطن مع طالبان .. سلام ملغم مع “إمارة أفغانستان الإسلامية” !

اتفاق واشنطن مع طالبان .. سلام ملغم مع “إمارة أفغانستان الإسلامية” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إنتهت عملية احتلال “أفغانستان”، التي بدأت بإعلان الحرب على “كابول” بتوقيع “جورج بوش” الابن، قبل نحو تسعة عشر عامًا، بالتوقيع على اتفاق سلام بين المندوب السياسي عن حركة “طالبان” و”واشنطن” في فندق “شيراتون الدوحة” بالعاصمة القطرية.

ولم يُسمح للحكومة الأفغانية برئاسة، “أشرف غني”، بالمشاركة في مراسم التوقيع، كما حال مفاوضات السلام التي استمرت ثمانية عشر شهرًا. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية الأصولية.

جميع الأطراف تستعد ليوم إنهيار الاتفاق !

وبموجب هذا الاتفاق؛ سوف يُغادر العسكريون الأميركيون، الأراضي الأفغانية، مقابل أن تلتزم حركة “طالبان” بوقف جميع العمليات، بحيث تتحقق أمنيات ملايين الأفغان، رغم إبداء بعض العناصر عدم التفاؤل.

ويؤخذ من تصريحات المسؤولين في الحكومة الأفغانية والإدارة الأميركية، والمسيولين بحركة “طالبان”؛ أن كلا الطرفين غير متفائل بإلتزام الطرف المقابل بالبنود المنصوص عليها في الاتفاق، ومن ثم تستعد جميع الأطراف لليوم الذي ينهار فيه الاتفاق.

وبينما وقع كلاً من، “زلماي خليل زاد”، المبعوث الأميركي الخاص للسلام في “أفغانستان”، و”ملا عبدالغني برادر”، رئيس المكتب السياسي لحركة “طالبان” الأفغانية، وجهت الحركة عناصرها لوقف كل أنواع الهجمات.

وقد حضر مراسم التوقيع، “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، وممثلون عن 30 دولة ومؤسسة عالمية. وأثنى “ملا هيبت الله آخوند زاده”، زعيم حركة “طالبان”، على الاتفاق وأصدر بيانًا جاء فيه: “الاتفاق على انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان؛ وعدم التدخل مستقبلاً بأي شكل من الأشكال، هو فوز كبير”.

وأكد على أن الاتفاق مع الإدارة الأميركية تم وفق الأسس الشرعية والمعايير العالمية، ولا يحق لأي مسؤول في “طالبان”، أو في دولة أخرى، نقض هذا الاتفاق.

اتفاق ملغم..

وبموجب هذا الاتفاق، تُكلف الحكومة الأفغانية الإفراج عن عدد خمسة آلاف سجين طالباني قبل إنطلاق مارثون الحوار “الأفغاني-الأفغاني”، بتاريخ 10 آذار/مارس الجاري.

كذلك تتعهد “الولايات المتحدة الأميركية” بسحب جميع القوات العسكرية وغير الدبلوماسية وقوات حلفائها الأقل عددًا، في غضون أربعة عشر شهرًا. وستخفّض “الولايات المتحدة” عدد جنودها في “أفغانستان”، والبالغ عددهم ثلاثة عشر ألف جندي، خلال 135 يومًا، من تاريخ توقيع الاتفاق.

في المقابل؛ تتعهد “طالبان” بعدم إصدار أي تصاريح نشاط للجماعات الإرهابية في “أفغانستان” أو التعاون مع هذه الجماعات.

وبينما من المقرر أن يشهد الأسبوع المقبل إنطلاق المباحثات “الأفغانية-الأفغانية”، بين حركة “طالبان”، ومندوبون عن الحكومة والشخصيات السياسية، أثار الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الأفغانية مؤخرًا، انقسامًا حادًا في هيكل القيادات السياسية بـ”كابول”. الأمر الذي يزيد من صعوبة إجماع سياسي على تشكيل وفد شامل للمشاركة في المفاوضات مع “طالبان”.

من جهة أخرى، فقد تصدر نص الاتفاق الأميركي مع “طالبان”، والذي تسنى لموقع (طلوع نيوز) الحصول على نسخة منه، على جملة: “تم التوقيع على هذا الاتفاق بين إمارة أفغانستان الإسلامية والولايات المتحدة الأميركية”. وهو الاسم الذي كانت تستخدمه “طالبان” أثناء سيطرتها على “أفغانستان”، علمًا بأن “الولايات المتحدة” لم تقبل بهذا الاسم، آنذاك.

وتعليقًا على الاتفاق، قال الرئيس، “أشرف غني”، في مؤتمر صحافي مشترك مع، “مارك إسبر”، وزير الدفاع الأميركي: “النظام الرسمي والشرعي في أفغانستان هو الجمهورية، بينما هناك من يتحدث عن إمارة إسلامية”.

بدوره قال “حمدالله محب”، مستشار الرئيس الأفغاني للشؤون الأمنية: “ينطوي الاتفاق الأميركي مع طالبان على بعض النقاط التي نرفضها، أحدها: التنصيص على اسم الإمارة الإسلامية”.

على كل حال، يزيد الغموض بشأن تطبيق الاتفاق الجديد بين “أميركا” و”طالبان”، بالإضافة إلى تجارب المراقبين غير الجيدة مع اتفاقيات الإدارة الأميركية الواهية، المخاوف بشأن مستقبل “أفغانستان” في ضوء عودة “طالبان” إلى السلطة. وبينما يريد الجميع في “أميركا” التخلص من شرور حرب التسعة عشر عامًا، لكن السؤال الأساس هو: كيف ؟.. وبأي ثمن ؟.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة